بالرغم من أنها منطقة رعوية تتوفر على ثروة كبيرة

ارتفاع أسعار أضاحي العيد بالنعامة

النعامة: سعيدي محمد أمين

أقل من أسبوع يفصلنا عن عيد الأضحى المبارك لهذه السنة، ومع بداية العد التنازلي لهذه المناسبة الدينية أصبح حديث العام والخاص هو أسعار المواشي وارتفاعها من سوق لأخر، خاصة بالولايات السهبية التي تشتهر بتربيتها كولاية النعامة، ليصبح الحصول على الأضحية الشغل الشاغل لكل المواطنين خاصة أصحاب الدخل المحدود على ضوء ارتفاع قيمتها المادية.
بالرغم من أن ولاية النعامة منطقة رعوية تتوفر على ثروة كبيرة من المواشي حيث قدر عدد الأغنام بها الى أكثر من مليون و 700 ألف رأس من الأغنام يتكفل بهذه الثروة الهائلة من رؤوس المواشي حوالي 6700  موال بالولاية  يمتهنون نشاطه الرعوي هذا بطرق تقليدية، إلا أن أسعار المواشي في تزايد مرتفع من يوم لأخر خاصة مع اقتراب هذه المناسبة الدينية.
وتعرف الأسواق الأسبوعية بهذه الولاية خاصة بكبريات المدن كالعين الصفراء، المشرية والنعامة في الآونة الأخيرة اكتظاظ كبير بهذه الأسواق وتوافدا كبيرا للموالين والمواطنين من معظم مناطق الوطن خاصة ولاية بشار والولايات الساحلية كالعاصمة وهران وسطيف من أجل اقتناء عدد منها وإعادة بيعها بولاياتهم وبأسعار جد مرتفعة، وهو ما دفع بارتفاعها محليا. 
 فالأسعار خلال الأسبوع الماضي بأسواق النعامة العين الصفراء والمشرية المتواجدة ببلدية مكمن بن عمار كانت متقاربة تقريبا بين كل هذه الأسواق حيث عرفت ارتفاعا محسوسا مقارنة بالأشهر الماضية، إذ وصل سعر الحولية أو ما تعرف بـ «الثنية « مابين 30 ألف الى 40 ألف دينار، النعجة مابين 24 ألف 42 ألف دينار، الحولي «الثني» أي صاحب السنتين مابين 45 ألف 65 ألف دينا،  أما الحولي الغليظ فتراوح مابين 65 الى 85 دينار، فيما تراوح سعر الكبش مابين 85 ألف الى 11 مليون سنتيم، للعلم أن هذه المصطلحات ( الثنية، الرباعية، السدسة، القارح، الغليظ) يعرفها أصحاب المواشي، وهي خاصية يستطيعون تفريق بها سن الشاة، وهذه الأنواع من الماشية يفضل سكان النعامة الأضحية بها خاصة الحولي والحولية.
وعرفت الأسعار ارتفاعا محسوسا وقفزة نوعية مقارنة بأسعار السنة الماضية و يراها المواطن البسيط وأصحاب الدخل المحدود بالملتهبة فيما يقول عنها البائع بأنها في متناول الجميع.
 وقد أكد الموال أن سبب ارتفاع أسعار المواشي يرجع لسببين رئيسين أولهما ارتفاع أسعار الأعلاف وغيابها والتلاعب بها في السوق السوداء، وهو ما أرهق كاهله وأفلست خزينته في ظل الجفاف الحاد الذي تشهده المنطقة حيث وصل سعر الأعلاف مابين 4500 الى 6000 دج وبالتالي فالموال أصبح يعمل على هذه الأعلاف فقط وأي مدخول يوجه لاقتناع الأعلاف.
من جهة أخرى،  يرى آخرون أن سبب هذا الارتفاع راجع للسماسرة الذين يضيفون ربع أو نصف ما اشتروا به الماشية حيث أصبح يتغير سعر الماشية الواحد في اليوم ثلاثة الى أربع مرات، إذ تباع في السوق الواحد أحيانا حتى أربع مرات وكل سمسار يضخم السعر عن سابقه.
ومن جهة ثالثة يرى بعض المواطنين أن سبب ارتفاع الأضاحي راجع للوافدين من خارج الولاية فمعظم سكان بشار يقتنون أضاحيهم من أسواق النعامة والبيض، ويشترونها بأي سعر باعتبارها ذات جودة وغير متوفرة بمنطقتهم، فيما أكد البعض الأخر أن هناك تجار من المناطق الشمالية خاصة ولايات وهران العاصمة وسطيف هم سبب ارتفاع أسعار المواشي خاصة الحولي والكبش فهم يشترونه مهما كان سعره ويعيدون بيعه بولاياتهم بأسعار مرتفعة وأصبحت هذه الأيام قوافل من الشاحنات محملة بالمواشي تتجه إما الى الجنوب والى الولايات الساحلية خاصة الشرق.
 وفي انتظار حلول مناسبة عيد الأضحى تبقى بورصة أسعار الأضاحي تتغير من يوم لأخر ومن سوق لأخر وكل بائع أو سمسار يتحكم في هذه الأسعار مثل ما شاء والمواطن البسيط هو من يدفع ثمنها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024