شهد قطاع الصحة بولاية الجلفة ديناميكية متزايدة، تهدف إلى تحسين ظروف العلاج والرفع من جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، في منطقة لطالما عانت من نقائص واضحة في البنية التحتية الطبية والضغط المتزايد على المنشآت الموجودة.
تجسّدت هذه الديناميكية، مؤخرا، من خلال تدشين مستشفى جديد ببلدية دار الشيوخ بسعة 60 سريرا، أطلق عليه اسم المجاهد “سليماني سليمان”، إلى جانب وضع حجر الأساس لإنجاز ثلاث مؤسسات استشفائية أخرى في بلديات حد الصحاري، الشارف، وعين وسارة.
المستشفى الجديد بدار الشيوخ، يعد إضافة نوعية للمنظومة الصحية المحلية، حيث تم تجهيزه بأحدث المعدات الطبية، ويضم عدة تخصصات حيوية، على غرار طب النساء والتوليد، وطب الأطفال، وطب الطوارئ، بالإضافة إلى تأطيره بأطقم طبية وإدارية مؤهلة.
ومن شأن هذا الإنجاز أن يسهم في تخفيف الضغط عن مستشفيات عاصمة الولاية، ويقرّب العلاج من سكان المناطق الريفية الذين كانوا يضطرون لقطع مسافات طويلة نحو حاسي بحبح أو مقر الولاية الجلفة من أجل الاستشفاء.
وفي ذات السياق، تم الشروع في أشغال إنجاز مستشفيين بسعة 60 سريرا في كل من بلديتي حد الصحاري والشارف، ومستشفى آخر بعين وسارة بسعة 120 سرير، ضمن البرنامج التكميلي للتنمية.
وتأتي هذه المشاريع استجابة لحاجيات المواطنين الصحية وتكريسا لمبدأ الإنصاف في توزيع الخدمات الطبية، خاصة أن بعض البلديات الداخلية كانت تعاني من غياب مؤسسات استشفائية قادرة على تلبية الحد الأدنى من متطلبات العلاج.
كما عرفت الولاية، في إطار تعزيز الحوكمة المحلية لقطاع الصحة، تدشين المقر الجديد لمديرية الصحة والسكان بحي البساتين بعاصمة الولاية، وهو ما من شأنه أن يحسن أداء القطاع إداريا ويمنح دفعة جديدة لتسيير الملفات ومتابعة المشاريع وضمان التنسيق بين مختلف الهياكل الصحية. واعتبرت هذه الإنجازات مؤشرا واضحا على الإرادة في النهوض بقطاع الصحة في ولاية تعد من أكبر ولايات الوطن مساحة وسكانا، لكنها ظلت لسنوات تعاني من الجانب الصحي، حيث سجلت العديد من الحالات التي استدعت تحويل المرضى إلى ولايات مجاورة بسبب نقص التخصصات والتجهيزات، وهو ما كان يشكل عبئا نفسيا وماديا على العائلات.
ولقيت هذه المشاريع صدى إيجابيا واسعا في أوساط سكان البلديات المستفيدة، الذين أعربوا عن ارتياحهم وسعادتهم بهذه الخطوات الميدانية التي طال انتظارها، مؤكدين أن تعزيز البنية الصحية لا ينعكس فقط على مستوى العلاج، بل يعد استثمارا في كرامة المواطن وفي مستقبل الأجيال القادمة.
كما ثمّنوا الجهود المبذولة لتقريب الخدمات الطبية وتحقيق توازن تنموي بين مختلف مناطق الولاية، معبرين عن أملهم في أن تتوج هذه الديناميكية بمشروع المستشفى الجامعي الذي تم الإعلان عن دراسته قريبا، ليشكل نقلة نوعية في التكوين الطبي والخدمات الصحية المتخصصة بالولاية.