شهدت بلدية الجلفة في الآونة الأخيرة تحسنا ملموسا في نوعية الخدمات المقدمة على مستوى مصلحتي الحالة المدنية والوثائق البيومترية، في إطار سياسة محلية تعتمد على الرقمنة، توسيع نطاق العمل، والتعامل المرن مع ضغط المواسم الإدارية، وتؤكد الأرقام المحققة، مقارنة بالسنوات الماضية، انتقالا واضحا نحو خدمة عمومية أكثر سرعة وفعالية.
أكد ضابط مصلحة الحالة المدنية لبلدية الجلفة، مهدي عميرة، أن “جميع الوثائق أصبحت رقمية بنسبة 100 بالمائة، وهو ما مكن من تسريع الإجراءات وتقليل الطوابير بشكل واضح”. وأوضح في حديثه لـ “الشعب” أن “ الرقمنة مكنت من تقديم خدمة نوعية للمواطن، سواء من حيث استخراج الوثائق أو معالجتها بدقة، ودون الحاجة للانتظار الطويل”..
وخصصت المصلحة شباكا موحدا خاصا بتصحيح الأخطاء التي قد تقع أثناء الحجز الإلكتروني، مثل وجود حرف زائد أو ناقص في الاسم، لتجنب تكرار التنقل أو تعطيل الملف الإداري للمواطن. كما أكد المتحدث أن كل الشبابيك تعمل بكامل طاقتها، والعدد الحالي من الأعوان كافي لتغطية الطلبات اليومية، دون تسجيل أي اختناق، حتى في الفترات الحساسة.
وأضاف عميرة أن فترات مثل الدخول المدرسي وتوزيع قفة رمضان، والتي عادة ما تشهد ضغطا كبيرا، “تمت معالجتها بتنظيم داخلي محكم، وتوزيع أفضل للموارد البشرية”.
أما عن الانتشار الجغرافي للخدمة، فتضم بلدية الجلفة 20 فرعا للحالة المدنية، 17 منها مرتبطة بنظام الشبكة، في حين ما تزال 3 فروع قيد عملية الربط. وتقدم هذه الفروع نفس الخدمات الرقمية تقريبا، مما يخفف العبء عن المقر الرئيسي.
وأبرزت الأرقام المحققة خلال سنة 2024 حجم العمل المنجز في مصلحة الحالة المدنية، حيث تم إصدار 15694 عقد ميلاد و2051 عقد وفاة، و2678 عقد زواج، وهي حصيلة تعكس التحسن في السرعة وجودة الخدمة، خاصة مع الاعتماد الكامل على الوسائل الرقمية وربط مختلف الفروع بنظام مركزي موحد.
طلبة “ الباك” و«البيام”..أولوية..
من جانبه، كشف رئيس مصلحة الوثائق البيومترية ببلدية الجلفة، منصوري عز الدين، أن المصلحة منحت أولوية قصوى للمترشحين لشهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط، سواء في إيداع أو سحب بطاقات التعريف البيومترية، خاصة خلال الفترة الممتدة بين منتصف أفريل ونهاية ماي.
وأوضح المتحدث أنه “بداية من هذا الأسبوع، سنباشر العمل خصيصا لسحب بطاقات المترشحين، مع مضاعفة ساعات العمل اليومية بزيادة ساعة ونصف، وهو ما سمح برفع الوتيرة بشكل ملحوظ”..
ووفقا للأرقام التي قدمها منصوري، فقد تم تسليم 3766 بطاقة تعريف بيومترية بين 15 أفريل و25 ماي من السنة الجارية، مقارنة بـ2230 بطاقة في نفس الفترة من السنة الماضية. وهو ما يمثل زيادة بأكثر من 65% في عدد البطاقات، ويعكس الجهد المبذول لمواكبة الطلب، خاصة من فئة التلاميذ المقبلين على الامتحانات الرسمية.
أما بخصوص جوازات السفر، فتم إصدار 861 جوازا من 15 أفريل إلى 15 ماي 2025، مقابل 671 جوازا فقط، خلال نفس الفترة من السنة الماضية، ويرجع هذا التحسن - حسب رئيس المصلحة - إلى تحسن خدمة “الأنترانات”، ومضاعفة ساعات العمل اليومية، إلى جانب الجهود المبذولة من طرف الأعوان رغم العجز المسجل في عدد الموظفين.
وتعكس هذه الأرقام والسياسات التنظيمية الجديدة تحولا نوعيا في نظرة الإدارة المحلية لبلدية الجلفة إلى الخدمة العمومية، من منطق “ التسيير التقليدي” إلى منطق الرقمنة، السرعة، وتقريب الإدارة من المواطن.
وبلغة بسيطة، لم يعد المواطن اليوم في بلدية الجلفة مضطرا للانتظار لساعات، أو التنقل مرارا وتكرارا بسبب أخطاء إدارية، بل أصبح يجد مصلحة مفتوحة، منظمة، توفر له حلا سريعا، سواء تعلق الأمر بالحالة المدنية أو البيومترية.
ملاحق حضرية وربط إلكتروني متقدّم
وتشهد مصالح الحالة المدنية بولاية الجلفة، خلال السنوات الأخيرة ديناميكية تطويرية مستمرة تهدف إلى تحسين جودة الخدمات، وتكريس الإدارة الرقمية وتقريب المرفق العمومي من المواطن. وتشير الحصيلة الرسمية لنشاط مكتب الحالة المدنية على مستوى ولاية الجلفة إلى أن السنة الماضية، كانت حافلة بالإنجازات على عدة مستويات، أهمها تعميم الربط الإلكتروني، رقمنة الوثائق، فتح الملاحق البلدية، وتحسين الإحصائيات الديموغرافية.
