تعيش ولاية قسنطينة على وقع حركية تنموية غير مسبوقة، جسّدتها مشاريع كبرى وهامة مست مختلف القطاعات الحيوية، في وقت تتواصل فيه الجهود لتأهيل النسيج العمراني القديم ومرافقة البلديات ببرامج محلية تضع المواطن في صلب الاهتمام.
أظهرت حصيلة 2024 عن إنجاز 142 مشروعًا تنمويًا، من بينها 104 عملية مدرجة ضمن برنامج التنمية غير الممركز القطاعي للتنمية وشملت التربية، الصحة، التكوين المهني، الأشغال العمومية، الشباب والرياضة، والموارد المائية، كما دعمت الولاية الحركية الاقتصادية والاجتماعية بإنجاز أكثر من 10 آلاف وحدة سكنية وخلق ما يزيد عن 12 ألف منصب عمل، إلى جانب مشاريع في الطاقة، البريد، الاتصالات والفلاحة.
في هذا الاطار، استفاد سكان بلدية زيغود يوسف من أشغال تهيئة واسعة للطرقات والأرصفة، إعادة تأهيل المجمع الإداري، إنجاز مشاريع في التطهير، وتركيب الإنارة العمومية، فضلًا عن ملاعب جوارية وفضاءات للشباب، وصولا لبلدية مسعود بوجريو، فقد سُلّم ملعب جواري جديد وخزان مياه بسعة 120 مترًا مكعبًا، إلى جانب توسعة مدارس ابتدائية لضمان تمدرس مريح للتلاميذ، حيث تم، بمناسبة الذكرى السبعين لاندلاع الثورة التحريرية، ببلديات على غرار ابن زياد وبني حميدان وضع حجر أساس لمطاعم مدرسية ومشاريع تعليمية، إضافة إلى ربط 55 مسكنًا ريفيًا بالغاز الطبيعي.
كما حظي قطاع الصحة بنصيب وافر من المشاريع، حيث وُضع حجر أساس لإنجاز عيادة متعددة الخدمات ببلدية ديدوش مراد بميزانية 26 مليار سنتيم، إلى جانب مشروع ثانوية جديدة بسعة ألف مقعد، كما وُزّعت آليات وتجهيزات حديثة لفائدة البلديات لدعم قدراتها في التكفل بالخدمات اليومية للمواطنين، وفي بلدية الخروب، انطلقت الأشغال في مدرسة ابتدائية جديدة بحي بلخير لتلبية حاجيات 5 آلاف وحدة سكنية حديثة.
عمليات تهيئة تعيد الاعتبار للمدينة القديمة
لعلّ أهم ما يميز هذه الديناميكية، رفع التجميد عن مشاريع كبرى كانت متوقفة لسنوات، على غرار برنامج إعادة تأهيل المدينة القديمة الذي خصص له غلاف مالي يقدّر بـ122 مليار سنتيم، بعد أن كان محصورًا في حي السويقة فقط، المشروع سيتوسع ليشمل كافة النسيج العتيق، في مسعى لإعادة الاعتبار لذاكرة قسنطينة وتثمين طابعها المعماري المميز.
كما يندرج ضمن المشاريع الاستراتيجية المستشفى الجامعي الجديد بسعة 500 سرير، والمركب الرياضي الكبير بمدينة علي منجلي الذي يُرتقب أن يُسلّم قبل نهاية 2025 بسعة 50 ألف مقعد، مزوّد بمرافق رياضية وفندقية حديثة.
وفي خطوة تعزز صورة المدينة العريقة، عاد التلفريك الحضري إلى الخدمة في أفريل من سنة 2025، ليعيد ربط ضفتي وادي الرمال ويفتح آفاقًا جديدة للنقل الحضري العصري، وتجمع هذه المشاريع بين ما هو محلي يمس الحياة اليومية للمواطن، وما هو استراتيجي يرسم مستقبل قسنطينة كقطب حضري واقتصادي بارز، وهو ما يجعل الولاية على موعد مع نهضة تنموية حقيقية تعيد رسم ملامحها العمرانية، وتمنح ساكنتها خدمات أفضل وآفاقًا أوسع نحو التنمية المستدامة.