تحفيزات وعلاوات مهمة للمربّين

سطيـف..رواج كبير لاستزراع سمك البلطي الأحمر

سطيف: رابح سلطاني

 سطيف..الاستثمار في تربية المائيات..رفع القدرات الإنتاجية وتعزيز الأمن الغذائي

شرعت مديرية الصيد البحري والموارد الصيدية بولاية سطيف، مؤخرا، في توسيع دائرة استزراع أفراخ سمك البلطي الأحمر، على مستوى أحواض السقي الفلاحي المدمجة، بإطلاق تجربة أولية شملت استزراع 10 آلاف فرخ بالمستثمرة الفلاحية “بن عبيد” الفلاحية التابعة لبلدية “ماوكلان” بالشمال الشرقي لولاية سطيف.

بادرت مديرية الصيد البحري والموارد الصيدية بسطيف بالتنسيق مع مختلف الهيئات والمؤسسات المعنية بقطاع الفلاحة والموارد المائية مؤخرا، إلى إطلاق تجارب أولية في عملية استزراع أفراخ سمك البلطي الأحمر، شملت زرع أزيد من 10 آلاف وحدة فرخ من صغار السمك صنف البلطي الأحمر بالمستثمرة الفلاحية “بن عبيد”، الواقعة في الشمال الشرقي لولاية سطيف بحضور المسؤولين المحليين والجهويين.
ويرتقب تعميم العملية في العديد من البلديات والولايات، خاصة أصحاب المستثمرات الفلاحية الذين يملكون أحواضا مائية مدمجة مع الفلاحة، على غرار منطقة برج بوعريريج، المسيلة، سطيف وباتنة، في ظل التحفيزات الهامة والتسهيلات التي تقدمها مختلف القطاعات للاستثمار في هذا النشاط الفلاحي.
وأوضحت مديرة الصيد البحري، نسيمة عبداوي، على هامش إطلاق عملية استزراع 10 آلاف وحدة من سمك البلطي الأحمر على مستوى إحدى المستثمرات الفلاحية كمرحلة أولى بمنطقة “ماوكلان”، عن جملة من التحفيزات الهامة كانت قد أطلقتها مصالح الصيد البحري لولاية سطيف بالتنسيق مع مختلف المصالح، لفائدة المستثمرين وأصحاب أحواض السقي الفلاحية، وتندرج حسبها في سياق تثمين أحواض السقي الفلاحي بالولاية.
وتشمل العملية مرافقة الفلاحين أصحاب المستثمرات والأحواض المائية، خلال وبعد عملية حصاد المنتوج، إلى جانب تلك العلاوة التحفيزية التي توفرها الدولة للناشطين في مجال استزراع هذا الصنف من السمك البلطي، المقدرة بـ 50 دينار جزائري لكل كيلوغرام واحد من سمك البلطي المنتج محليا، وهي إحدى الآليات المحفزة للاستثمار، التي مكنت من تحفيز الفلاحين وجعلهم يقبلون على هذا النشاط الفلاحي الهام.
وتأتي هذه العمليات تتويجا لسلسلة من التحضيرات والزيارات الميدانية، يشرف عليها تقنيون ومختصون في تربية أسماك البلطي الأحمر  لمعاينة أحواض الاستزراع على مستوى العديد من البلديات، تهدف إلى تشجيع تربية الأسماك وتمكين الفلاحين من مختلف المزايا والعلاوات التحفيزية التي توفرها الدولة، قصد تطوير شعبة تربية الأسماك في الأحواض المائية، والاستفادة من المزايا المتاحة في قطاع الموارد المائية، لاسيما تلك المرتبطة بتربية الأسماك في أحواض السقي الفلاحي عبر مختلف المستثمرات، بما يتيح إمكانية تطوير هذه الشعبة الفلاحية والرفع من القدرات الإنتاجية للأسماك بالمياه العذبة.
بالمقابل، كشفت المديرية عن برنامج طموح تسعى مديرية الصيد البحري والموارد المائية بسطيف إلى تجسيده يستجيب لتطلعات الخطط والبرامج التي أطلقتها وزارة الصيد، بالتنسيق مع وزارة الفلاحة، منذ شهور، يهدف إلى رفع القدرات الإنتاجية وتعزيز الأمن الغذائي، عبر تشجيع الاستثمار في تربية المائيات في المياه العذبة، لاسيما التربية السمكية المدمجة مع الفلاحة، أين تم وضع برنامج عملي مشترك، بالتنسيق مع مديرية المصالح الفلاحية ومحافظة الغابات لولاية المسيلة، شملت زيارة ميدانية بالتنسيق مع مصالح تربية الصيد وتربية المائيات لولاية سطيف، وذلك تحضيرا لحملة استزراع لسمك البلطي لسنة 2025.
إلى جانب ذلك، تنقلت ذات المصالح في العديد من المرات إلى أحواض السقي الفلاحي رفقة فريق عمل من خبراء لمعاينة أحواض السقي في مزرعتين نموذجيتين ببلدية المعاريف، ومسيف، ومزرعة نموذجية أخرى بزانة البيضاء بولاية باتنة، بالإضافة إلى مزرعة نموذجية بولاية سطيف، في إطار التحضير لعملية استزراع سمك البلطي، خلال العام الجاري.
 وتندرج بحسب القائمين في سياق الاستجابة لتوجيهات السلطات الوصية الرامية إلى استغلال أحواض السقي الفلاحي، المتواجدة على مستوى الوحدات الإنتاجية الفلاحية وتقع تحت وصاية المديرية الجهوية للصيد البحري والموارد الصيدية، تتماشى مع تلك الإستراتيجية تتمثل في تربية السمك البلطي الأحمر في المياه العذبة، والأهداف المستقبلية الممتدة لسنة 2035، الرامية إلى رفع نسبة إنتاج الأسماك لرقم قياسي، تلبيةً لاحتياجات المواطنين من لحوم الأسماك.
ويرى خبراء ومختصون في قطاع الصيد المائي، أهمية مثل هذه المشاريع في خفض أسعار السمك، لاسيما في ظل مخططات الدولة الرامية إلى توفير الأسماك وتعويضها في إطار ضمان الأمن الغذائي، من خلال تركيزها على سمك البلطي الأحمر كون أن تربية هذا النوع تعد سهلة وغير مكلفة مقارنة مع بقية الأسماك، لمقاومته للأمراض والبرودة وتكاثره السريع وبقوة، التي تشهدها منطقة الهضاب العليا على غرار سطيف المسيلة وبرج بوعريريج.
يذكر أن وزارة الصيد البحري وتربية المائيات، كانت قد أعلنت في وقت سابق عن تبني مخطط ومشروع يهدف إلى إنتاج أزيد من 40 ألف طن في آفاق 2030، من خلال مرافقة أصحاب مشاريع تربية هذا النوع من الأسماك الغني بالبروتين، ويأتي هذا المسعى بالتوجه نحو تربية المائيات البحرية والقارية بهدف تعزيز القدرات الإنتاجية الوطنية وتلبية الحاجيات الاستهلاكية المحلية.
 ويتم التركيز على ترقية الصناعة التحويلية للمنتجات المائيات بغرض التصدير “مستقبلا”، خاصة في ظل النتائج المحققة في مجال تربية المائيات، نظرا للمؤهلات التي تحوزها بلادنا من تحكم تقني وقدرات مائية كالمسطحات وأحواض السقي الفلاحي، لاسيما في ظل النتائج المحققة في مجال تربية المائيات عموما التي تؤكد نجاعة السياسة المتبعة في هذا القطاع.
كما وضعت وزارة الصيد البحري تدابير تحفيزية هامة لفائدة المستثمرين في مجال تربية المائيات تضمنها قانون المالية لعام 2024، منها منح علاوة مالية مقدر بــ 50 دج لكل منتج سمك بلطي أحمر، مقابل كل واحد كلغ من الإنتاج وتخفيض الرسم على القيمة المضافة من 19 إلى 9 بالمائة بالنسبة لمؤسسات تحويل سمك البلطي الأحمر، وكذا اعتماد رسم إضافي قدره 30 دج عن كل كيلوغرام مستورد، كما يعمل القطاع على مرافقة المتعاملين الاقتصاديين في مجال تربية المائيات في البحر والمياه العذبة، من خلال استحداث نشاطات لتحويل المنتجات لاسيما سمك البلطي الأحمر.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19789

العدد 19789

الثلاثاء 03 جوان 2025
العدد 19788

العدد 19788

الإثنين 02 جوان 2025
العدد 19787

العدد 19787

الأحد 01 جوان 2025
العدد 19786

العدد 19786

السبت 31 ماي 2025