شرعت اتصالات الجزائر بولاية تندوف رفقة الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغّر في تجسيد بنود الاتفاقية الموقّعة بين الطرفين الشهر الماضي في الجزائر العاصمة، والتي تهدف الى استحداث مؤسسات مصغّرة، والتكفّل بالشباب الراغبين في الحصول على مشاريع ذات الصلة بشبكة الألياف البصرية.
شهدت مديرية اتصالات الجزائر بتندوف استقبال عدد معتبر من متربصي مراكز التكوين المهني بالولاية - حسب ما رصدته “الشعب” - والذين تلقّوا شروحات حول كيفية الاستفادة من المشاريع والامتيازات الممنوحة لهم في إطار هذه الاتفاقية، وشروط الاستفادة من مشاريع عن طريق وكالة أونجام.
ووقفت “الشعب” على مجريات اليوم الأول من تجسيد الاتفاقية، والتي حضرها المدير الولائي لاتصالات الجزائر، مويسى محمد، ومدير الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر، شريفة مولاي، الى جانب المدير الولائي للبريد والاتصالات السلكية واللاسلكية، بن عثمان بن علي، والذي أوضح أن إبرام الاتفاقية بين المؤسستين يأتي في إطار سياسة القطاع الرامية إلى تجديد شبكة الكوابل النحاسية واستبدالها بشبكة الألياف البصرية، مشيراً الى أن العملية التي انطلقت بالفعل في العديد من مناطق الوطن، تحتاج الى مؤسسات مصغّرة قادرة على مرافقة اتصالات الجزائر في تنفيذ هذا المخطّط.
وقال بن عثمان إن إبرام اتفاقية بين اتصالات الجزائر والوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغّر، سيسمح لحاملي المشاريع والشباب الذين استفادوا من تربّص في مراكز التكوين المهني، من خلق مؤسسات مصغّرة تنشط في مجال تركيب وصيانة شبكات الألياف البصرية، على أن تتكفّل وكالة أونجام بتمويل المشروع من الصفر ومرافقة كل مراحل إنشائه.
وتابع المتحدّث قائلاً إنّ الراغبين في الاستفادة من بنود الاتفاقية، سيخضعون لتربّص ميداني حول كيفية تركيب وصيانة شبكات الألياف البصرية لدى اتصالات الجزائر، على أن تلتزم هذه الأخيرة بمنحهم مشاريع في الولاية بعد انقضاء فترة التربّص.
وأشاد بن عثمان بالطفرة التنموية الرقمية التي شهدتها بلادنا خلال السنوات القليلة الماضية، والتي أفضت الى تسجيل انتعاش ملحوظ في سوق شبكات الألياف البصرية، واتساع رقعة المناطق التي باتت تستفيد من الخدمة، مُرجعاً سبب ذلك الى التزام الدولة الجاد بإيصال الألياف البصرية إلى آخر نقطة من التراب الوطني عملاً بتوجيهات السلطات.
وأردف قائلاً أن الرؤية المستقبلية للقطاع ستُحدث قطيعة مع شبكة الكوابل النحاسية سنة 2027، واستبدالها بشكل كامل بالتقنية الحديثة التي ستكون دعامة حقيقية للرقمنة ببلادنا، وستوفّر تدفقات عالية جداً ستصل إلى 2.1 جيغا.
وفي ذات السياق، كشفت المديرة الولائية للوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغّر، شريفة مولاي، عن عزم الوكالة مرافقة الشباب في مسار إنشاء مؤسساتهم وتمكينهم من كل الخدمات المالية وغير المالية التي توفّرها أونجام، موضّحةً في هذا الإطار أن الاتفاقية المبرمة بين وكالة أونجام واتصالات الجزائر، ستفتح آفاقاً جديدة أمام الشباب لولوج عالم ريادة الأعمال وإنشاء أنشطة مصغّرة ستعطي دفعة قوية لتعزيز تكنولوجيات الاتصال بالولاية.
وتحدّثت مولاي بإسهاب عن أهداف الاتفاقية التي جاءت - حسبها - مواكبةً للطفرة التنموية التي تشهدها الولاية بعد الشروع في تجسيد مضامين البرنامج التكميلي الذي أقرّه رئيس الجمهورية لفائدتها، مشيرةً إلى أن هذه الاتفاقية ستمكّن شريحة الشباب من التعرّف على مختلف آليات التمويل والمرافقة التي تضعها الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغّر تحت تصرّف الشباب الراغب في إنشاء مشاريعهم الخاصة.
ونوّهت المديرة الولائية لوكالة أونجام بأهمية هذه المبادرة التي تندرج في إطار العمل المشترك بين المؤسستين لتعزيز روح المبادرة لدى الشباب، ومرافقتهم في مسار الإدماج المهني والاجتماعي من خلال التكوين والدعم المالي والمعنوي، مجدّدةً التأكيد على التزام الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغّر بمرافقة كل الفئات، خاصة الشباب والنساء وسكان المناطق الريفية من أجل الانخراط بقوة في مسار التنمية الذي رسمه رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون.