حملة الحصاد تؤشّر على تحقيق إنتاج قياسي للحبوب

التقنيـات العصريـة رفعت مردود المحاصيــل الإستراتيجيـة

سفيان حشيفة

توقّعات بإنتاج يتجـاوز ستــة مـلايين طنّ من الحبوب

 انطلقت الخميس حملة الحصاد والدرس للحبوب، وسط توقّعات بارتفاع حجم المحصول مقارنة بالمواسم الماضية، نتيجة دعم الدولة المتواصل للقطاع الأخضر، وسقوط كميات معتبرة من الأمطار في فصل الربيع الفارط.

شرعت السلطات العمومية في التحضير لحملة الحصاد والدرس هذا العام مبكّرا، من خلال إنجاز فضاءات تخزين جديدة وتهيئة وتجهيز مراكز التجميع عبر كل ولايات الوطن الثماني والخمسين، وتوفير آلات حصاد وشاحنات وزن ثقيل كافين للفلاحين وكبار المنتجين في ضوء النمو الكبير الحاصل في قطاع الفلاحة وصعود مؤشّراته وأرقام حصاده تباعا خلال السنوات الخمس الأخيرة، بفضل إصلاحات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون.
وتشير المعطيات الفلاحية لهذا الموسم، إلى تحقيق حصاد زراعي ضخم لمحصولي القمح بنوعيه والشعير، يرتقب أن يفوق 6 مليون طنّ من القمح بالتحديد، مع ترقب زيادة محسوسة في حجم باقي المحاصيل الإستراتيجية الأخرى الموجهة للاستهلاك البشري والحيواني على غرار الذرة الصّفراء، وهو ما سيؤدي إلى تقليص الحكومة لمشترياتها من الحبوب بالسداسي الثاني من عام 2025.
وتتطابق الجهود المعتبرة المبذولة في الفلاحة، مع توجيهات رئيس الجمهورية الخاصة بتطوير الإنتاج الزراعي وتوسيع مساحات الأراضي المستصلحة المسقية خاصة في نطاق الفلاحة الصّحراوية، وكذا مضاعفة العمل الميداني للأجهزة العمومية المعنية بمرافقة ومتابعة تسيير شؤون هذا القطاع الإستراتيجي، من أجل رفع حجم إنتاج محاصيل الحبوب في البلاد، والحدّ من الاعتماد على الاستيراد من الخارج.
وفي نهاية شهر ماي، قام وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، يوسف شرفة، بزيارة عمل وتفقد للقطاع بولاية ورقلة، أعطى خلالها إشارة انطلاق حملة الحصاد والدرس لموسم 2024/2025، على مستوى مستثمرة «غلوبال أغروفود» Agrofood  الكائنة ببلدية حاسي مسعود، المتربعة على 2000 هكتار.
واستمع الوزير إلى عرض مفصّل حول الاستثمارات الفلاحية التي قام بها هذا المتعامل العمومي، لاسيما في الزراعات الإستراتيجية مثل الحبوب والنباتات الزيتية والذرة الحبية، مع شرح مؤشّرات حول القطاع بولاية ورقلة، التي عرفت تقدمًا ملحوظا في المساحات المسقية المزروعة.
كما قدم شرفة توجيهات جدّ مهمة بخصوص التقيد بالمخطّطات الزراعية المعتمدة من طرف السلطات العمومية، المتعلقة بالمخطّط الوطني لتنمية الزراعات الإستراتيجية، مشدّدا على ضرورة إعطاء الأولوية للمحيطات المنتجة للزراعات الكبرى، فيما يخص ربط المستثمرات الفلاحية بالكهرباء، وفتح المسالك، التي خُصّصت لها مبالغ مالية معتبرة ابتداء من السنة الجارية، للتكفّل باحتياجات المستثمرين بولايات الجنوب الكبير.
إلى ذلك، طمأن وزير الفلاحة المتعاملين المنخرطين في هذا المخطّط بأنه تم تكليف الديوان الوطني لأغذية الأنعام، بشراء محصول الذرة الحبية وعباد الشمس بأسعار جدّ مشجّعة.
وفي هذا الخصوص، قال رئيس المنظمة الجزائرية للفلاحين والتنمية الريفية، سليمان تيقان، أنّ جهود ترقية القطاع الزراعي سارية المفعول كفيلة بتحويل الصّحراء الجزائرية إلى جنّة خضراء، مدرة للمحاصيل الإستراتيجية والخضروات بكل أصنافها، في ظل مساعي تحقيق الأمن الغذائي من طرف السلطات الجزائرية.
وأكّد سليمان تيقان، في تصريح لـ»الشّعب»، أنّ دمج التقنيات العصرية في الإنتاج الزراعي مكّن من رفع مردودية المحاصيل الإستراتيجية في شمال وجنوب البلاد، وأسهم في إنجاح غرس الأشجار المثمرة في الأراضي الشبه الجافة والجافة وتكييفها مع المناخ المحلي، ممّا رفع كفاءة مواجهة ظاهرة الجفاف والتقليل من آثاره السلبية.
وفي ما تعلّق بانطلاق حملة الحصاد والدرس، توقّع تيقان، زيادة كبيرة هذا الموسم في إنتاج المحاصيل الكبرى بالجنوب الكبير على غرار القمح والشعير، بما يُسهم في تحسين وضعية الأمن الغذائي الوطني بنسب متقدمة، مقترحًا مواصلة تشجيع الفلاحين والمستثمرين على ولوج زراعة الشُّعب والمحاصيل الكبرى إلى حين بلوغ الغايات الفلاحية المنشودة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19796

العدد 19796

السبت 14 جوان 2025
العدد 19795

العدد 19795

الخميس 12 جوان 2025
العدد 19794

العدد 19794

الأربعاء 11 جوان 2025
العدد 19793

العدد 19793

الثلاثاء 10 جوان 2025