تتّجه ولاية ورقلة لتحقيق إنتاج قياسي من الحبوب خلال الموسم الفلاحي الجاري (2024-2025)، بتقديرات أولية تفوق 371 ألف قنطار، حسب ما أفادت به مديرية المصالح الفلاحية بالولاية.
في هذا الصدد، أكّدت ذات المصادر أنّ القمح الصلب يمثل الحصة الأكبر من هذا الإنتاج المتوقع، بما مقداره 326.047 قنطارا، متبوعا بالقمح اللين بـ 22.230 قنطارا، ثم الشعير بـ 18.220قنطارا، والخرطال (الشوفان) بـ 4.340 قنطارا، في حين يُنتظر تحقيق 270 قنطارا من التريتيكال.
وقد تمّ تخصيص مساحة لزراعة الحبوب في عموم الولاية هذا الموسم، تقدر بـ 8.328 هكتارا، موزعة على عدة مناطق إنتاج رئيسية، أهمها منطقة قاسي الطويل بدائرة حاسي مسعود التي خصّص لها مساحة 5.047 هكتار ودائرة أنقوسة 1.884 هكتار ودائرة سيدي خويلد 1.100 هكتار ودائرة ورقلة 297 هكتار.
ويمثّل هذا التوسع في المساحة المزروعة قفزة نوعية مقارنة بالموسم الماضي (2023-2024)، حيث لم تتجاوز المساحة المزروعة آنذاك 5.816,5 هكتار، بإنتاج إجمالي قدّر بـ 222.157 قنطارا فقط، ما يعكس الجهود المبذولة لتطوير سلسلة الحبوب في المنطقة.
يرى المتابعون للشّأن الفلاحي، أنّ هذه الأرقام تعكس التوجه الوطني الرامي إلى تعزيز الأمن الغذائي، وتقليص الاعتماد على الواردات، خصوصا في مادة القمح التي تشكل إحدى ركائز الاستهلاك الغذائي في الجزائر.
وكانت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية قد أطلقت خلال السنوات الأخيرة عدة برامج لدعم زراعة الحبوب، شملت تقديم التحفيزات للفلاحين، وتوفير البذور والأسمدة، إلى جانب مرافقة تقنيات الري الحديثة وتوسيع المساحات الفلاحية المستغلة، لا سيما في ولايات الجنوب ذات الإمكانيات المائية الكبيرة.
من جهة أخرى، تشير التّوقّعات إلى إمكانية ارتفاع الإنتاج أكثر في حال استمرار الظروف المناخية المواتية، ومواصلة تقديم الدعم التقني والمرافقة الميدانية للفلاحين، خاصة فيما يخص حماية المحاصيل من الأمراض، وتوفير مستلزمات الحصاد والنقل.
ومن المنتظر أن يُسهم هذا التحسن في الإنتاج في تعزيز المخزون الوطني من الحبوب، ويمنح دفعة قوية لولاية ورقلة لتكون واحدة من الأقطاب الزراعية الصاعدة في الجنوب الجزائري.