تشكل المسابح الجوارية ومرافق الترفيه التسلية وممارسة الأنشطة الرياضية من الحلول المقترحة لتأطير ومرافقة الأطفال والتلاميذ وكذا الشباب والفرق الرياضية خصوصا خلال العطلة الصيفية التي تعتبر أطول من حيث الزمن وأيضا الخصوصية لتزامنها مع فصل الحرارة، لذلك عمدت السلطات العمومية والمحلية الى جانب مديريات الشباب والرياضة الى التركيز أكثر على هذا الجانب وتسجيل مشاريع عمومية بدأت تتجسد في مختلف مناطق الوطن استجابة لهذه الانشغالات.
أعطت السلطات العمومية في السنوات الأخيرة اهتماما كبيرا ومتزايدا لفئة الأطفال والشباب بالخصوص القاطنين بولايات الجنوب الكبير والمناطق الداخلية من الوطن وذلك بتسجيل وانجاز مشاريع ومرافق رياضية وترفيهية من أهمها المسابح الجوارية بالنظر الى ما تمثله من أهمية في استقطاب هذه الفئة خلال فصل الصيف باعتبارها متنفسا رئيسيا من اجل الاستجمام والانتعاش لتلطيف الأجواء ومواجهة درجة الحرارة المرتفعة وصعوبة التوجه نحو البحر والمدن الساحلية.
وقد تحولت المسابح الى وجهات مفضلة لكل الفئات الشبانية والرياضية وحتى العائلات والأطفال التي تبحث عن الراحة والانتعاش مما زاد الضغط على هذه المرافق خصوصا في الجنوب والولايات الداخلية التي تفتقد للبدائل المناسبة مع طبيعة الأجواء الساخنة، وهو ما دفع بالسلطات العمومية والمحلية إلى التفكير في دعم قطاع الشباب والرياضة بمشاريع جديدة ومسابح بمختلف الأحجام اولمبية ونصف أولمبية مسّت أغلب البلديات حتى يتم الاستجابة لحجم الطلب واستقطاب كل الفئات بما فيها الرياضية التي تطمح الى التكوين القاعدي في مجال السباحة.
الى جانب المرافق والهياكل الرياضية التي تشمل المسابح الجوارية أيضا، تبنت السلطات العمومية في السنوات القليلة الماضية سياسة تنويع الخيارات الترفيهية بالنسبة لأطفال وشباب الجنوب ومنطقة الهضاب، وذلك باعتماد برنامج جمع بين كثافة المشاريع والسعي الى تجسيدها في الميدان بما يحقق عدالة توزيع الهياكل القاعدية ما بين الشمال والجنوب والعمل على تقليص الفجوة والفوارق بين مختلف مناطق الوطن.
برنامج آخر تشرف عليه مديريات الشباب وديوان مؤسسات الشباب يعتمد على تكثيف وتفعيل برنامج الرحلات والقوافل المنظمة التي تحط رحالها صيفا بالمدن الساحلية في إطار تشجيع التبادل وإعطاء فرصة لهذه الفئة التي تمثل غالبا أطفال العائلات المعوزة والمتوسطة من أجل قضاء عطلة الصيف للاستجمام والاستمتاع بزرقة البحر ونسماته المنعشة.
وفي إطار هذا البرنامج، تساهم ولاية بومرداس الساحلية بقسط كبير في استقبال أطفال الجنوب والهضاب خلال العطلة الصيفية وموسم الاصطياف تحت إشراف مديرية الشباب والرياضة وديوان مؤسسات الشباب، حيث تسهر بيوت الشباب الخمسة المتواجدة في كل من دلس، رأس جنات، الكرمة، زموري وقوصو في استقطاب القوافل عبر مجموعات ودفعات تستمر طيلة العطلة الصيفية، مع برمجة انشطة رياضية وترفيهية وزيارات منظمة لمختلف المواقع السياحية.
وبالتالي شكلت هذه الخطوة مبادرة لتنويع المقاصد وإعطاء فرصة لفئات هشة من العائلات يتعذر عليها التنقل والاستجابة لرغبات أطفالهم بسبب ظروفهم الاجتماعية، وبالتالي تحاول مثل هذه المبادرات وتوفير المرافق الترفيهية الأساسية في خلق أجواء من الراحة والاستجمام واستغلال اوقات الفراغ بطريقة ايجابية.