ضبط قواعد حماية وتسيير وتوسيع الغطاء الأخضر

سعيـدة.. برنامج وقائي لحمايــة الغابـات مـن الحرائق

سعيدة: ج. علي

 في إطار التدابير الوقائية الرامية إلى حماية الثروة الغابية والبيئية من أخطار الحرائق، وضعت محافظة الغابات لولاية سعيدة برنامجا خاصا للتحسيس والتوعية، يهدف إلى إشراك جميع فئات المجتمع في جهود الوقاية، خاصة مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة التي تزيد من احتمالات اندلاع الحرائق، بما يشكّله ذلك من تهديد مباشر للغطاء النباتي، والبيئة، والإقتصاد المحلي.

تعد ولاية سعيدة من الولايات التي تزخر بثروة غابية هامة، إذ تمتد المساحات الغابية على أكثر من 195 ألف هكتار، وهو ما يمثل حوالي 23 بالمئة من المساحة الإجمالية للولاية.
وتتنوع هذه الثروة بين الغابات التابعة للأملاك الوطنية، التي تفوق مساحتها 90 ألف هكتار، والأراضي الغابية وشبه الغابية التي تتجاوز 43 ألف هكتار، إضافة إلى الأراضي الغابية الخاصة التي تقدر مساحتها بحوالي 15600 هكتار.
وتضم هذه المناطق عدة غابات معروفة على غرار غابات الحساسنة، الجعافرة، الشراقة، تافرنت، عيون البرانيس، تيرسين، وغابات دوي ثابت وتوتة بعاصمة الولاية، إلى جانب غابات عين الحجر والمعاليف وسكر الزبوج.
ويتكوّن الغطاء النباتي لهذه الغابات أساسا من الصنوبر الحلبي، الذي يغطي مساحة تقارب 65753 هكتار، وهو صنف سريع الإشتعال، الأمر الذي يزيد من خطورة الحرائق في المناطق التي ينتشر فيها هذا النوع من الأشجار. كما تحتوي الغابات على مساحات واسعة من البلوط الأخضر الذي يغطي أكثر من 42211 هكتار، ويتميّز بقابلية ضعيفة للاشتعال، إضافة إلى العرعار البربري بمساحة تقارب 18835 هكتار، وأنواع أخرى متنوعة تغطي بقية المساحات الغابية تقدر 32726 هكتار.هذا واتخذت محافظة الغابات مخطّطا لمجابهة الحرائق اعتمدت من خلاله تنظيم عمليات الحماية والتدخّل عند نشوب الحرائق، كما اعتمدت أيضا على تصنيف دقيق لمناطق الخطر حسب التضاريس والأصناف النباتية. فقد تم تحديد ثلاث مناطق رئيسية وفق درجة الخطورة. المنطقة الأولى شديدة الخطورة، وهي تقع شمال الولاية، وتشمل غابات دوي ثابت، تافرنت، وسكر الزبوج، حيث يجتمع فيها الصنوبر الحلبي مع التضاريس الصعبة، ما يجعلها بؤرا محتملة للحرائق. أما المنطقة الثانية، فهي خطرة نوعا ما لكنها تضم نفس الصنف من الأشجار، في حين تم تصنيف غابات الحساسنة، تيرسين، وعيون البرانيس ضمن الفئة الثالثة ذات الخطورة المتوسطة بفضل انتشار البلوط الأخضر الذي يقل احتمال اشتعاله.
ولتجسيد هذه الاستراتيجية الوقائية على أرض الواقع، تم تسخير إمكانات مادية وبشرية هامة. فقد تم وضع 29 نقطة ملاحظة ورصد موزّعة على كامل التراب الغابي للولاية، منها 15 نقطة ثابتة متمثلة في أبراج مراقبة مجهزة بأجهزة اتصال لمتابعة أي طارئ على مدار الساعة، بالإضافة إلى 14 نقطة متحرّكة عبارة عن سيارات تدخّل أولي مزوّدة بخزانات مياه ومضخّات يدوية، وتتمركز هذه الفرق في نقاط قريبة من المناطق الغابية لضمان التدخّل السريع في حال اندلاع أي حريق أو تسجيل اعتداءات على المساحات الطبيعية.كما أنّ العمل التحسيسي يحتل مكانة مركزية ضمن استراتيجية محافظة الغابات، التي تؤكّد أنّ الوقاية تبدأ بالتوعية قبل وقوع الكارثة.
وفي هذا الإطار، يتم تنظيم حملات دورية لتحسيس المواطنين والفلاحين والجمعيات الناشطة بأهمية حماية الغابات، والتأكيد على ضرورة التعاون مع الجهات المختصة والتبليغ الفوري عن أي حريق أو تجاوز يهدّد الثروة الطبيعية للمنطقة.
ويأتي هذا البرنامج بالتوازي مع تفعيل أحكام القانون الجديد للغابات، الذي يسعى إلى ضبط قواعد حماية وتسيير وتوسيع الغابات في إطار التنمية المستدامة، مع تنظيم كيفية إدارة الأملاك الغابية العمومية، ووضع الإجراءات الكفيلة بالحفاظ على هذه الثروة للأجيال القادمة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19807

العدد 19807

الخميس 26 جوان 2025
العدد 19806

العدد 19806

الأربعاء 25 جوان 2025
العدد 19805

العدد 19805

الثلاثاء 24 جوان 2025
العدد 19804

العدد 19804

الإثنين 23 جوان 2025