شرعت مصالح ولاية الجزائر في تنفيذ برنامج واسع لتجديد شبكة الإنارة العمومية عبر عدة بلديات من العاصمة، وذلك في إطار سياسة ترشيد استهلاك الطاقة، وتحسين المظهر الجمالي والحضري للمدينة.
ويهدف البرنامج إلى استبدال الأعمدة القديمة والمصابيح التقليدية بأخرى حديثة تعمل بتقنية LED، المعروفة باستهلاكها المنخفض للطاقة، وطول عمرها الافتراضي.
وقد تم الشروع في هذه العملية تدريجيا منذ السنة الماضية، حيث شملت المرحلة الأولى عدة مناطق حساسة من الناحية السكانية والأمنية، على غرار بلديات الأبيار، حيدرة، المدنية، بئر مراد رايس، وساحة أول ماي.
كما تشمل المبادرة استبدال آلاف المصابيح المهترئة، مع تثبيت أعمدة إنارة جديدة مزودة بأنظمة تشغيل ذكية تعمل بالتحكم عن بُعد، ما يسمح بالتشغيل والإطفاء التلقائي بحسب توقيت الغروب أو درجة الإضاءة الطبيعية، إضافة إلى إمكانية رصد الأعطال في الوقت الفعلي والتدخل السريع لإصلاحها.
وتسعى ولاية الجزائر من خلال هذا البرنامج إلى تقليص استهلاك الكهرباء العمومية بما يقارب 50 بالمئة، مع تحسين جودة الإضاءة خصوصا في الشوارع الضيقة، الممرات العامة، والساحات التي تعرف حركية كبيرة للمواطنين.
علاوة على ذلك، سيسهم هذا المشروع في تعزيز شعور السكان بالأمان، خاصة في الفترات الليلية، خاصة ببعض المناطق التي كانت تعاني من ضعف أو غياب الإنارة، مما خلق أجواء غير مريحة للراجلين والسكان.
وإلى جانب البعد التقني والطاقوي، يراعي المشروع أيضا البعد الجمالي، إذ تم اختيار تصميمات حديثة للأعمدة تتناسب مع الطابع المعماري لكل منطقة، لا سيما في وسط العاصمة.
وتم تسجيل ارتياح واسع لدى المواطنين بعد الانتهاء من الأشغال في بعض النقاط، حيث أكد العديد منهم تحسّن مستوى الرؤية أثناء التنقل ليلا، وانخفاض الشعور بالقلق في بعض الأزقة التي كانت تعاني من العتمة سابقا.
ويُعتبر هذا البرنامج أحد النماذج العملية ضمن رؤية العاصمة للتحوّل إلى مدينة ذكية، بالاعتماد على أنظمة رقمية لإدارة المرافق الحضرية بفعالية أكبر، ويمثل مقدمة لمشاريع مماثلة في قطاعات أخرى كإشارات المرور الذكية، ومراقبة النفايات، وتسيير المياه.
وتولي السلطات المحلية أهمية خاصة لمشاركة المؤسسات الناشئة في هذه المشاريع من خلال شراكات تقنية أو عقود متابعة وصيانة. ومن جهة أخرى، تواجه العملية بعض التحديات على أرض الواقع، من بينها قدم بعض الشبكات الكهربائية الجوفية، أو تعدد نقاط الخلل غير المرئية التي تتطلب تدخلات إضافية.
وأكدت مصالح مديرية الإنارة العمومية أن التنسيق جارٍ مع باقي المديريات التقنية لتجاوز هذه العراقيل، وضمان فعالية الأشغال دون التأثير على حركة المرور أو راحة السكان.
فضلا عن ذلك، أكدت مصالح الولاية أن العملية ستتوسع تدريجيا لتشمل باقي بلديات الجزائر العاصمة خلال الأشهر القادمة، وفق برنامج زمني محدد وميزانية مرصودة مسبقا، حيث تم تخصيص فرق تقنية لمتابعة مدى فعالية النظام الذكي الجديد، والتأكد من حسن سير العملية على مستوى كل منطقة مستهدفة.
كما ستعمل السلطات المحلية على تقييم مردودية هذا المشروع في المدى القصير، بهدف تعميمه مستقبلا على كافة المقاطعات الإدارية، وتثبيت مكانة العاصمة ضمن المدن التي تعتمد الحلول الذكية في إدارة المرافق العمومية.