سجلت ولاية الأغواط، مؤخرا، قفزة نوعية على مستوى المساحات المخصصة لتكثيف بذور البطاطا، التي بلغت 242 هكتار موزعة على مستثمرات مرخصة ومعتمدة، تتولى إنتاج عشرة أصناف معروفة بجودتها العالية، وقدرتها على التكيف مع مناخ المنطقة.
العملية ستساهم في تغطية حوالي 50 بالمائة من احتياجات الولاية من هذه المادة الحيوية الزراعية، التي كانت تُستورد من ولايات أخرى أو حتى من الخارج في أوقات سابقة.
وتندرج هذه الخطوة ضمن جهود وزارة الفلاحة والتنمية الريفية لتعزيز الإنتاج المحلي وتقليص التبعية للبذور المستوردة، كما تم التركيز على جودة المردودية وأهمية التكوين التقني للفلاحين، خاصة أولئك الذين يمارسون غراسة البطاطا الموجهة للاستهلاك بطريقة احترافية.
وقد وجهت دعوات للمنتجين الراغبين في الانخراط ببرنامج تكثيف البذور إلى التقرب من مصالح الصحة النباتية بالمديرية الولائية، للاطلاع على شروط التسجيل والتحفيزات المتوّفرة، في إطار جهود تنمية القطاع محليا، وتحقيق الإكتفاء الولائي من بذور البطاطا.
وفي سياق متصل، تشهد مستثمرات فلاحية بمنطقة جنين غراسة لصنفي البطاطا “بارتينا” و«إفوليسيون”، حيث خصص نحو 40 بالمائة من الإنتاج لاستخدامه كبذور، تم توجيهها إلى غرف التبريد التابعة لوحدة “FRIGOMEDIT”، تحضيرا لغرسها في دورة البطاطا المتأخرة المقرّرة خلال شهر أوت المقبل.
وتعدّ هذه الدورة من الزراعات ركيزة مهمة لضمان وفرة البطاطا في السوق الوطنية خلال فترات الندرة، عبر سد فجوة الإمدادات بين الموسم المبكر ونهاية السنة، إذ يجسد هذا التحوّل في نمط الإنتاج والتخزين والتحكم في سلسلة الإمداد الزراعي، توجها استراتيجيا نحو تثمين المنتوج المحلي، وتعزيز الأمن الغذائي.
إلى ذلك، تتواصل جهود تحفيز فلاحّي الأغواط من أجل تبني أساليب إنتاج فعّالة ومستدامة، وإدماج التكنولوجيا الزراعية والمرافقة التقنية، لتحسين مردودية الهكتار الواحد، وزيادة المساحات المستغلة في زراعة وإنتاج هذا المحصول واسع الإستهلاك.
