تُواصل الوكالة الولائية لدعم وتنمية المقاولاتية بتبسة جهودها الرامية إلى ترسيخ ثقافة المقاولة لدى الشباب، من خلال برامج تكوينية ومرافقة تقنية تستهدف الطلبة الجامعيين، خريجي معاهد التكوين المهني، الحرفيين، والصناعيين الراغبين في توسعة نشاطهم.
أكد مشطر موسى، المدير الولائي للوكالة، أن برنامج التكوين الذي يمتد لـ21 يومًا يشكل حجر الأساس في مرافقة الشباب لإنشاء مؤسساتهم الخاصة، حيث ينطلق من مرحلة توليد الفكرة – في حال عدم وجود فكرة مشروع – وصولاً إلى بلورة خطة عمل محكمة، تشمل دراسة السوق، تحليل المنافسة، التسعير، والتسويق، ويشرف على هذه الدورات مكوّنون وخبراء يقدّمون محتوى تطبيقيًا غنيًا، يركز على محاكاة واقعية للمشاريع لتأهيل المتربصين لاتخاذ قرارات مسؤولة وتحقيق انطلاقة فعلية ناجحة.
منصة رقمية ومراكز دعم
تُسجل طلبات الاستفادة من برامج الوكالة عبر منصة إلكترونية مخصصة، يتقدم من خلالها الشباب بمشاريعهم لدراستها من قبل لجنة مختصة، ويخضع المشروع للتقييم وفق معايير منها جدوى الفكرة، الكفاءة الشخصية، وقدرة صاحب المشروع على الدفاع عنه.
وفي حال قبول الملف، يُرافق صاحبه مباشرة في تجسيد المشروع، مع إمكانية الطعن في حالة الرفض، أما التكوين، فيتم داخل خمسة مراكز لتطوير المقاولاتية موزعة بين الجامعات ومعاهد التكوين المهني.
أوضحت وهيبة قابة، المكلفة بالإعلام بالوكالة، أن الدعم لا يقتصر على أصحاب المشاريع الجديدة فقط، بل يشمل أيضًا أصحاب المؤسسات المصغّرة، الحرفيين والصناعيين الراغبين في توسعة نشاطهم أو إدخال تحسينات تقنية على مشاريعهم.
ويتم ذلك عبر ما يعرف بـ “الامتداد المقاولاتي”، والذي يتيح للمستفيدين الحصول على مرافقة تقنية تتماشى مع متطلبات السوق وتحدّياته.
حصيلة مشجعة..
وتم تكوين 182 طالبًا جامعيًا و67 متخرجًا من معاهد التكوين المهني ضمن البرنامج، إضافة إلى 23 شابًا يتلقون التكوين حاليًا على مستوى الجامعة، وأكثر من 100 متربص في مراكز التكوين المهني.
ورغم هذه الأرقام، لا تزال نسبة إيداع الملفات لإنشاء المؤسسات منخفضة نسبيًا، وهو ما تعمل الوكالة على معالجته عبر تكثيف الحملات الإعلامية والتوعوية داخل المؤسسات التعليمية والمهنية.
تجارب ناجحة وطموحات مستقبلية
وفي السياق، أشاد العديد من المتربصين بفترة التكوين، مؤكدين أنها مثّلت فرصة حقيقية لفهم آليات إنشاء المؤسسات، وتطوير أفكارهم إلى مشاريع ملموسة، خاصة في القطاعات الإنتاجية والخدمية والفلاحية.
وتأمل الوكالة من خلال هذا البرنامج في خلق ديناميكية اقتصادية محلية، تربط بين التكوين الأكاديمي والواقع الاقتصادي، وتمنح الشباب فرصة لبناء مستقبلهم خارج نمط التوظيف التقليدي.