سكان عين السمارة يطالبون بإزالتها

قسنطينة.. مفرغــة «مؤقتـة» تهـدّد بأزمـة بيئية

قسنطينة: مفيدة طريفي

تحولت المفرغة العمومية الواقعة بحي الشهيد بلكرفة عمار ببلدية عين السمارة إلى مصدر دائم للقلق والمعاناة، بعدما تجاوزت وظيفتها المؤقتة التي كانت مقررة لسدّ فراغ بيئي، عقب غلق مفرغة «الحرية» بقسنطينة سنة 2019، لتستمر في استقبال النفايات إلى اليوم.

حسب شهادات مواطنين من الحي، فإن السلطات المحلية كانت قد التزمت بجعل المفرغة مؤقتة لفترة لا تتجاوز 6 أشهر، ريثما يتم إنشاء بديل بيئي منظم، غير أنه ومنذ سنوات طويلة والمفرغة لا تزال في قلب المنطقة، تلتهم أطنانا النفايات يوميًا، وتُطلق في الأجواء روائح كريهة ودخانًا خانقًا بسبب الحرق العشوائي، «الشعب» تحدثت مع أحد سكان الحي الذي أكد قائلا «أصبحنا نعيش وسط غازات سامة، لا نقدر على فتح النوافذ، حتى خلال صلاة التراويح اضطررنا لوضع كمامات بسبب الدخان، أين هي كرامة الإنسان في هذا الوضع».
تشير شهادات عدد من سكان الحي إلى تفشي أمراض الحساسية والربو، خاصة لدى الأطفال وكبار السن، وتقول السيدة «نعيمة ب» وهي أم لطفلين، أن أبناءها أصبحوا يترددون أسبوعيًا على الطبيب بسبب نوبات السعال وضيق التنفس، مشيرة إلى أن «الرائحة تصبح لا تُطاق مع أول هبة رياح، والأدهى هو الدخان الكثيف الناتج عن الحرق المتكرر للنفايات ليلاً.»
من جهة أخرى، حذر أحد الأطباء العاملين بالعيادة الجوارية في عين السمارة، من أن خطر «الاستنشاق المتكرر للغازات الناتجة عن حرق البلاستيك والمواد العضوية يمكن أن يتسبب في أمراض تنفسية مزمنة، وقد يؤدي إلى مضاعفات أخطر مثل التهاب الشعب الهوائية الحاد، واضطرابات جهاز المناعة.»
ولا تتوقف التأثيرات عند حدود صحة الإنسان، بل تشمل التربة والمياه الجوفية أيضًا، فغياب فرز النفايات وانتشار العصارات السامة يُهددان بتلوث التربة الزراعية المحيطة، ويطرحان مخاوف جدية من تسرّب هذه المواد نحو الطبقات المائية، وفي هذا السياق، أكدت جمعية «البيئة النظيفة» المحلية أن صور الأقمار الصناعية تشير إلى توسّع رقعة المفرغة على حساب المساحات الخضراء، مطالبة بفتح تحقيق بيئي حول أثر هذه المفرغة على المحيط، وتقديم دراسة تقنية لتحديد نسبة التلوث.
ورغم الشكاوى المتكررة التي وُجّهت إلى مختلف الهيئات من البلدية إلى مديرية البيئة إلا أنها لم تُسجّل أي استجابة فعلية، حسب تصريحات المواطنين الذين يطالبون بنقل المفرغة إلى موقع بعيد عن التجمعات السكنية، وإنشاء مركز تحويل وفرز نفايات يحترم المعايير البيئية، مع تعزيز برنامج تنظيف الحي وتعقيمه، وتكثيف حملات التحسيس حول أضرار الحرق العشوائي، من جانبها، تقترح جمعيات المجتمع المدني تنظيم ملتقى جهوي حول إدارة النفايات الحضرية، تشارك فيه البلديات، وممثلو البيئة، وخبراء التخطيط العمراني، للخروج بحلول عملية ومستدامة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19851

العدد 19851

الأحد 17 أوث 2025
العدد 19850

العدد 19850

السبت 16 أوث 2025
العدد 19849

العدد 19849

الخميس 14 أوث 2025
العدد 19848

العدد 19848

الأربعاء 13 أوث 2025