قدّم المدير العام للوكالة الوطنية للسدود مسعود معطر عرضا تقنيا، خلال الاجتماع بديوان ولاية سكيكدة، حول سد زردازة والاختلالات المسجّلة على مستواه. وأوضح مسعود معطر، أنّ عملية التسريب كانت ضرورة ملحّة لعدم قدرة استيعاب السد للكمية الإضافية، وتعهّد ذات المسؤول بتوفير العتاد الضروري للمساهمة في عمليات تنقية وتنظيف الوديان، والشعاب ومجاري المياه، بصفة مستمرة على مستوى البلديات المعرضة لخطر الفيضانات، لاسيما بنقطة التقاء واد الزرامنة بواد الصفصاف.
أوضحت والي سكيكدة خلال الاجتماع، أنّ الفيضانات التي عرفتها المنطقة الجنوبية لسكيكدة، نجمت جرّاء تسريب سد زردازة، حيث سجّلت خلال الفترة الممتدة من 21 إلى 23 نوفمبر 2023 تساقط كميات معتبرة من الامطار، فاقت تلك المتوقعة من طرف مصلحة الارصاد الجوية، والمحددة بـ 80 ملم، حيث بلغت 147 ملم في غضون 24 ساعة، الأمر الذي أدّى الى امتلاء سد زردازة بمنسوب تجاوز 12 مليون م3 وهو ما يفوق طاقة استيعابه.
وكشفت الوالي، أنّه تمّ تسريب مياه السد من طرف مدير السد بحوالي 4 مليون م3 في غضون 24 ساعات، بمنسوب 50م3 في الثانية، دون إعلام السلطات المحلية ومصالح الحماية المدنية، ممّا أدى الى حدوث فيضانات كبيرة شهدتها بلديتي رمضان جمال وحمادي كرومة على الأخص، بالإضافة الى مدينة سكيكدة، وتسخير إمكانيات مادية وبشرية هائلة، تم التحكم في الوضع، وعدم تسجيل خسائر بشرية دون تلك المادية التي تم تسجيلها.
كما تمّ تشكيل خلية أزمة قصد إجلاء العائلات وأبعادها من الخطر نحو مرافق مهيئة لاستقبال والإيواء، دون اللجوء الى المؤسسات التربوية، ضمانا لحسن سير البرنامج الدراسي دون انقطاع، ناهيك عن مباشرة عمليات امتصاص المياه عبر النقاط السوداء والسكنات والمحلات والشوارع التي غمرتها مياه الأمطار، مع إيلاء الأهمية المستعجلة لإنهاء عمليات التدخل بالمؤسسات التربوية والصحية.
وأشارت حورية مداحي، إلى أنه يتعين على مدير سد زردازة بإعلام السلطات المحلية حول وضعية امتلاء السد، عند صدور النشريات الجوية الخاصة، مع إلزامية أخذ رأي السلطات المحلية ومصالح الحماية المدنية لأي تسريب مياه من السد، حتى يتسنى للمصالح المتدخلة أخذ الاحتياطات الاحترازية اللازمة، وفي مقدمتها حماية المواطنين من أي خطر، مع ضرورة ربط إطارات الاستغلال التابعة لسد زردازة بشبكة المواصلات السلكية، وتزويدها بخط ثابت وخط مباشر للاتصال بالمصالح الأمنية المختصة عند الضرورة.
وأكّدت الوالي على وضع برنامج فعّال من طرف الوكالة الوطنية للسدود لتسيير مياه السد، مع عدم تجاوز الكمية المتواجدة بالسد 8 مليون م3، بما يضمن عدم تكرار الوضع الذي أسفر عن تسجيل فيضانات ومنه حماية المواطنين والممتلكات، وتعزيز أنظمة الحماية للسد من خلال إخضاعه لعملية صيانة دورية تفاديا لأي خلل قد يؤثر على الخدمة.
وفي هذا الإطار، أوصت الوالي، إطارات الري بإعادة بعث تجسيد مشروع إنجاز سد بوشطاطة، حماية للمنطقة المنخفضة لمدينة سكيكدة، التي شهدت فيضانا بسبب امتلاء واد صفصاف من جهة، وامتلاء واد الزرامنة من جهة أخرى، لاسيما وأن الدراسة منتهية والأرضية متوفرة، خاصة أن هذا السد يكتسي أهمية بالغة في تفادي تسجيل فيضانات، وبالتالي حماية المناطق الحضرية والسكنية.
كما أكّدت مداحي على تفعيل الإجراءات الردعية لمجابهة ظاهرة الرمي العشوائي للنفايات بالأودية والشعاب، ما يسبّب انسدادها ومنه حدوث فيضانات، وعدم تغطية الشعاب بالمدن وتركها مفتوحة حتى تتفادى الانسدادات، وغمرت المياه بالشوارع ومنازل السكان تنفيذا لتعليمات وزارة الري الصادرة بهذا الخصوص، حيث أسدت الوالي تعليمات للفاعلين في القطاع، لاسيما بمديريات الري والبناء والتعمير والبلديات لاتخاذ إجراءات بخصوص الشعاب المغطاة وإمكانية فتحها من جديد.
وخصّص الاجتماع، الذي عقد بمقر ديوان الولاية، وحضره المدير العام للوكالة الوطنية للسدود مسعود معطر، رفقة مدير مركزي للصيانة بالمديرية العامة، إلى جانب الأمين العام للولاية، رؤساء دوائر سكيكدة، الحروش، رمضان جمال ومدراء الري، الأشغال العمومية، البيئة، الفلاحة، الديوان الوطني للتطهير، ممثل محافظة الغابات ومدير سد زردازة، والذي خصّص جدول أعماله لدراسة وضعية سد زردازة، وبحث الحلول التقنية الكفيلة لتفادي الفيضانات الناجمة عن مياه السد.
