تصنّف ولاية معسكر ضمن الولايات الفلاحية الرائدة في مجال إنتاج وتصفية المياه المستعملة، بقدرة إنتاج سنوية تزيد عن 10 مليون م³، وتعادل كفاءتها قدرة إنتاج الموارد السطحية والجوفية للمياه، ما يؤهل الولاية أن تعتمد على المياه المستعملة بديلا لمصادر المياه التقليدية، خاصة في مجال الري الفلاحي لمواجهة ظواهر الجفاف والتقلبات المناخية.
على الرغم من الإمكانيات التي تتوفر عليها ولاية معسكر، في مجال تصفية وإنتاج المياه المسترجعة، الذي يعتبر مصدرا مستداما للسقي الفلاحي واستعمالات أخرى، يبقى الإقبال الضعيف على استغلال منتوج المياه لـ 20 محطة تصفية عبر تراب الولاية، من المسائل التي تعيق تثمين هذا المورد المائي المتجدد والاستثمار فيه.
وترجع مصالح ديوان التطهير ذلك، إلى عدم تهيكل الفلاحين في جمعيات للسقي ساعد على تنظيم مجال إستعمال المياه المسترجعة في الري الفلاحي، في حين يرجع الفلاح أسباب عزوفه عن استعمال المياه المسترجعة، إلى ثقل الاجراءات الإدارية وبيروقراطية الإجراءات الخاصة باستعمال هذه المياه وتسيير محطات التطهير، فضلا عن التحاليل البكتريولوجية الدورية للمياه، التي يفضل الفلاح أن يعفى منها.
خلافا على ذلك، وجد الفلاحون في محيط هبرة بالمحمدية - المنظوون في عدد من جمعيات السقي - ضالتهم المنشودة، في إنقاذ آلاف الهكتارات من المساحات الفلاحية، بعد دخول محطة تصفية المياه حيز الخدمة، وإسناد تسييرها لديوان السقي الفلاحي (أونيد)، حيث أكد الفلاحون في محيط هبرة بالمحمدية، أن دخول محطة التصفية يعد مكسبا للفلاحة بالمنطقة، في سبيل تشجيع استعمال المياه المسترجعة، وتحسين كفاءة الاعتماد عليها في السقي الفلاحي.
