يعكف الإتحاد الوطني للمهندسين الزراعيين بالوادي، على تجريب زراعة محصول “العدس”، ضمن نطاق المناخ الصحراوي والتربة الرملية في أحد المستثمرات الفلاحية، وسط تفاؤل بإمكانية نجاح مردودية هذا المنتوج وفقا للظروف التقنية والجوية المحيطة به.
قال رئيس مكتب الإتحاد الوطني للمهندسين الزراعيين بالوادي، المهندس العربي بليمة، أنّ تجربة زراعة العدس الأولية بالولاية، تأتي في إطار جهود تكثيف إنتاج المحاصيل الإستراتيجية من مختلف الأصناف، بهدف توفيرها محليًا، وتخفيف العبء على الخزينة العمومية عبر تقليص فاتورة الاستيراد لتلك المواد الاستهلاكية.
وأوضح العربي بليمة في اتصال مع “الشعب”، أنّ محصول العدس من خلال ملاحظة تجاربه يُحبِّذ التربة الرملية الخفيفة النفوذة، وليس الصّلبة الطينية، كما تساهم زراعته من الجانب التقني في الحفاظ على صّحة التربة.
وحسب المهندس الزراعي، فإنّ محصول العدس من الزراعات التي تدخل في الدورة الزراعية، بحيث يُغذّي التربة بعنصر الآزوت من الجو عبر عقده الجذرية، وبالتالي يعمل على خصوبتها وتهويتها ونجاعتها التقنية والإنتاجية لمختلف المحاصيل.
وتتواصل التجارب التقنية الأولية لهذا المحصول بعد حصاد المنتوج الأول، في أنواع أخرى من التربة الصحراوية، لا سيما التي تلاءمت مع إنتاج الحبوب كالقمح والشعير، مع استعداد إتحاد المهندسين الزراعيين لتحسيس الفلاحين بالولاية على ولوج زراعة العدس وباقي المحاصيل الإستراتيجية، مثلما أضاف بليمة.
وقبل ذلك، نجحت بالوادي العديد من الزراعات السكّرية والزّيتية والإستراتيجية الهامة، على غرار السلجم الزيتي، ودوار الشمس، والبنجر السكري، والذرة الصفراء، والتريتيكال بديل الشعير، والفاصولياء الحمراء، القنطس، والفراولة، والحمص، وكذا تجارب مُلفتة ناجحة في غرس الأشجار المثمرة مثل فاكهة كعب الغزال “بوطبقايا” واللّوز والفستق وغيرها.
فضلا عن هذا، سجّلت فاكهة البابايا الإستوائية نجاحا زراعيا ضمن محيط مستثمرات تربية المائيات المدمجة مع الفلاحة، حيث تأقلمت شجرتها مع حيّز استزراع الأسماك رغم خصوصيتها التقنية المرتبطة بالمناخ الإستوائي الحار والرطب، وذلك من خلال عملية السّقي بمياه مخلّفات أسماك الأحواض متعدّدة الأنواع والأحجام، لأنّها جدّ غنية بالعناصر المغذّية التي يحتاجها هذا الصّنف من الأشجار كالنيتروجين والكبريت والكالسيوم والبوتاسيوم والكلور والمغنسيوم والصوديوم والفوسفور.
