من أفكار إلى مشاريـع استثمارية ناجحة

بـــرج بوعريــريـــج.. المـرأة تقتحـم عـالم الشغل من بيتهــا

برج بوعريريج: رابح سلطاني

تشهد الحرف والصناعات المرتبطة بالمرأة الماكثة بالبيت مؤخرا انتعاشا من حيث عدد المشاريع المؤطرة من طرف هيئات الدعم على غرار التكوين المهني ودار الحرف والصناعات التقليدية ببرج بوعريريج، كان لها الدور البارز في ولوج الكثير من النساء الماكثات في البيت وإدخالهن عالم الشغل والاستثمارات الصغيرة وتجسيد أحلامهن من مجرد أفكار إلى مشاريع حقيقية قادرة على مواكبة مختلف المتغيرات.

استطاعت “عبيد يامنة” صاحبة الـ 41 ربيعا، أن تجد في صناعة الحلويات حلا لتطوير مشروعها المرتبط بصناعة الحلويات والخياطة، بعد أن كان فكرة تقتصر على صناعة الحلويات في منزلها الصغير الكائن بأحد أحياء مدينة برج بوعريريج قبل عشر سنوات من الآن، حيث أكدت لـ “الشعب” أن فكرة ولوج عالم الشغل كانت تراودها منذ نعومة أظافرها، بالاعتماد على البرامج التلفزيونية، على شاكلة برنامج السيدة رزقي الذي يعنى ببرامج الطبخ وصناعة الحلويات المعروف لدى العائلة الجزائرية.
ليعرف المشروع طريقه إلى التجسيد والتأسيس، بحسبها عن طريق برامج الدعم والتكوين المقدمة في هذا الإطار لاسيما تلك المتوجة بشهادة تكوين خاص قصير المدى، مقدمة من غرفة الصناعات التقليدية، التي كانت بمثابة الخطوة الأولى لولوج عالم الشغل وتطويره في شكل مدرسة خاصة لتكوين النساء والبنات الماكثات في البيت “تحمل اسم والدتها المرحومة “صخرية سكول”.
وبالرغم من العقبات والظروف التي واجهت عبيد يامنة إلا أنه لم يشكل عائقا أمام تجسيد طموحاتها، التي تسعى مستقبلا الى توسيعه في شكل مدرسة معتمدة تقدم كل الدورات التكوينية لفائدة المرأة الماكثة في البيت، ونقل تجربتها الشخصية لباقي النسوة لولوجهن عالم الإنتاج المحلي، رغم ارتباطاتها الأسرية وسنوات من التفرغ التام للأشغال المنزلية وتربية الأبناء وتحمل المسؤوليات الأسرية، التي واجهتها في طريق تجسيد المشروع إلا أنها استطاعت وضع أفكارها ومشروعها على السكة الصحيحة، من مشروع صغير بدأته بتسويق الحلويات ومنتوج ورود السكر، تصنعها بناء على طلبات الزبائن.
ليتطور المشروع إلى مدرسة لتكوين المرأة الماكثة في البيت، تعلمها مختلف الحرف والصناعات المنزلية، وهو ما ساهم بحسبها في تغيير نمط حياتها وحياة العديد من النساء اللاتي نجحن في هذا المجال من خلال استقطابهن وتعليمهن أبجديات الطرز والخياطة وغيرها من الحرف والصناعات المرتبطة بالمرأة الماكثة في البيت، خاصة في المناطق النائية من خلال تخصيص دورات تكوينية لربات البيوت من أجل تحقيق ذاتها وتوفير دخل مادي.
وتطمح عبيد يامنة في المستقبل الى تطوير المشروع أكثر باستقطاب النساء الماكثات في البيت واعتماد مؤسستها لتكون أكاديمية تساهم في مساعدة النساء في تجسيد مشاريعهن المنزلية وإدخالهن عالم الشغل والاستثمارات الصغيرة، وتمكين العديد منهن من تحقيق أحلامهن لاسيما في ظل البرامج وهيئات الدعم التي توفرها مؤسسات الدولة لتأطير ومساعدة هذه الفئة الهامة من المجتمع وجعلها مصدر إنتاج يساهم في الاقتصاد المحلي.


9860 ماكثـة فـي البيت منتسبة للتكويـن المهني
 وأكدت مديرية التكوين المهني في اتصال مع الشعب، في هذا الإطار أن مجموع السيدات الماكثات بالبيت التي تشرف مراكز التكوين على تأطيرهن وتكوينهن يتجاوز الـ 9860 منتسبة إلى قطاع التكوين المهني خلال هذا العام، حيث عرف هذا النمط من التكوين، إقبالا معتبرا من طرف النساء الماكثات في البيت خلال السنوات الأخيرة، وذلك بفضل الآليات الجديدة المفتوحة على هذه الفئة وإقرار مديرية التكوين المهني ببرج بوعريريج برامج ونشاطات تكوينية تتماشى مع نمط حياتهن لاسيما المرأة الريفية والقاطنات في المناطق النائية عموما، في سياق مخطط عملي يهدف إلى احتواء هذه الفئة وتكوينها وتقريب قطاع التكوين إليهن من خلال أفواج تأهيلية، وتقليص مدة التكوين ليتمكن من العمل وتحقيق الاستقلالية المالية، وتتعلق حاليا ببرامج تكوين تخصّ نشاطات مرتبطة بالحلاقة وتجفيف الشعر والخياطة والطرز وصناعة الحلويات وغيرها من النشاطات المطلوبة من طرف هذه الفئة.
ويتيح قطاع التكوين المهني فرصا لتكوين النساء الماكثات في البيت، وفق برامج مكيفة مع ظروفهن الخاصة التي لا تسمح لهن بالتنقل إلى مراكز التكوين المهني، من خلال دورات مكثفة قصيرة المدى تتوج بتربص وشهادة في التخصص تسمح لهن في المستقبل باكتساب حرفة أو صناعة تساعد إحداهن على العمل في بيتها أو في ورشة صغيرة، للمساهمة في ميزانية العائلة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024