ترقية المرأة الماكثة بالبيت والمرأة الرّيفية

وهران..”الأسرة المنتجـة” برنامج نجاعـة اقتصاديـة فاعـل

وهران: براهمية مسعودة

 تعرف الجزائر تقدما ملحوظا فيما يتعلق بالتمكين الاقتصادي للمرأة، خاصة في المناطق الريفية والنائية، كأحد الركائز الأساسية للاستراتيجيات الوطنية لتنمية الاقتصاد الأسري وحماية القدرة الشرائية للمواطن وتحسين رفاهيته ومستوى عيشته، ضمن برنامج “الأسرة المنتجة” الهادف أساسا إلى ترقية المرأة الماكثة بالبيت، لاسيما في الوسط الريفي.

 أشاد مدير غرفة الصناعات التقليدية والحرف لولاية وهران، خليد طهراوي، بالنجاح الكبير الذي حقّقه برنامج الأسرة المنتجة، الهادف أساسا إلى تشجيع انخراط المرأة الماكثة بالبيت في مسار الإنتاج الوطني وأهداف وغايات التنمية المستدامة، باعتبارها النواة الحقيقة التي تقوم عليها الأسرة والمجتمع بأسره، وفق تعبيره.
وأوضح طهراوي في تصريح لـ “الشعب”، أنّ “مدوّنة الصناعة التقليدية والحرف، التابعة لغرفة الصناعات التقليدية والحرف، تضم ما يقارب 43 نشاطا يزاول في البيت، ولا يتطلب استثمارات كبيرة مثل الخياطة وصناعة الحلويات والفخار والخزف والسلالة، وغيرها من المهن التي صنّفها المشرّع الجزائري كمساعدة للأسرة على كسب قوت يومها”.
وأضاف أنّ “برنامج الأسرة المنتجة المسطّر من طرف وزارة التضامن والمرأة وقضايا الأسرة يستهدف أساسا الزوجة، باعتبارها النواة الأولى للأسرة والمحرك الرئيسي للمجتمع، مستدلا في هذا الشأن بتجارب ناجحة على المستوى الوطني لمؤسسات مصغرة، بنيت على أساس حرفة صغيرة ثم تحولت إلى مشروع تجاري مربح”.
ومن بين مشاريع الأسر المنتجة الناجحة في مجال الصناعة الغذائية، نشاط صناعة الكسكس الذي يلقى رواجا كبيرا عبر ولايات الوطن، وخاصة بمناطقها النائية والريفية، وذلك على غرار التجارب الناجحة على مستوى مدينة مغنية الحدودية وعين الدفلى والمدية وبلدية طافراوي بوهران.
ونوّه المتحدث بأهمية الصناعات التقليدية ودورها البارز كقطاع اقتصادي غير مكلف في الاستثمار، وكعنصر فعال في التنمية المحلية والوطنية، مبرزا وبلغة الأرقام عن أهم نشاطات القطاع ومدى المجهودات المبذولة من أجل بلوغ وتحقيق الأهداف المسطرة من خلال الدعم والمرافقة من مختلف الهيآت العمومية.
ووفقا للمصدر ذاته، فقد بلغ عدد المسجلين في غرفة الصناعات التقليدية والحرف لوهران، أكثر من 17 من ألف حرفي مسجل في 2023، من بينهم 11.374 حرفية، منهن 200 امرأة تنتمي إلى الوسط الريفي والمناطق النائية، فيما يحصي الاقتصاد الريفي 1000 نشاط، والصناعات التقليدية الغنية 2000 نشاط، أغلبها نسوية تشارك فيها كل العائلة كالخياطة والنسيج التقليدي، وصناعة الحلويات التقليدية والفخار والسيراميك، وغيرها من المهن الخاصة بفئة النساء.
كما تحظى الريفيات بمرافقة مستمرّة من طرف إطارات الغرفة، سواء من ناحية التكوين واكتساب المهارات الغنية أو ترقية فكرة المقاولاتية، وكذا دعم منتجات الصناعة التقليدية، وغيرها من أبجديات التسيير والتسويق، مثلما أشار إليه السيد خليد طهراوي، الذي ذكّر من جهة أخرى بتجربة وهران الأولى من نوعها لمرافقة القطاع، من خلال استحداث سوق لدعم منتجات المرأة الريفية والمرأة الماكثة بالبيت، ويستهدف هذا البرنامج المسطر بالتنسيق وبالتعاون مع الجمعيات والمرصد الوطني المجتمع المدني، المرأة الريفية والمرأة الماكثة بالبيت، فيما تتكفّل الغرفة بالخدمات اللوجيستية، أما الجمعيات التي انخرطت في هذه المبادرة فتكمن مهمتها الأساسية في توعية وتوجيه المرأة لتكون عنصرا فاعلا، خصوصا المرأة الماكثة بالبيت والمرأة الريفية التي تحظى بأهمية خاصة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024