تراجعت أسعار الخضر والفواكه بداية من نهاية الأسبوع الماضي في أسواق الجملة، مقارنة مع الفترة التي سبقت حلول شهر رمضان المبارك، وهذا لكثرة الطلب عليها، رغم توفر المنتوج هذه السنة وتنوّعه، وعرضه بأسعار معقولة مقارنة بمواسم رمضان خلال السنوات الماضية، في ظلّ بروز مؤشّرات خضراء لقضاء شهر رمضان مميّز بفضل تضافر الجهود وتوفّر إرادة قويّة للسلطات العليا في البلاد.
شهدت أسعار الخضر والفواكه بسوق الجملة لبوفاريك بالبليدة، نهاية الأسبوع الماضي، تراجعا مقارنة مع الأيام السابقة وبداية شهر رمضان المبارك، حيث تراوح سعر البطاطا بين 40 و50 دج، حسب النوعية، فيما وصل سعر الجزر 30 دج، والكوسة بـ 80 دج، فيما بلغ سعر البسباس 18 دج.
وحدّد سعر الطماطم مابين بـ 80 دج حتى 90 دج، القرنون 40 دينار، البصل الأخضر 20 دج، البصل العادي 40 دج، الثوم الخضراء 70 دج، مع ملاحظة وجود وفرة كبيرة. وبالنسبة للفواكه، تراوح سعر البرتقال بين 60 إلى 100 دج حسب الجودة، أما الليمون فتراوح سعره بين 80 و100 دج.
هذه الأسعار ليست ثابتة، بل شهدت تراجعا طفيفا ابتداء من الأربعاء الماضي، حسب ما أفاد به الأمين العام للاتحاد للتجار والحرفيين عصام بدريسي، الذي أكّد أنّها أسعار جدّ منخفضة مقارنة مع السنوات الماضية خاصة العام الماضي.
وأشار ذات المسؤول في تصريح لـ« لشعب”، بعدما قام بجولة تفقّدية للسوق رفقة مسؤولين من مديرة التجارة بالولاية، في إطار تنفيذ خرجة ميدانية، تجمع المهنيين والسلطات العمومية لأول مرة، إلى وجود وفرة في المنتجات الفلاحية والفواكه واستقرار في النشاط التجاري ما يبشر بتراجع الأسعار حسب شهادات تجار الجملة هناك.
وقال “ لا يوجد ارتفاع في الأسعار هذه السنة، وهو أمر يرجع للوفرة والمقاربة الاقتصادية التي انتهجتها الدولة في مكافحة المضاربة والندرة عن طريق زيادة الإنتاج، ماساهم في الوفرة التي تقضي على المضاربة، ما يظهر وجود مؤشرات خضراء لقضاء رمضان مميز”.
وأبرز بدريسي في ذات السياق، اتخاذ إجراءات صارمة من قبل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبّون، من خلال استيراد اللّحوم الطازجة، ورؤوس الأغنام والعجول، وغيرها من المواد التي لا نحقّق فيها اكتفاء ذاتيا، مشيرا إلى قرب دخول كميات كبيرة من اللّحوم الحمراء خلال الأسبوع الجاري ما سيخفّض الأسعار.
وأشار إلى أنّ الخرجة كانت تحسيسية توعوية، ومناسبة للاحتكاك بتجار الجملة للخضر والفواكه، حيث طلبوا منهم تخفيض الأسعار، فيما لمسوا وجود وعي كبير لدى هذه الفئة، من أجل الانخراط في مسعى مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري “استجابة إيجابية واسعة” من قبل آلاف التجار الجزائريين، حيث أكّد المتحدّث انخراطهم في المبادرة لتخفيض أسعار المواد واسعة الاستهلاك عبر 477 سوقا جواريا، وذلك طيلة شهر رمضان تحت شعار “وطنيون اقتصاديا متحدون اجتماعيا”، وذلك للمحافظة على التخفيضات وقطع الطريق أمام المضاربين والسماسرة.
وأضاف بدريسي قائلا: “ تجار الجملة مستعدين لخفض الأسعار، حيث سمحت الدولة بالبيع بالتخفيض بدون الحصول على رخصة، خاصة وأنّ التجار يضعون الثقة الكاملة فينا، في إطار الورشات لأخلقة العمل التجاري، حيث تم تحقيق 50 بالمائة من هذا الهدف”.
وأوضح بدريسي، أنّ اللحوم الطازجة المستوردة تم بيعها بـسعر 1118 دج في الأسواق التضامنية الجوارية، بمشاركة الاتحاد العام للتجار والحرفيين، معتبرا إياها فضاءات تروّج للسلع للبيع المباشر، القاسم المشترك فيها هو خفض الأسعار عبر 477 سوقا مفتوحا، حيث تعتبر متنفسا للمستهلك الجزائري وبأسعار منخفضة.
وأشاد ذات المسؤول بالمقاربة التشاركية لوزير التجارة وترقية الصادرات، من خلال عقده اجتماعات تنسيقية مع الشركاء الاجتماعيين وجمعيات حماية المستهلك ووضع النفاط على الحروف، للتكفّل بانشغالات المهنيين من أجل المساهمة في استقرار السوق.
بالمقابل تحدّث الأمين العام لاتحاد التجار والحرفيين عن بعض العراقيل والمشاكل التي تعيق عمل التجار، على غرار مشاكل النقل وغيرها، ما ساهم في ارتفاع الأسعار وتسبّب الأمر في رمي سلع بكاملها ما كبّد التجار خسائر معتبرة.
واعتبر أنّ التحدي اليوم يتمثل في تضافر الجهود للحفاظ على هذه المكاسب، حيث أنّ الرهان هو الاستمرار على هذا النهج، موجّها نداء لكلّ التجار بجعل رمضان شهر الرحمة والتكافل والتضامن، وليس للربح السريع.
ودعا المتحدّث، التجار للانخراط في العمل التضامني الخيري بالتنسيق مع الهلال الأحمر الجزائري، لتمويل مطاعم الرحمة، بهدف دعم العمليات التضامنية لفائدة العائلات المعوزة لاسيما خلال شهر رمضان، مفيدا أنّ الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين سيساهم كخطوة أولى في “تموين مطاعم الرحمة التي ستفتح عبر الوطن خلال شهر رمضان المقبل” وهو ما حدث فعلا في بعض مناطق الوطن.
