مصالـح الاستعجـالات الطبيـة والجراحية

ضغط يومي يتضاعف خلال شهر الصيام

ز. كمال

تعتبر مصالح الاستعجالات الطبية الواجهة الرئيسية المحورية في المنظومة الصحية لأي مستشفى وتشكل البوابة الأولى التي يطرقها كل مريض خصوصا في الحالات الحرجة أو المستعجلة الناجمة عن الحوادث أو المضاعفات المرضية التي تتطلب تكفلا سريعا لا يقبل الانتظار أو المواعيد، على هذا الأساس تشهد هذه المصالح إقبالا كبيرا وضغوطات يومية تتجاوز أحيانا قدرات الاستيعاب الموجودة، لكنها تزداد حدة في بعض الفترات والمناسبات كعيد الأضحى الذي تكثر فيه الاصابات الجسمية وخلال شهر رمضان بسبب تداعيات الصيام على الأشخاص سواء المسنين أو أصحاب الأمراض المزمنة.

تشهد مصالح الاستعجالات الطبية ضغوطات متزايدة وإقبالا لافتا للمرضى خلال شهر رمضان خصوصا بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة كالسكري والضغط الدموي بسبب تداعيات الصيام وتأثيره على الجسم وصحة المريض، وعليه تقوم كل سنة بعض الجمعيات المختصة ومنها جمعية مرضى السكري لبومرداس بحملة تحسيسية لفائدة المرضى وأغلبهم من كبار السن بالتنسيق مع مصالح مديرية الصحة والأطباء المتخصصين من أجل توعية المصابين وتقديم نصائح طبية حول تأثير الصيام على المريض وأكثر بالنسبة للمستويات التي تتطلب عدة جرعات أنسولين في اليوم من أجل تجنب انخفاض نسبة السكر في الدم التي قد تتسبب في تعقيدات خطيرة تستدعي رعاية مستعجلة.
ونظرا لمكانة وقدسية شهر رمضان بالنسبة للمواطن الجزائري، فإن الكثير من المرضى يفضلون تجربة الصيام رغم نصائح الأطباء مما قد يشكل خطورة على المريض تستدعي النقل الفوري لمصلحة الاستعجالات التي تستقبل يوميا حالات كثيرة تضاف الى باقي الحالات الأخرى الناجمة عن السلوك الغذائي ونوعية الوجبات المستهلكة أو التخمة الغذائية، وحالات مرضية متنوعة ناجمة عن الحوادث أو طارئ صحي مفاجئ سواء بالنسبة لكبار السن أو الأطفال الصغار الأكثر حساسية والأقل مناعة وكلها وضعيات تتدفق على هذه المصلحة من أجل تلقي الإسعافات الأولية قبل توجيه الحالات المعقدة نحو المصالح المتخصصة.
كل هذه التراكمات اليومية يضاف إليها الوضعية المتردية التي تتواجد عليها مصالح الاستعجالات الثلاث في كل من مستشفى برج منايل، دلس والثنية  أين تستقبل أعداد كبيرة يوميا تصل أحيانا معدل 500 مريض في المصلحة الواحدة في بعض الفترات بالأخص بالنسبة لمصلحة طب الأطفال بحسب تصريحات عدد من العاملين بالقطاع الصحي بسبب ضعف طاقة الاستيعاب وغياب بعض الأجهزة الطبية الأساسية التي تتطلبها الحالات الصحية المستعجلة والمستعصية التي زادت من حجم الضغوطات على المهنيين وكانت سببا رئيسيا في بعض الأحيان في حدوث مشادات كلامية وحتى اعتداءات جسدية من قبل بعض أفراد العائلات المرافقة للمريض، لكنها تزداد حدة خلال شهر رمضان بالأخص الفترة التي تلي وقت الافطار التي تشهد اقبالا متزايدا على عكس ساعات النهار.
هذا وينتظر أن يساهم مستشفى 240 سرير الذي يتم إنجازه بعاصمة الولاية من تخفيف حدة الضغط اليومي على باقي المؤسسات الصحية ومصالح الاستعجالات بالمستشفيات الثلاثة أو على مستوى العيادات متعددة الخدمات عبر البلديات بالنظر الى أهميته الطبية باحتوائه على 12 مصلحة منها 4 قاعات جراحية بمصلحة الاستعجالات، 11 قاعة للعمليات الجراحية بما فيها المستعصية، 8 مخابر للتحاليل الطبية، اضافة الى جهاز سكانير وجهاز الرنين المغناطيسي الغائب تماما بمستشفيات الولاية التي تفتقد لمستشفى جامعي في انتظار تسليم قطب كلية الطب للتقليل من عدد التحويلات اليومية نحو مستشفى تيزي وزو أو العاصمة.
كما استفادت باقي مصالح الاستعجالات بالمؤسسات الاستشفائية الثلاثة من عمليات تهيئة وعصرنة بما فيها عملية رقمنة الخدمات الطبية والصحية واعتماد الملف الطبي الالكتروني لترقية مستوى الخدمة المقدمة للمريض وتنظيم القطاع ووضع حد لحالة الفوضى، حيث استفاد مستشفى محمد بوداود بدلس من مشروع مصلحة استعجالات طبية وجراحية جديدة في مراحلها الأخيرة للتسليم تتوفر على كافة الأجهزة الطبية الضرورية من أشعة وجهاز سكانير، إضافة الى أجنحة خاصة بالرجال والنساء والأطفال لمضاعفة عدد الأسرة وتخفيف الضغط الكبير الذي تعاني منه المصلحة الحالية التي تستقبل ما معدله 200 حالة يوميا بسبب الخارطة الجغرافية التي تغطي البلديات الشرقية والتجمعات السكنية المجاورة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19463

العدد 19463

الإثنين 06 ماي 2024
العدد 19462

العدد 19462

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024