لقد كان شهر رمضان فال خير على الكثير من العائلات بولاية بومرداس التي حققت أخيرا حلم دخول سكناتها الجديدة بعد سنوات من الانتظار والمعاناة سواء داخل بيوت الشاليهات المهترئة التي فقدت معنى الحياة كليا بعد أزيد من 20 سنة من تنصيبها كأحياء مؤقتة لإيواء المنكوبين من الزلزال، أو السكنات الهشّة القديمة والوضعيات الاجتماعية التي تتكدّس في غرفة واحدة، وهذا بتوزيع 347 وحدة ببلدية بني عمران وقبلها بلدية بغلية، أولاد موسى وغيرها وهذا في إطار عملية إعادة الإسكان ومعالجة طلبات الحالات الإجتماعية المحتاجة إلى سقف عائلي يحفظ كرامتها ويعيد بسمة أطفالها.
مواصلة لعملية إعادة الإسكان وتسليم المشاريع السكنية المنتهية في عدد من بلديات بومرداس، أشرف ديوان الترقية والتسيير العقاري بالتنسيق مع السلطات الولائية والمحلية ومديرية السكن على توزيع 347 وحدة سكنية في صيغة العمومي الايجاري ببلدية بني عمران بعد ضبط القائمة النهائية للمستفيدين ودراسة طعون المعترضين على عدم الاستفادة من قبل اللجنة المختصة، حيث تزامنت العملية مع شهر رمضان الفضيلة وبالتالي كانت الفرحة فرحتين بحسب تعليقات العائلات التي عبّرت عن فرحتها الكبيرة بدخول سكناتها الجديدة وطي صفحة المعاناة وهاجس الانتظار الطويل.
وقبلها بأيام قليلة أي عشية استقبال شهر رمضان الفضيل، قام ديوان الترقية والتسيير العقاري بتوزيع سكنات جديدة في نفس الصيغة ضمت 200 وحدة سكنية ببلدية أولاد موسى و150 وحدة ببلدية بغلية، وهي العملية التي جاءت في إطار تسريع وتيرة تسليم السكنات الجاهزة لمستحقيها بعد تدخل والي الولاية لرفع كل العراقيل التقنية وانهاء الأشغال الخارجية وبعض الرتوشات الصغيرة المتعلقة خصوصا بشبكات الربط بمياه الشرب، الغاز والكهرباء، الصرف الصحي والتهيئة الخارجية لعدد من المشاريع المنتهية عبر بلديات الولاية والتي شكلت عائقا وأخرت من عملية التسليم.
كما شهدت عدد من بلديات بومرداس عملية اسكان مماثلة شهر فيفري الماضي ومسّت حصة 500 مسكن عمومي ايجاري وحصة معتبرة من مشروع 1000 مسكن ببلدية برج منايل، توزيع 400 مسكن عمومي ببلدية شعبة العامر و34 وحدة سكنية ببلدية رأس جنات، 52 مسكن عمومي ببلدية سوق الحد شهر جانفي الماضي، 40 مسكن ببلدية تاورقة أقصى شرق الولاية، 200 مسكن ببلدية بومرداس، تسليم مشروع 450 مسكن ببلدية لقاطة شهر ديسمبر الماضي، 95 مسكن ببلدية خميس الخشنة و100 مسكن ببلدية الأربعطاش، 300 مسكن ايجاري ببلدية سي مصطفى، 100 مسكن ببلدية أولاد عيسى النائية، وغيرها من العمليات الأخرى التي مكّنت من تخفيف معاناة المواطنين ومعالجة عشرات الطلبات المكدسة على مستوى مكاتب السكن بالدوائر.
هذا وتأمل باقي العائلات الأخرى ببلديات بومرداس وكل طالبي السكن في مختلف الصيغ أن تكون سنة 2024 مناسبة لتحقيق هذا الحلم، خاصة وأن مديرية السكن كانت قد وعدت بتسليم ما يزيد من 6500 وحدة في صيغة العمومي الايجاري، إضافة إلى باقي المشاريع الأخرى التي وصلت نسبة متقدمة من الإنجاز سواء في صيغة عدل أو الترقوي المدعم وحتى السكن الريفي، مع مواصلة مهمة تطهير الولاية من ظاهرة الشاليهات التي قاربت هي الأخرى على الانتهاء بعد تفكيك أكثر من 13700 شالي، وبالتالي القضاء على ما تبقى من جيوب من أهمها المواقع الثلاثة لبلدية زموري التي كانت مركزا لزلزال سنة 2003، حيث تحصي حاليا 735 وحدة ينتظر إزالتها نهائيا بعد إتمام المشروع السكني الهام المقدر بـ1120 وحدة سكنية عمومية.
