رغم التعتيم الإعلامي الشرس الذي تقوم به أبواق المخزن، وقمع جهاز البوليس للشعب المغربي إلا أن صوته الرافض لخيانة النظام للقضية الفلسطينية لم يخفت، وبقي متمسكا برفض اتفاقيات العار التي وقّعها المخزن مع الصهاينة، وهو ما جسّدته المسيرات المتواصلة للمغاربة، الذين صعّدوا من لهجتهم وأصبحوا يطالبون بإسقاط النظام ورحيل الملك محمد السادس.
تداول ناشطون مغاربة عددا من الصور والفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي توثق حجم الغضب الشعبي من نظام المخزن، الذي خلقت سياساته وضعا مجتمعيا مزريا وأحاطت نفسها بمشاكل لا تحصى، توّجت باتفاق التطبيع مع غاصب الأرض الفلسطينية والعربية، وهي القطرة التي أفاضت كأس الصبر المغربي.
إسقـــاط النظـام
ورفع المحتجون شعارات غير مسبوقة في احتجاجاتهم الأخيرة، على رأسها “الشعب يريد إسقاط النظام”، “يا ملك يا ملك ارحل ارحل”، “الحرية للشعب المغربي المسلم من براثن الاستعمار الصهيوني الغاشم” و«قضية فلسطين قضية وطنية”، هي شعارات صدحت بها أصوات المتظاهرين بمدن المملكة، وهو ما يؤكد بأن الصورة النمطية التي حاول نظام المخزن تقديمها للشعب المغربي القابل لقرارات التطبيع قد تبين كذبها.
تعتيــم إعلامــي
وكان عديد الهيئات المحلية المناهضة للتطبيع من بينها “الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع” و«مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين”، دعت قوى الشعب المغربي المدنية والحزبية والنقابية والحقوقية والطلابية والنسائية ومنابر الإعلام، إلى إعلان التعبئة العامة طويلة الأمد لمواجهة “الاختراق التطبيعي التخريبي”.
ولا يزال الإعلام المغربي يحاول التعتيم على هذه المسيرات عبر منحها طابعا مغايرا، بجعلها تتعلق بمطالب اجتماعية.
التوّتــــر سيّـــد الموقــف
إلى ذلك، تشهد عديد القطاعات في البلاد بسلسلة احتجاجات، حيث أعلن التنسيق التعليمي عن خوض اعتصام مركزي بالرباط، غدا الأحد، إذ مازال التوتر يخيّم على قطاع التعليم، على خلفية التوقيفات واقتطاع الأجور التي طالت الاساتذة، فيما قرّرت الطبقة الشغيلة مواصلة سلسلة اعتصاماتها التصعيدية احتجاجا على ما اعتبرته إجراء “انتقاميا” ضدّها بسبب ممارسة حقهما المشروع في الإضراب والاحتجاج.
