يعتبر شهر رمضان من بين أكثر الأشهر التي تتضاعف فيها متطلبات الأسر، حيث يرتفع معدل الإنفاق بالنسبة للعائلات الورقلية، مقارنة بباقي أشهر السنة لأسباب عديدة، إذ تخصّص العائلات في المتوسط ما بين 50 ألف دج إلى 60 ألف دج ميزانية لسد احتياجاتها.
يرجع الكثير من المواطنين السبب في ارتفاع معدلات الإنفاق خلال الشهر الفضيل، لارتباطه بضرورة التنويع في أكلات الموائد الرمضانية، باعتبار أن الفرد الصائم بحاجة للبروتينات والخضر وغيرها من العناصر الغذائية الضرورية.
من جهة أخرى، فإن الكثير من التكاليف تعود لطريقة الاستهلاك الحديثة التي أضحت ترتبط بتقديم مأكولات جديدة وتحليات وغيرها، تتطلب توفر مكونات كثيرة، مما يعني تكاليف مضاعفة، فضلا عن أن تحضير الموائد الرمضانية يأخذ نصيبا معتبرا من هذه الميزانية التي تخضع لرغبات أفراد العائلة ولكل منها ما يشتهيه.
واعتبر بعض المتحدثين أن الكثير من التفاصيل دخلت على ميزانية شهر رمضان بفعل انتشار ثقافة استهلاك جديدة على المواطن الجزائري عموما، حيث إن التحضير لمستلزمات هذا الشهر الكريم، ينال قسطا مهما من ميزانية العائلات وتتنوع بين ميزانية للأواني الجديدة وميزانية للتوابل والفريك أو الحريرة، بالإضافة إلى ميزانية مخصّصة للمواد الغذائية كما هو معمول به في أوساط مختلف العائلات، ورغم ذلك يظل المواطن طيلة أيام الشهر، مندمج في عملية شراء متواصلة للخضر واللحوم البيضاء والحمراء حسب الحاجة أو عند انتهاء الكميات المقتناة.
من جانب آخر فإن شهر رمضان، يعرف خلال أيامه الأخيرة أيضا استعدادا من طرف العائلات لشراء كسوة العيد للأطفال والكبار أيضا، وهو ما يخصّص له ميزانية كبيرة، تفوق كل ما ذكر سابقا حسبما أشار إليه العديد من المواطنين، هذا عدا متطلبات إعداد حلويات العيد التي تقتص جزء مهما من ميزانية العائلة، قد يفوق في المتوسط 5000 دج.
لهذا فإن معدل الصرف خلال هذا الشهر الكريم، يعتبر مرتفعا وأحيانا مبالغ فيه وفق ما يراه البعض، إلا أنهم يجمعون على أنه يصعب التحكم أو السيطرة على الميزانية وتسييرها بشكل يسمح بجعلها كافية لتلبية كل المتطلبات، ووفقا لما أكده الكثير من المواطنين، فإن ما ينفقه المواطن غالبا خلال شهر رمضان، يفوق حتى قدرته الشرائية، نظرا لتعدد المتطلبات والحاجيات وارتباط هذا الشهر الكريم بمناسبة سعيدة ينتظرها الصغير والكبير وهو عيد الفطر المبارك.
