ذراع الريش

الوعاء العقاري البديل لعنابة

العيفة سمير

عاشت ولاية عنابة لما يزيد عن 10 سنوات تبحث عن أرضية جديدة لكل مشروع إسكان يمنح إلى الولاية، حتى  باتت المساحات المخصصة للبناء تهدّد الطابع الأثري للمدينة العريقة، أربعة مشاريع استفادت منها عاصمة ولاية عنابة طيلة العشر سنوات، التهمت ما تبقى لعنابة من مساحات صالحة للبناء، قطب البوني بشقيه العمراني وكذا القطب الجامعي، بالإضافة إلى الشريط الذي يربط سيدي حرب بسيدي عاشور بمساحة تتجاوز 500 هكتار أقيمت بها سكنات عدل، بالإضافة إلى التل الذي أقيم عليه المشروع العمراني بوزعرورة، ولم يبق سوى المنطقة الصناعية وكذا المناطق الأثرية التي تبقى الخط الأحمر الذي لا يمكن المساس به.
وأمام الطلب المتزايد على السكن في عاصمة الولاية، بات البحث عن أرضية جديدة ضرورة قصوى رفعتها سلطات الولاية.
يقول المدير العام للوكالة الوطنية للسكن بعنابة السيد ناصري احمد في  لقاء بالمجلس الشعبي الولائي بعنابة، «الشروع في انطلاق الأشغال بالمدينة الجديدة ذراع الريش في غضون شهر أفريل المقبل، وأن فكرة البحث عن وعاء عقاري جديد يكون بديلا للمشاريع العمرانية المرصودة لولاية عنابة بدأت في 11 جويلية 2010، في ذلك الوقت تم اقتراح منطقة الحروش بعين الباردة والتي تتربع على حوالي 480 هكتار، لكن جودة هذه الأراضي الفلاحية دفع باللجنة القائمة على اختيار أرضية جديدة تحاشي هذه المنطقة مادامت هذه الأراضي صالحة للزراعة، والتوجه للبحث عن وعاء عقاري آخر، فتم تحديد عين جبارة والقنطرة لكن نفس الشيء المساحة كانت محدودة بحوالي 190 هكتار، وهذه المساحة سوف تضعنا في مأزق آخر في المستقبل القريب بالإضافة إلى قرب هذه المنطقة من مصنع الحجار، وكذا قربها من قناة رئيسية لتوزيع الغاز، كما أن هذه المساحة أغلبها تابعة للخواص الأمر الذي سوف يكلفنا أتعابا أخرى للتعويض، ليتم تحاشيها كذلك”.
 “إلى أن رسا اختيارنا على منطقة ذراع الريش للعديد من الاعتبارات السابق ذكرها، أولها أنها مساحات غير صالحة للزراعة، كما أنها مساحة كبيرة تتسع للعديد من المشاريع بوعاء عقاري يتجاوز الـ 1448 هكتار ،بالاضافة إلى موقعها الاستراتيجي، من حيث توسطها كلا من مدينة عنابة وبلدية سرايدي وكذا كلا من بلديتي وادي العنب وبرحال، وبالتالي إقامة المدينة الجديدة في هذه المنطقة سوف تكون بمثابة حلقة ربط بين باقي بلديات الولاية”.
بعد هذه الاجتماع تمّ تكليف مكتب دراسات لدراسة الأرضية الجديدة، ليتم في عام 2012 أزيد من 12 اجتماع وجلسة ميدانية تتضمن دراسة هذه الأرضية الجديدة. وبالفعل تم الشروع في تهيئة هذه الأرضية التي أجمعت كل الأطراف في ولاية عنابة أنها المنطقة التي سوف تجسد مستقبل ولاية عنابة.
في 08 جانفي 2013، نظّم والي الولاية محمد الغازي خرجة ميدانية للوقوف عن قرب من هذه الأرضية العقارية الجديدة، وبالفعل كانت عملية المتابعة والصرامة في السير قدما نحو تحقيق هذا الحلم العمراني أهم العوامل التي عجلت بنجاح تهيئة هذه الأرضية الجديدة، وكان بالفعل الاختيار موفق جدا رغم ما صاحبه من صعوبات وعراقيل.
كما أعطت زيارة الوزير الأول عبد المالك سلال في الـ 07 من فبراير 2013 نفسا كبيرا في نجاح هذا المشروع، وكانت أكبر محفز خاصة والمعاينة الميدانية التي خصت بها منطقة ذراع الريش من طرف الوزير الأول برفقة أزيد من 07 وزراء لقطاعات حساسة، أين وقف الجميع بإعجاب نحو هذا المشروع البديل الذي سوف يفك الخناق عن عاصمة الولاية.
وكذلك عنابة جوهرة الشرق سوف تكون لها مدينة جديدة على غرار أهم ولايات الوطن الإستراتيجية مثل (وهران، العاصمة وقسنطينة).
وككل مشروع بهذا الحجم سجلت العديد من المآخذ وكذا النقائص، أين تجنّدت فعلا ولاية عنابة من أجل النهوض بهذا الصرح العمراني، وأرادت أن تعطي نموذجا في تسيير حضيرتها السكنية، إذ تمّ الخميس الفارط فقط إعطاء الضوء الأخضر من طرف والي الولاية في الشروع في استغلال أرضية ذراع الريش التي باتت جاهزة أمام تنفيذ المشاريع السكنية التي تجاوزت الـ 50 ألف سكن   بداية من هذا الشهر.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024