زاد من تعقيد الوضعية

تأخر كبير في إنجاز المشاريع ببجاية

بجاية: بن النوي ــ ت

يعرف تنفيذ المشاريع في مختلف القطاعات ببجاية تأخرا كبيرا في الانجاز، وهو ما أثّر في وتيرة التنمية بها، ويرجع المقاولون أصحاب هذه المشاريع عدم تحقيقهم معظم البرامج المحددة إلى عدة عوامل أهمها نقص مواد البناء خاصة مادة الإسمنت، واليد العاملة المؤهلة.
وتعرف ولاية بجاية تخلّفا كبيرا في التنمية المحلية في مختلف المجالات، خاصة وأنّ غالبية المشاريع لم تنطلق الأشغال بها منذ عدة سنوات، كما هو الحال في بلديتي صدوق وبوحمزة، حيث ولحد الساعة لم يتم إصلاح الأضرار التي نجمت عن سوء الأحوال الجوية لشتاء 2012، والتي سبّبت عدة انهيارات أرضية على مستوى الطريق الولائي رقم 141، بالإضافة إلى عدة انزلاقات مست الطريق الوطني رقم 24 الذي يربط ولاية بجاية بتيزي وزو عبر أزفون، إلى جانب عدة اهتراءات بالطرق الولائية في كل من بلديات شميني، صدوق ودرقينة.
وعن هذا التماطل والتقاعس في إصلاح وتهيئة البنى التحتية، رغم الجهود المبذولة من خلال إصلاح بعض الطرق البلدية والولائية، يقول المسؤولون المحليون أن السبب راجع إلى ضعف الميزانية السنوية المخصصة لبرامج التنمية، إلى جانب غياب مداخيل التمويل نظرا لغياب المشاريع الاقتصادية التي من شأنها إعطاء ديناميكية تنموية، وتوفير مداخيل للخزينة إلى جانب توفير فرص الشغل بهذه البلديات. 
أما عن قطاعات السكن، الصحة والتعليم فحدّث ولا حرج، فمعظم مشاريع البناء والسكن المسجلة هذا إن لم نقل كلها تعاني من تأخر ملحوظ في الإنجاز، بعضها تسير بوتيرة بطيئة والأخرى متوقفة كليا، وعن الأسباب يبرر مسؤولو الدوائر والبلديات المعنية إلى غياب الأرضية التي ستنجز عليها، وعدم قدرتها على شراء الأراضي من الخواص لتنفيذ هذه المشاريع، نظرا لغلائها، وهو ما دفع بالمواطنين إلى التذمر، خاصة أولئك الذين أودعوا طلبات السكن، حيث يطالبون باستمرار بوضع جدول زمني من أجل استكمالها، وأمام غياب أدنى أمل في الظفر بسكن اجتماعي. ونظرا لتزايد عدد طالبي السكن، برز على الساحة أصحاب السكنات الخاصة الذين استثمروا من هذا الوضع المرير. نفس الحال يعيشها قطاع التربية، فبعض المشاريع التعليمية لم تنفذ بعد رغم الأموال الطائلة التي صرفت عليها، ومثال ذلك المدارس الثانوية المبرمجة في كل من آيث سماعيل وشميني، حيث برحت مكانها ولا يعرف تاريخ تسليمها رغم إلحاح المسؤولين على الإسراع في الأشغال والتنفيذ، ويبرر أصحاب الشركات المكلفة بالإنجاز إلى غياب مواد البناء تارة، ونقص في اليد العاملة أو عدم ملاءمة الأرضية التي تبنى عليها، أو صعوبة تضاريسها ما يعيق مرور آلات الإنجاز لمواقع المشاريع تارة أخرى، غير أن المتضرر الوحيد في كل هذا هم التلاميذ الذين يعانون الأمرين بعد مسافة التنقل لغاية المدارس الأخرى بغرض الدراسة، وكذا غياب وسائل المواصلات التي يتنقلون عليها ما يجبر أغلبهم إلى السير مسافات طويلة على الأقدام.
مشاريع الصحة في بلديات بجاية ضعيفة إن لم نقل شبه منعدمة في بعض المناطق النائية، حيث تفتقر غالبيتها إلى مراكز صحية متطورة والموجودة لا تتوفر على الأقسام المهمة كمراكز الأمومة والطفولة، أقسام الإستعجالات، وسيارة الإسعاف، هذا إلى جانب غياب الأطباء والممرضين الذين غالبا ما يرفضون العمل بها نظرا لانعدامها على السكن الوظيفي الملائم، وهو ما يزيد من تفاقم معاناة السكان خاصة المرضى منهم. وحسب المسؤولين المحليين والتنفيذيين في ولاية بجاية، فإنّ السبب الرئيسي في تخلف الولاية وركود التنمية بها في شتى المجالات، مردّه غياب القطع الأرضية التي ستنجز عليها المشاريع، إلى جانب ضعف الميزانية العامة لتمويلها، وهو ما يؤدي إلى إلغائها أو تحويلها إلى الولايات المجاورة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024