رئيـــس بلديــــة بريكــــة لـ ''الشــــعب''

لا نقبـــل المســاس بالمعـــالم الأثريـــة لمنطقــة طبنــة

أجرى الحوار: عبد الحق جراف

أكد رئيس بلدية بريكة في حوار  لـ''الشعب''، على مضي البلدية في انجاز مشاريعها التنموية التي يقول عنها بأنها ستعطي إضافة خاصة لهذه المدينة، مع التأكيد على عدم التنازل عن أي منها، وأنها حرة في اختيار أي أرضية لاحتوائها.وفي سابقة فريدة، يذكر رئيس البلدية بأن هذا الذي يحدث لبريكة، ليس بالأمر الغريب عنها، ويبرر ذلك بقوله إن الكثير من الصخور الأثرية المترامية هنا وهناك، ما يطرح التساؤل حول مدى جدية اهتمام البلدية المنتخبة بقيمة هذا الإرث.

الشعب : لنبدأ بنقل انشغال جد هام يطرحه سكان ومثقفو هذه المنطقة، ويخص بالذات ما يوصف بالكارثة التاريخية التي مسّت الموقع الأثري طبنة، من خلال بناء مشاريع سكنية وتنموية فوق هذه الأرض الأثرية، إذ يتساءل المواطن عن الكيفية التي تم بها اختيار الأرضية لاحتواء هذه المشاريع؟.
@@ رئيس البلدية: بصفتنا كرئيس بلدية لهذه المدينة، فمن واجبنا الحفاظ على كل ما يميزها وحفظ الوجه التاريخي لها، ثم إن الأثار التي تم العثور عليها تبعد عن المشاريع بنحو ٤٠٠ م عن الحدود الأثرية لطبنة، ولهذا تم اختيار الأرضية وفق الدراسة الميدانية المقدمة، ولكن هذا لا يعد كارثة بالنسبة لبريكة، لأننا شهدنا العديد من الحالات، إذ أن هذه الحالة جزء لا يتجزِأ منها، ففي الكثير من المناطق، ومنها منطقة طريق مقرة، تشهد انتشارا للكثير من الأحجار المترامية هنا وهناك، وبالتالي فإن الأمر يعد طبيعا لمدينة كمدينة بريكة، وطبنة مدينة كبيرة تمتد إلى مساحات أوسع داخل إقليم الدائرة، وهذه الأثار التي تم العثور عليها ليست كما يراها المواطن.
ثم إن هناك لجنة مكونة من مديرية الثقافة ونزلت بالمدينة واجرت زيارة ميدانية، وهي من ستقرر ان كان لأصحاب المشاريع الحق في مواصلة العمل او لا، أضف الى ذلك ان منطقة واحدة فقط تم العثور بها على آثار قديمة، وليس كما يدعي البعض، ونحن بعد الزيارة الميدانية التي اجريناها تأكدنا من الأمر وثبت ذلك، لكن إذا وسعنا الحفريات لتشمل جانبي المنطقة التي تم العثور بها على الأثار، فقد لا نجد أي أثر للآثار.
 @ لكن من يضمن ذلك؟، ثم ان مكتب الدراسات الذي أخطأ  في هذه الدراسة وفي جزء جد مهم، وهو التخريب الذي طال بالخصوص قناة المياه الرومانية، يمكنه ان يخطأ في أكثر من مكان؟
@@ من الممكن أن يحدث هذا .. ومع العمل الذي تقوم به اللجنة نحن نتمنى ان نعمل على الحفاظ على هذا المنطقة الأثرية، حتى تكون بريكة منطقة سياحية ونتمنى تجسيد عديد المشاريع بها.
لكن المواطن يتساءل إذا كانت للبلدية هذه الرؤية وهذا التمني في تجسيد مشاريع مستقبلية، فلماذا لا توجد مناطق توسع سياحي، ستتطرق الشعب لهذه النقطة بالتفصيل في مواضيع قادمة، ببريكة خاصة وان هذه الدائرة مرشحة لا تكون ولاية في المستقبل؟
لا توجد مناطق توسع سياحي بالمنطقة، ونحن ببريكة لا نملك غير طبنة، وهي تقع على مساحات شاسعة من هذه الأرض ...
@ تقول مصادرنا بأن مصالح البلدية ستقوم بتحويل موقع السوق الأسبوعي للماشية من موقعه الحالي إلى ناحية من نواحي المنطقة الأثرية طبنة، ومحاذاة المركز الجامعي الجديد، هل هذا الكلام صحيح؟
 @@ الكلام صحيح، ومصالحنا كانت تعتقد في السابق أن الأرضية التي ستحتوي المشروع مع مشروع آخر يتمثل في سوق اسبوعي للسيارات، لكن تبين لنا انها ملك لمصالح السهوب، والبلدية لم تجد مكانا غير هذا، ومع المشاورات التي أجرتها مصالح البلدية مع الأعيان من بلديتي بيطام وبريكة، والتي لم نتوصل من خلالها الى اختيار أرضية مناسبة، لم تكن للبلدية من فكرة أخرى غير اختيار هذه الأرضية، تُعرف حاليا بفراج بن نوي مع طريق مدوكال، وهي كما نعتقد أرضية مناسبة للتوسع ..
@ ألا تعتقدون أن اختيار هذه المشاريع يتم فوق أرض أثرية؟
@@ لا، ليست أرضا أثرية وهي بعيدة عن طبنة بنحو ١ كم ..
@ هل كان بإمكان البلدية اختيار عقار آخر لاحتواء هذه المشاريع وبالتالي الحفاظ على طبنة، ولماذ لا تستثمر البلدية إن كان العقار قد استنفذ خارج المدينة؟
@@ كل الأراضي ببريكة عرفية ..
@ لكن القانون يسمح بنزع هذه الأراض لفائدة المنفعة العامة!؟
@@ انا معكم فيما تقولون، لكن اذا تحدثنا عن التوسع بالمنطقة الصناعية فإنه قد تم توقيف ذلك، وتم إختيار منطقة توسع جديدة وهي منطقة الصفر، حيث ستحتضن الاستثمارات المستقبلية بالنسبة لبريكة ..
@ هل كان بإمكانكم توقيف المشاريع بعد أن تم التأكد من العثور على الآثار؟
@@ بعد الخرجة الميدانية التي قادتنا الى عين المكان، لم نرى ما يتداول عبر وسائط الاتصال ..
@ لكن الصور المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والصحف اليومية، تبين ما يجري من تخريب للآثار ..
@@ واللّه تم تهويل الأمر و''هي ما كان والو''، ونحن نحترم الآثار، وهذا التهويل يتم من قبل أناس ليسوا من ذوي الاختصاص ولسنا ندري اين يتجه هؤلاء بهذه الدعاية، ونحن لو رأينا ان الأمر فيه ضرر لبريكة يستحق كل هذا التضخيم لكنا توجهنا الى عين المكان ..
 @ بالعودة الى موضوع إمكانية الاستثمار خارج المدينة، الوالي الحالي السيد حسين مازوز، طرح إمكانية الاستثمار خارج المدينة طالما أن الدولة وفرت قوة قانونية ومادة، مما يسمح بالحفاظ عراقة المدينة ..
@@ عندما تتحصل البلدية على مشاريع استثمارية، فهي حرة في اختيار أي أرضية لهذه المشاريع، والدليل على ذلك مشروع الثانوية الذي كان معطلا طيلة عام بحي ١٠٠٠ مسكن، والذي قمت شخصيا بالتدخل لدى مصالح ديوان الترقية والتسيير العقاري من اجل استكماله، حيث تحدثنا مع أصحاب الأرض والسكان وتم معالجة المشكل والتغلب عليه، ومشاريع ٢٥٠ سكن، يقصد التي تنجز على أرض طبنة، تم اختيار أرضيتها مع ممثل ديوان الترقية و التسيير العقاري  السيد فارس، والأمور تسير بشكل سليم، ولن نترك أي مشروع يضيع من بين أيدينا، وبالتالي لا بد ان ينجز ولن نتنازل عليه ..
@ لكن لا ينبغي أن يكون ذلك على حساب الأثار؟
@@ قضية الاثار هي قضية لا يمكن لأي كان ان يتعداها، وهي تعد مكسبا لأهل بريكة، وحفاظا عليه، أي هذا المكسب، لا نقبل المساس به من قبل أي طرف كان ..
@ لماذا لا تقوم البلدية بإقامة سياج للمدينة الأثرية طبنة؟
@@ بحكم اننا حديثو عهد بالبلدية، سوف نقوم بالبحث والسؤال عن مشروع الحماية الذي اسمع ان قيمته حوالي ٣ مليار سنتيم، ونحن نتابع القضية ..
@ متى يمكن أن نرى متحفا لمدينة بريكة يحوي ويحمي اثارها وكنوزها؟
@@ مستقبلا بإذن اللّه، ونحن نسعى ان نفعل أي شيء من اجل هذه المدينة، كما اننا نتمنى ان تكون جمعية تتكون من أبناء بريكة تسعى في هذا السياق، ونحن بدورنا لن ندخر أي جهد في تقديم يد المساعدة وان كنا نحافظ على طبنة فإننا نحافظ عليها للأجيال الصاعدة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024