تعيش فئة الأطفال بولاية تلمسان أوضاعا صعبة نتيجة العوامل الخارجية الأمر الذي رفع درجة العنف لدى الذين تخلوا عن براءتهم والتحقوا بدائرة الإجرام خاصة في ظل الانتشار الواسع للأقراص المهلوسة والمواد المحظورة.
زيادة على غياب نشاطات ثقافية من شأنها استغلال الطفل لطاقاته وابعاده عن دائرة الاجرام التي كشفت عنه مصالح أمن ولاية تلمسان من خلال احصائياتها حيث تم تسجيل 16 قضية تخص تعرض قاصرة للخطر المعنوي بالنسبة للإناث و13 للذكور 32 لجنوح الاطفال خلال الخمسة اشهر الأولى من هذه السنة تورط فيها 36 جانح من بينها جنح وحتى جنايات الامر الذي جعل النيابة تأمر بإيداع 18 قاصر رهن دار التربية الخاصة بالقصر فيما استفاد 42 جانحا من الافراج المؤقت ، من جانب أخر تم وضع 03 آخرين بالمركز الخاص بحماية الاحداث .
هذا الرقم يعتبر كبيرا مقارنة بالسنة الماضية حيث تم تسجيل 38 قضية تخص تعرض الاطفال لخطر معنوي بالنسبة للإناث و86 اخرى بالنسبة للذكور اما القضايا المعالجة بجنوح الإحداث « المتورطين « تم تسجيل حوالي 130 تورط فيها 209 جانح من بينها قضايا تخص الجنح وأخرى تخص الجنايات حيث أمرت النيابة بإيداع 39 جانح رهن دار التربية الخاصة بالإحداث وتم الإفراج عن 149 قاصر في حين تم إصدار أوامر بالوضع بالمركز ل21 أخر يحدث هذا في ظل تنامي عدة ظواهر اخرى التي تمس بحقوق القصر على رأسها التسرب المدرسي الذي مس أكثر من 1000قاصر بولاية تلمسان لوحدها خلال الثلاث سنوات الماضية ، من ناحية اخرى سجلت المصالح الامنية المشتركة تسجيل استغلال اكثر من 200 قاصرة جنسيا من قبل شبكات الدعارة ، من ناحية اخرى سجلت ذات المصالح استغلال أكثر من50 طفلا بالولاية في التسول من قبل شبكات خاصة فيما يتم استغلال أكثر من 120 قاصر سوريا في التسول بطرقات الولاية وحوالي 80 افريقيا بالساحات العمومية والمساجد ، يحدث هذا امام تراجع الدور الفعال للأسرة والمدرسة والمسجد حيث تم تسجيل ما يزيد عن 1000 طفل دخل حياة العمل والتجارة باكرا بمحيط تلمسان لمساعدة عائلته ، فترى العشرات من الأطفال يعرضون بعض المنتجات في الأسواق والشوارع والطرق العمومية معرضين حياتهم للخطر ، الامر الذي جعل المصالح الثقافية تأخذ على عاتقها البرنامج للتكفل بهذه الفئة من خلال ادماجها في النوادي الثقافية على غرار المسرح والسينما والانشودة زيادة على اجندة الرسم للسماح لهذه الفئة باستخراج مكبوتاتها ومعالجتها عن طريق مختصين نفسانيين تم تخصيصهم لدلك ، من جانب اخر ، تحاول مراكز النشاطات باستقطاب اكبر عدد من القصر لإبعادهم عن الاخطار وكذا المركز التي من شأنها ان تدفعهم الى الاجرام ، من ناحية ثالثة تم توظيف مختصين في التعامل مع الشباب متخرجين من المعاهد المتخصصة كما سيتم تنظيم رحلات ودورات رياضية وثقافية ونشاطات كبرى لفائدتهم ، من جانب اخر سيتم توظيف الاطفال في انشاء نشاطات ضد العنف في المدارس ، المخدرات ،الاقراص المهلوسة، الادمان والتي سيتم ترجمتها في شكل رسومات ، مسرحيات ، قصص ، كما سيتم تشجيع التنافس على النشاط الرياضي لأبعاد اكبر نسبة من الشباب عن العوامل المساعدة على الاجرام ، وتوفير فضاءات تساعدهم على التمتع بطفولتهم دون التفكير في أمور خارج هذه الدائرة بغية المساهمة في تكوين مجتمع فعال يساهم في بناء مستقبله عوض تحطيمه .
