٥ ولايات في طوارىء لإزالة مخلفات الفيضانات التي اجتاحت تبسة

لجنة وزارية لمعاينة الأضرار وتساؤل عن عدم تهيئة “وادي الناقص”

تبسة: سمير العيفة

 

مخطط استعجالي لحماية المدينة من كارثة أخرى

عاشت الولايات الشرقية المجاورة لتبسة حالة استنفار قصوى جراء التغيرات المناخية وجندت وسائلها المادية والبشرية للتدخل وتقديم ما في المقدرة لمساعدة تبسة على تجاوز الفيضانات التي عرفتها مؤخرا وأودت بحياة طفل صغير وألحقت خسائر كثيرة. “الشعب” عاشت هذه الأجواء وتنقل أدق التفاصيل.


تمّ الاستنجاد بخمس ولايات شرقية لإزالة مخلفات الفيضانات التي جرفت نهاية الأسبوع العديد من احياء مدينة تبسة. ويتعلّق الأمر سوق أهراس، قسنطينة، أم البواقي، خنشلة وقالمة، حيث باشرت الحماية المدنية والمصالح ذات الصّلة عمليّة إزالة مخلّفات الأمطار ورفع الأتربة وشفط مياه السيول. وجنّدت للغرض كلّ الوسائل المادية والبشرية لتنظيف الأحياء المتضرّرة وإرجاع الوضع الى سابق عهده بمساعدة لوجستية من خمس ولايات.
تكفل والي ولاية تبسة “عطالله مولاتي” صبيحة الخميس المنقضي  بالعائلات والتّجار من مختلف الأحياء المتضررين من الكوارث الطبيعية. واستمع إلى انشغالاتهم واعدا بالنظر في مطالبهم والتكفل بها دون تأخر. وفي ظلّ الاتهامات المتبادلة حول انسداد بالوعات المياه الذي تقاعست المصالح البلدية عن تصليحه، أكد الوالي أن السبب الحقيقي في الكارثة هو أن وادي الناقص الذي يعبر المدينة لم تحتوه التهيئة التي قامت بها السلطات المحلية من قبل، مؤكدا أنه تمّ مواجهة ما حدث بالتدخل سريعا بتنقية الوديان، مع العمل على دراسة  كيفية إجراء أشغال تهيئة جديدة لمنع حدوث أي كوارث في الفيضانات.
على هذا الأساس قام والي تبسة “عطالله مولاتي” بمعيّة المفتش العام لوزارة الري والموارد المائية “سليمان زناقي” و«بدر الدين سالمي” رئيس المجلس الشعبي الولائي لتقييم الوضع بعد الأمطار الطوفانية التي تساقطت وخلّفت أضرارا معتبرة في المركبات والبنية التحتيّة لأحياء “الميزاب، شارع هواري بومدين، ذراع الإمام، طريق قسنطينة والطريق الاستراتيجي”.
وبحسب ما رصدته “الشعب” بعين المكان، فان الوضعية الصعبة التي عاشها سكان تبسة مردها إلى هطول كميّات معتبرة من الأمطار المصحوبة بالبرد قدّرتها المصالح المعنيّة بــ 50 مترا مكعبا في وقت قدره 45 دقيقة.
أدت هذه الامطار إلى فيضان “واد الناقص” وخروجه عن مجراه الطبيعي، ممّا كوّن سيولا عارمة جرفت معها الرّواسب والنفايات الصلبة وجذوع الأشجار تسببت في أضرار جسيمة لحقت بالبنية التحتية بعدد من أحياء المدينة.

وفد وزاري لمعاينة الخسائر ومرافقة ودراسة آثار الفيضانات

من جهته، أفاد المفتّش العام لوزارة الموارد المائية “سليمان زناقي” أن الوزارة  وجّهت مبالغ مالية لحماية المدن من الفيضانات قدرها 100 مليار دج حصة تبسة منها معتبرة، داعيا  إلى تحسين الخدمة العمومية عن طريق تأهيل شبكات التّطهير والحرص على تدعيم المشاريع المجسّدة وصيانتها بالتنسيق مع السلطات المحلية بالولاية.
 وقال المفتش العام: “في إطار البرنامج الوطني لحماية المدن من الفيضانات عن اقتناء مئة “100” محطّة للتنبؤ بالكوارث الطبيعية وتقدير الأخطار النّاجمة عن الفيضانات”.
وبدوره أكّد المدير العام للهياكل بوزارة الأشعال العمومية والنّقل “بوعلام شطيبي، أنه سيتّم رصد 25 مليار دج  من ميزانية “2019 “ لتحسين شبكة الطّرق الرئيسية بالمدن عبر التراب الوطني ستخصّص منها نسبة معتبرة الى ولاية تبسة لإعادة تأهيل هذه المرافق والبنى التحتية.
وأثناء معاينة ممثّل وزارة الأشغال العمومية للوضع بمدينة تبسة صرّح أنه تمّ حصر 5 نقاط سوداء عقب الأمطار الرّعدية الأخيرة وهي “الممّر السفلي بطريق عنابة، نهج هواري بومدين، الطريق الإستراتيجي، حي لاروكاد ونهج الأمير عبد القادر”، وسيتّخذ المناسب من الإجراءات بالتّنسيق والتّشاور مع السّلطات المحلية بالولاية.
وكشف والي تبسة عن تشكيل لجنة عليا للغرض من طرف وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، تضم الوزارات ذات الصّلة وستحلّ بالولاية وتعاين الوضع وتتّخذ ما يمكن اتّخاذه من إجراءات.
وضربت العاصفة الرعدية المصحوبة بأمطار غزيرة عدد من أحياء المدينة  مساء الأربعاء من الأسبوع المنصرم، والتي استمرت ما يقارب ساعة من الزمن وأسفرت عن فيضان “واد الناقص” والذي يعد أحد الأودية الرئيسية للمدينة، أدى إلى وقوع خسائر مادية عديدة خاصة بالمركبات وتسجيل ضحية واحدة تمثلت في وفاة طفل صغير يبلغ من العمر 4 سنوات وجرح ما لا يقل عن 10 أشخاص.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024