بعد فترة من تراجع حدة الاحتجاجات وظاهرة غلق البلديات والمرافق العمومية في وجه المواطنين بولاية بومرداس من قبل حاملي المطالب والانشغالات الاجتماعية والتنموية، عادت مجددا مثل هذه السلوكات لتخيم على هواجس المنتخبين ورؤساء البلديات المعنيين مباشرة بهذه الملفات بعد لجوء المواطنين في بعض المناطق إلى الاحتجاج وعرض العضلات بقطع الطرق العمومية ووصلت إلى حد غلق مقرات الدوائر..
بعد بن شود شرق بومرداس التي عاش سكانها لأيام محرومين من خدمات مصالح الحالة المدنية بالبلدية التي وضعت بها الأقفال من قبل سكان قرية”بن حرشاو” للمطالبة بتوفير مياه الشرب وانجاز خزان مائي بسعة 300 متر مكعب ووصلت حالة التصعيد إلى الذروة بغلق مقر دائرة دلس، انتقلت قبل أيام العدوى إلى سكان قرى أولاد حميدة، شرابة، بن حمزة وغيرها ببلدية بغلية إلى الاحتجاج في أكثر من مناسبة بغلق أغلب المرافق الحيوية والطرق بما فيه الطريق الوطني رقم 25 باتجاه ولاية تيزي وزو والطريق الولائي باتجاه الناصرية في موقف سبب انسداد تام في حركة المرور وتنقل المواطنين للمطالبة بتعبيد الطريق البلدي الرابط بين أولاد خداش والطريق الولائي رقم 154 باتجاه بلدية تاورقة، جاء الدور نهار أمس على قاطني الشاليهات ببلدية بني عمران الذين نقلوا انشغالاتهم إلى مقر الولاية بتنظيم وقفة احتجاجية للضغط على السلطات الولائية والمحلية لتسوية وضعيتهم والحصول على وعد وموعد محدد لترحيلهم والحي الجديد الذي سيستقبلهم..
هي ثلاثة حالات لاحتجاجات في أيام متقاربة ولنفس الانشغالات تقريبا مابين مياه الشرب، السكن وتعبيد الطرقات كمطالب أساسية وحيوية كان من الواجب على المنتخبين والاميار السابقين معالجتها في وقتها وعدم تركها كتركة للمجالس الحالية، هذه الأخيرة وجدت الحجج جاهزة ومركبة بتحميل من سبقوهم المسؤولية وعدم التحرك لتقديم مبادرات وحلول تستجيب لمثل هذه الحاجيات التي لا تتطلب التأخير، أو التهرب بربط بعض المشاريع بالسلطات الولائية باعتبارها قطاعية من مسؤولية المديريات الولائية وهنا نقصد به مشاريع ربط القرى بالغاز الطبيعي وانجاز ملاعب جوارية وقاعات للرياضة والصحة المغيبة في مثل هذه المناطق النائية في انتظار تحرك مديرية الشباب والرياضة، في وقت كانت مثل هذه المطالب الاجتماعية والتنموية تزين ديباجة البرامج الانتخابية في آخر موعد انتخابي للتربع على عرش المجالس البلدية، إلا أن هذا العقد انفرط بين الناخب والمنتخب بعد ان عجز الأخير في مرافقة المواطن في تبليغ الانشغال إلى الجهات المعنية لتحسين ظروفه اليومية حتى لا نقول حلها ومعالجتها..
