يسابقني الدرب

نعمى سليمان: سورية

يسابقني الدّرب
وأمشي صوبَ الحبّ
كان الشجنُ باسطاً كفيه على
مدخل النبضِ
وعصفورُ الحنينِ ينقرُ
شباك الذاكرةِ
يسابقني النبضُ وأمشي
هناك في المدينةِ الموغلةِ في الألم
تشربُ الأرصفةُ الدم
وتلفظ النّار والبارود
وجارتي تمدّ يديها
تبتهلُ
تقبلني عيناها
وأنا أبكي
أمشي ويسابقني الدّرب
بعيدةٌ حلبُ
فكانت قابَ شهقةٍ
تدنومني
وتتدلى
أمدّ يدي
أقطف الريحَ
من شجرِ الزمن
أجدلُ بها انتظاري
وألوك وجعي
أرسمُ المدينةَ امرأة
أنفخُ في رئتيها
تشهقُ
وتخرجُ من دفتري عاريةً
يسابقني الدمع وأمشي
كانت حلبُ وكنتُ أنا
أسابقُ الطيرَ
أشمُّ رائحةَ الأمسِ
آهٍ
مديةٌ تقطعُ الحبّ
تترك الحرب تمارسُ البغي
في جسدِ المدينةِ العذراء
وتهمسُ الحجارةُ:
هزي إليكِ جذع الألم
يتساقط الدمع
فلا حِلَ للحب
أبكي وأبكي
وشقائق النعمان تغطي المرأة
المعلقة بثدييها البلاد

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19799

العدد 19799

الثلاثاء 17 جوان 2025
العدد 19798

العدد 19798

الإثنين 16 جوان 2025
العدد 19797

العدد 19797

الأحد 15 جوان 2025
العدد 19796

العدد 19796

السبت 14 جوان 2025