مختصون يناقشون إشكالية التنمية المحلية والحكم الراشد بسيدي بلعباس

التوّجه لخلق الثروة و إدراج المواطن في العملية التنموية حتمية

سيدي بلعباس:غ. شعدو

ناقش أساتذة ومختصون على مستوى قسم العلوم الاجتماعية، بجامعة الجيلالي اليابس بسيدي بلعباس، وعلى مدار يومين كاملين إشكالية التنمية المحلية وعلاقتها بالحكم الراشد في الجزائر في ملتقى وطني، حضرته نخبة من الأساتذة من مختلف جامعات الوطن.
شرح المشاركون في الملتقى مختلف التجارب التنموية في الجزائر مع إجراء تقييم نقدي لمخرجات تلك التجارب وعلاقتها بأساليب الحكم الراشد، مبرزين الخيارات التنموية المتاحة وجملة الأسباب الكامنة وراء اختلالات التنمية كغياب طابع الاستمرارية ومحدودية النتائج والفعالية.
 عن أهداف الملتقى، أوضح الدكتور لابايير بلعباس أن محاور الملتقى تم وضعها لتفعيل مضامين ابيستومولوجية وفلسفية لمفهوم التنمية المحلية والحكم الراشد في الجزائر، انطلاقا من تجارب عاشتها الجزائر، ابتداء من مرحلة ما بعد الإستقلال إلى غاية فترة الثمانينيات وهي المرحلة الثانية التي لا تزال متواصلة حيث خاضت فيها الجزائر الكثير من التجارب التنموية. كما يرمي الملتقى أيضا إلى  تقييم هذه التجارب، انطلاقا من معطيات الميدان ومتغيراته من خلال الإستعانة بمقاربات جديدة ومتعددة التخصصات في العلوم الإجتماعية، الإقتصادية، السياسية والقانونية، وكذا النظر في الفلسفة التنموية للجزائر، انطلاقا من مبدأ اللامركزية باعتبار ان المواطن لا يزال يعتبر نفسه مستفيدا لا محور العملية التنموية.
 خلال مداخلتها حول دور الجماعات الإقليمية في التنمية المحلية، تطرقت الأستاذة بنقناديل نورة من جامعة الجيلالي اليابس إلى التجربة التنموية بلدية تسالة نموذجا أين شرحت أهم المبادئ الأساسية للفعل التنموي والتي لخصتها في خمس قواعد كمشاركة الأفراد المحليين باعتبار ان الفعل التنموي يقوم على عنصر أساسي وهو ادراج المواطن في العملية التنموية.
كما أبرزت بنقناديل دور المجلس الشعبي البلدي في توجيه المواطنين إلى إستثمارات تتماشى مع طبيعة البيئة الإقليمية لهذه المناطق، أما الأستاذ حسين محمد الأمين من جامعة تلمسان فقد قدم مداخلة حول مقاربات المفاهيم الإجتماعية والفكرية للحكم الراشد، حدد من خلالها مفهوم التنمية المحلية باعتباره مفهوم متداخل في جميع التخصصات السوسيو إقتصادية والسياسية وديموغرافية.
 أثارت خلال اليوم الأول نخبة من الأساتذة والمختصين النقاش حول محاور الملتقى، أين شرح الأستاذ عساسي ناصر من المركز الجامعي خميس مليانة دور مقاربة الحكم الراشد في تعزيز التنمية المحلية في الجزائر، فيما عالج الدكتور مدور وليد من جامعة قسنطينة آليات التنمية في البلديات الجبلية في إطار الحكم الراشد .
من جهته، تطرق الدكتور الطيف عبد الكريم من جامعة بومرداس إلى حوكمة الجماعات المحلية كمدخل لتحقيق التنمية المحلية المستدامة في الجزائر، أما الأستاذ حلوز خالد من جامعة الجزائر فقد بين في مداخلته دور الإذاعات الجوارية في تفعيل التنمية المحلية في الجزائر، إذاعة تيارت نموذجا.
كما تطرق لعليوي محمد الطاهر من جامعة المسيلة لمعيقات التنمية المحلية في الجزائر بين مركزية اتخاذ القرار ولا مركزية تنفيذه دراسة حالة إستقالة المجلس الشعبي البلدي لبلدية عموشة بولاية سطيف، في حين شرح الأستاذ كرايس الجيلالي من جامعة وهران أهمية توجه الشباب نحو الإستثمار والتحول من ثقافة الراتب إلى ثقافة خلق الثورة .
 تميز اليوم الثاني  للملتقى بعدد من المداخلات، حيث تطرقت الأستاذة بلمياني أسماء من جامعة وهران لعلاقة الحكم الراشد بالتنمية المحلية قراءة في قوانين الجماعات المحلية وابراز دور المجتمع المدني والقطاع الخاص، لتعرّج بعدها الأستاذة مقدم آسية من جامعة بلعباس لركائز ومعوقات التنمية المحلية.
 أما الأستاذ كريم شعدو من نفس الجامعة فقد شرح أثر إستراتيجية الأهداف الإنمائية للألفية الخاصة بالأمم المتحدة على التنمية المحلية في الجزائر، فضلا عن مداخلة الأستاذ سكران مصطفى من جامعة الجزائر حول العدالة الاجتماعية الشاملة بين التنمية المحلية والحكم الراشد . قبل أن تختم المداخلات بمداخلة الأستاذ صديقي عبد النور حول إحصائيات التنمية والبطالة في عهد التقشف، مؤشرات خادعة وأرقام وردية جوفاء، وكذا مداخلة الدكتور قسول ثابت الموسومة برهانات الحكم الراشد في ظل الإصلاحات المنظومة التربوية بالجزائر.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024