ميزها حضور لافت للمرأة والعائلات

مسيرة سلمية تطالب بإصلاحات عميقة من أجل جزائر قوية

فريال بوشوية

لم تتسع أمس كبريات شوارع وسط العاصمة للحشود الغفيرة من النساء والرجال والشباب، الذين خرجوا في مسيرة سلمية عارمة، مطالبين بإصلاحات عميقة والتغيير من أجل جزائر قوية، معبرين للجمعة الثالثة على التوالي عن أرائهم وانشغالاتهم في أجواء سلمية وديمقراطية، وفق ما يخوله لهم الدستور.

لم يقتصر المشاركون في مسيرة الثامن مارس المتزامنة والاحتفال باليوم العالمي، على النساء إذ توافد الشباب والرجال والشيوخ كما كان حضور الأطفال لافتا، وقياسا إلى المسيرات السابقة فان الحضور كان أكثر كثافة وبلغ الذروة بعد صلاة الجمعة، داعين إلى إصلاحات عميقة من أجل جزائر قوية، وعلى غرار العادة طبع المسيرة الأجواء السلمية والتآخي والاحترام الكبير للنساء والطاعنين في السن، والعائلات التي جاءت للمشاركة.
وإذا كانت الحركة في الطرق المؤدية إلى وسط العاصمة وتحديدا ساحة أول ماي، قد شهدت توافد العشرات من الأشخاص الذي كانوا يتبادلون أطراف الحديث متقدمين بخطوات بطيئة، فانه وفي الشوارع الرئيسية وتحديدا مدخل شارع حسيبة بن بوعلي ارتفع العدد بشكل محسوس وتحولت العشرات إلى مئات، في وقت بقيت فيه السيارات تسير بشكل عادي. وكان في كل مرة تصادف فيها الحشود سيارة إسعاف أوموكب جنائزي يفسحون الطريق راسمين بذلك أجمل الأشكال ومقدمين أحسن الصور عن الوعي والتحضر.
وبفعل تزايد عدد المشاركين في المسيرة المنطلقين من أحياء “بلكور” و«بلوزداد” و«الرويسو” والمدنية وغيرها من بلديات، أصبحت الشوارع الكبرى لا تتسع لها، وتم الانقسام والتوجه إلى الشوارع الفرعية وممرات بين الأحياء لتخفيف الضغط، إلى أن تم الوصول إلى ساحة “أودان” أين توقفت المسيرة بعض الوقت، وكانت الساعة تشير إلى 14:38 ، ما اضطر النساء تحديدا إلى الخروج من ساحة “أودان” عبر الشوارع السفلية الفرعية.
وفي طريق العودة سجلت الشعب توافدا كبيرا لمواطنين ركنوا سياراتهم بشارع “بوبيو” دونما منعهم من قبل عناصر الأمن، لأن التوقف والوقوف ممنوع، بل على العكس ساعدوا المواطنين عموما والنساء تحديدا على ركنها، وفي غضون ذلك نزلت أعدادا كبيرة طول الشارع ووصولا إلى ساحة الوئام المدني للالتحاق بالمسيرة، في وقت فضلت فيه أعدادا كبيرة أن تصطف على أطراف الشوارع مكتفية بالتفرج على المتظاهرين، مفضلين عدم المشاركة.
وببهوحديقة ساحة الوئام المدني تلفت صورة أطفال صغار التحفوا العلم الوطني وهم يلعبون، انتباه المارين والواقفين والمشاركين على حد سواء، في مكان يعج بالحمام الذي اعتاد أن يقدم له الخبز بهذا المكان، الذي تقاسمه أمس مع براعم الجزائر، وكانت بذلك أجمل صورة عن الجزائر رسمها أجيال المستقبل.
وفي هذا الأثناء اصطف فيه أعوان الأمن لحفظ النظام على أطراف الشارع المحاذي للمستشفى الجامعي مصطفى باشا، بعيدا عن الشارع الرئيسي للمتظاهرين أي شارع حسيبة بن بوعلي، وكانوا يتبادلون أطراف الحديث بينهم، ويقدمون يد العون للمواطنين عندما يطلبون ذلك، ورغم أن أغلب المتظاهرين رفضوا الذهاب إلى المؤسسات الرسمية مكتفيين بالبقاء في قلب العاصمة والانسحاب متى تسنى لهم الأمر خاصة بالنسبة للعائلات والنساء، إلا أن بعض الشباب فضلوا الاقتراب منها ووجدوا أطواقا أمنية حالت دون مرورهم.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19471

العدد 19471

الأربعاء 15 ماي 2024
العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19468

العدد 19468

الأحد 12 ماي 2024