تحد يواجه بومرداس

1336 حالة مسجلة و أخرى خارج مجال المتابعة

بومرداس..ز/ كمال

أحيت، أمس، مديرية النشاط الاجتماعي لولاية بومرداس عن طريق مراكز التكفل النفسي البيداغوجي المتخصصة بالتنسيق مع المؤسسات والجمعيات المهتمة بهذه الفئة مناسبة اليوم العالمي للتوحد الذي أخذ هذه السنة شعار»تكنولوجيات المساعدة والمشاركة الفعالة»، وذلك بتنظيم عدة أنشطة لفائدة الأطفال بحضور الأولياء والمختصين بهدف الوقوف على انشغالات المصابين وتحسيس الجهات المختصة بضرورة التحرك للتكفل بالأعداد المتزايدة سنويا..هذا ما رصدته «الشعب» بعين المكان.
يعرف مرض التوحد الذي يصيب الأطفال منذ سن مبكرة ارتفاعا مخيفا بالجزائر كل سنة تجاوز 80 ألف حالة حسب آخر الإحصائيات المقدمة من طرف مصالح وزارة الصحة والهيئات المختصة، وهي الأرقام التقريبية التي تأخذ بالحسبان عدد الأطفال المسجلين في المراكز النفسية البيداغوجية المتخصصة الذين يخضعون للمتابعة والمرافقة من قبل المختصين إلى غاية مرحلة الإدماج الاجتماعي العادي في الوسط المدرسي.
 في حين تبقى عشرات الحالات غير معروفة على الأقل لدى المؤسسات الرسمية وأحيانا حتى لدى العائلات التي تتهاون إما عن قصد أو عن غير قصد في معالجة أطفالها المصابين بالتوحد خاصة في السن المبكرة أي منذ الولادة بسبب نقص التحسيس بطبيعة وتعقيدات المرض في حالة تركه لحاله مع تقدم العمر.
ولاية بومرداس لم تخرج عن هذا الوصف الواقعي لحالة مرض التوحد، حيث تحصي مصالح مديرية الصحة ما مجموعه 1336 حالة مسجلة منها 319 حالة أقل من 3 سنوات، 635 حالة أكثر من 3 سنوات يتابعون العلاج والمتابعة النفسية بمراكز التكفل المتواجدة في كل من تيجلابين، الصغيرات بالثنية وخميس الخشنة.
لكن بحسب بعض الأولياء»فإن هذه المراكز لا تتوفر على عدد المناصب البيداغوجية الكافية لاستقبال العدد المتزايد من أطفال التوحد، فعلى سبيل المثال مركز الثنية لا يستقبل سوى 36 طفلا يخضعون للعلاج والبعض الآخر يستفيدون من حصص علاج عن طريق النصف الداخلي، وأطفال آخرين لا يستفيدون سوى من ساعة متابعة أسبوعيا، في حين تبقى نسبة كبيرة منهم خاصة بالمناطق النائية محرومين من مثل هذه المتابعة والمرافقة المستمرة والشاملة لتسهيل عملية الإدماج وتجاوز الحالة النفسية الصعبة للمصابين.
وتبقى عملية المتابعة والمرافقة الدائمة للمختصين والأولياء ضرورية للتكفل الأمثل بفئة أطفال التوحد من مرحلة الطفولة إلى الرشد مرورا بفترة المراهقة الصعبة، وهو مسار اجتماعي صعب يتطلب عملا كبيرا وتنسيقا لكل الهيئات من أجل تكييف برامج العلاج وحتى البرنامج الدراسي في مرحلة أولى ودعم طرق العلاج والتشخيص بوسائل حديثة تتماشى والتطورات التكنولوجية والعلمية وهو التحدي الأكبر المطروح حاليا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19472

العدد 19472

الجمعة 17 ماي 2024
العدد 19471

العدد 19471

الأربعاء 15 ماي 2024
العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024