رفضا لقيادة بن صالح المرحلة الانتقالية

الطلبة يخرجون إلى الشارع من جديد وتهديد بالإضراب

آسيا مني

يتواصل حراك الطلبة في شهرهم الثاني»رافضين العودة إلى مقاعد الدراسة إلى غاية أن تتضح صورة المشهد السياسي في البلاد ورحيل كل الوجوه القديمة»، هذا ما رصدته «الشعب» في تغطيتها لمسيرة الطلبة تم تنظيمها، أمس، بالجزائر الوسطى، مطالبين عبد القادر بن صالح الذي تولى رسميا مهام رئاسة الدولة، بتقديم استقالته.
وإن تغير جزء من المشهد السياسي في البلاد، بعد تقديم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة استقالته وتحقيق المطلب الرئيس الذي دعا إليه المتظاهرون منذ أول مسيرة بتاريخ 22 فيفري المنقضي وإسقاط العهدة الخامسة، إلا أن سقف المطالب لا يزال يعرف منحى تصاعديا في كل مرة من طرف الشعب الجزائري الذي يصر على ضرورة تغيير كل الوجوه القديمة في الحكم بشخصيات وطنية يتم تزكيتها بالإجماع من طرفه تطبيقا للمادة 06 و07 من الدستور.
«الشعب» ولدى تغطيتها للحراك الطلابي الذي تصادف مع الدخول الجامعي بعد عطلة دامت أكثر من 20 يوما، كان لها حديث مع عدد من الطلاب الذين أكدوا استمرارهم في الإضراب ليرفعوا بذلك شعار، «لا دراسة لا تدريس حتى يرحل الجميع».
آلاف الطلبة هجروا مقاعد الدراسة وأوقفوا مستقبلهم، كرهينة لمستقبل البلاد ليخرجوا في مسيرة جديدة  بوسط العاصمة وبالضبط بالبريد المركزي المقر الرئيس لأي تجمع، رافعين شعارات عدة جلها مكتوب عليها، «سقطت الخامسة فليسقط معها الباءات الخمس»، لا سلطة غير سلطة الشعب»، جميعنا مع الجزائر الديمقراطية.
وعلى بعد أمتار من البريد المركزي وفي محاولة لنقل الطلبة تجمعهم عبر شوارع الجزائر الوسطى واجتياز  النفق الجامعي، تم تسجيل بعين المكان تدخل قوات الأمن لمنعهم من مواصلة السير إلى ساحة أودان، حيث تم بناء جدار أمني على مستوى شارع فرحات الطيب وبالضبط أمام ثانوية باستور، لمنع تقدمهم أكثر الأمر الذي تسبب في إصطدامات استدعت من مصالح الأمن استعمال الغازات وكذا المياه كطريقة لتفرقتهم ليعودا أدراجهم نحو البريد المركزي وليس لقمعهم..
مشادات دامت لأكثر من ساعة ليعود على إثرها الطلبة أدراجهم، ومواصلة وقفتهم بالقرب من مقر البريد المركزي الذي بات بمثابة فضاء حر يتم فيه التعبير عن مواقفهم الرافضة لمختلف القرارات التي يتم اتخاذها خلال هذه الفترة الحساسة التي تعيش الجزائر على واقعها.
وإن فضل العديد من الطلبة الهتاف بشعار «لن نتوقف - كل يوم مسيرة»، إلا أن الكثيرين وفي حديثهم مع «الشعب» يرونه بالأمر غير المنطقي حيث لا يمكن أن يستمر الوضع – حسبهم - على ما هو عليه خاصة في ظل غياب حلول بديلة لمطالب الشعب في تقديم اقتراحات بديلة من أجل قيادة الجزائر في هذه المرحلة كما أن مصيرهم الدراسي بات على حد قولهم على كف عفريت خاصة وأنهم لا يعرفون المسار الحقيقي لهذا الحراك وما هي النتائج التي سيحققها مستقبلا، متسائلين عن مصيرهم خاصة في ظل ارتفاع سقف المطالب في كل مرة.
فهناك من اقترح أن يتم الاكتفاء بمسيرات الجمعة من أجل استكمال ما تبقى من التغيرات ليرى آخرون ضرورة الإضراب كورقة ضغط أكبر من أجل تحقيق الأهداف المرجوة، ونذكر هنا أن الطلبة يعقدون كل يوم أحد اجتماعا على مستوى المدرجات الجامعية بما فيها مدرج جامعة الحرّاش للتصويت بنعم أو لا على قرار الاستمرار في الإضراب والخروج في مسيرة يوم الثلاثاء من عدمها، حيث يرتقب تنظيم اجتماع طلابي الأحد المقبل من أجل النظر في مستقبلهم الدراسي.
وسجلنا على مستوى الساحة المحاذية للبريد المركزي مجموعة من الشباب الذين حاولوا تنظيم تجمع يتم إعطاء فيه الكلمة لكل شخص من أجل تقديم بعض الاقتراحات التي يراها الأنسب في قيادة البلاد وإن كانت مبادرة هادفة إلا أنها تبقى معزولة ولا تفي بالقدر الكافي من أجل إيجاد حلول أنجع لتزكية ممثلين عن الحراك من أجل الدفاع عن المطالب المشروعة للشعب الجزائري عبر مائدة الحوار.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024