بعد مسيرات الجمعة السلمية

الجـــزائريــون يصرون على تجسيد مطالب التغيــير الجـذري

صونيا طبة

تمسك برحيل رموز النظام خاصة الباءات الثلاثة

كشف الجزائريون في مسيرتهم السلمية لثامن جمعة عن تمسكهم بالمطالب المتمثلة في تطبيق المواد الدستورية التي تشدد على أن الشعب مصدر السيادة والقرار السياسي. جاء هذا من خلال الشعارات المرفوعة والهتافات التي دوت بالشوارع في مسيرات شعبية دخلت أسبوعها الثامن بحضور أمني مكثف وغير مسبوق منذ انطلاق الحراك الشعبي في 22 فيفري الماضي، خاصة على مستوى وسط العاصمة ولكن ذلك لم يمنع المتظاهرين من الخروج بقوة إلى الشارع للتعبير عن مطالبهم المرفوعة إلى غاية تحقيقها بأكملها محافظين على السلمية والحس المدني العالي.
حدث هذا في الساعات الأولى من المسيرة الثامنة، حيث لا زالت صورها عالقة بأذهاننا، صور عن الشعارات المرفوعة في كل الشوارع التي مر بها المحتجون سلميا، وكيف حاول أعوان الأمن وقوات مكافحة الشغب منع المتظاهرين من الانتشار في شوارع العاصمة وغلق الطرق المؤدية إليها، إلا أن المتظاهرين رفضوا الدخول في مواجهات عنيفة مع الشرطة مرددين كلمة «سلمية سلمية «، ما جعل قوات الأمن تنسحب من الشوارع تاركة المتظاهرين يعبرون عن آرائهم بحرية دون قمع.
وبعد هذه المسيرة لا زالت الأنظار في حالة ترقب لتجسيد ما رفع المتظاهرون من كل الفئات رجالا ونساء وحتى الأطفال من مطالب  وشعارات منددة بالوضع السائد في الجمعة التي اعتبروها جمعة الفصل، من بينها «نريد التغيير الجذري ونطالب بتبديل جميع رموز النظام ولن نتخلى عن سلميتنا،» الجيش حامي الشعب وعليه أن يقف مع الحق وأن يستمر في ذلك كما وعد، «الشعب يساوي السلم..».
لا يخفى على الكثيرين أنه تم تسجيل محاولات للتشويش على حراك الشعب كبعض الفئات أوالنشطاء الذين يرافعون لمطالب لا تمثل الصالح العام للشعب وأخلاقه ودينه وكذا محاولات استفزاز الشعب المتظاهر من قبل بعض الجهات التي لم تنجح في ذلك بعد أن أظهر الشعب قوة تحمل رهيبة لمواجهة العراقيل التي يسعون من خلالها إلى تكسير الحراك الشعبي السلمي وتخريب البلد.
نذكر بالمناسبة أن أغلبية الجزائريين لم يكتفوا بمطلب استقالة عبد العزيز بوتفليقة ومحاكمة بعض رجال الأعمال المتورطين في قضايا الفساد بل طالبوا بتغيير جميع المسؤولين الحاليين مؤكدين أنهم فقدوا الثقة في جميع رموز النظام، وهو ما جعلهم يستمرون في الخروج إلى الشارع للمطالبة بتنحية جميع المسؤولين الحاليين وتحقيق التغيير الجذري الذي يريده الشعب بأكمله.
نذكر أيضا بالمناسبة، أن أجواء التظاهر السلمية التي تشهدها الجزائر يتابعها العالم بأكمله، حيث قدمت رسائل بليغة المعنى لكل المتربصين بالحراك السلمي الذي أزعج بعض محبي الخراب الذين صدموا بوعي المتظاهرين وتفطنهم للمخططات التي تحاك ضدهم خاصة وأن الشعب نظم نفسه بنفسه وحافظ على السلمية طيلة مدة التظاهر بدون الاعتماد على ممثل للحراك كون الهدف واحد وهو تحقيق مطالب شرعية موحدة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024