قال الدكتور أحمد نعمانى مختص في علم النفس الاجتماعي و أستاذ بجامعة أكلى محند اولحاج بالبويرة إن للمثقف دورا أساسيا في توجيه المجتمع بمختلف أطيافه. لكن فى البداية يجب التفريق بين المثقف والمتعلم، هذا الاخير هو الذي يتلقى المعارف والمهارات عن طريق مختصين إما فى المدرسة أو الورشة. لكن المثقف إلى جانب اكتساب المعرفة العلمية له تصور خاص لما ينبغي أن يكون عليه المجتمع.
وبمعنى أدق فإن الثقافة هى أسلوب حياة مستمد من عادات المجتمع و تقاليده ومعاييره و قيمه لهذا فإن المثقف ملم بما يدور فى مجتمعه و لديه معارف لا تتطلب مؤهلا علمىا كلاسيكيا . إنه غالبا عصامي وموهوب ،تتميز أقواله وأفعاله بالحكمة والنظر الثاقب، فمثلا إن المطرب سليمان
عازم كان حكيما أكثر منه مطربا حيث أن مواضيع أغانيه عبارة عن رؤية استشرافية لحل المشاكل التي كان يعيشها المجتمع الجزائري سيما المغتربون و كيفية محاربة الاستعمار بطريقة ذكية.و كذا الشيخ عبد الرحمان الذي اشتهرت حكمه وأمثاله فى كافة بلدان المغرب العربي .
وبالنسبة للدكتور نعمانى فإن المثقف يؤثر فى المجتمع أكثر مما يتأثر به ، فهو قائد للمجتمع الذي قد يعتبره شيخا أو زعيما روحيا يرجعون إليه كلما ضاقت بهم السبل أو صادفوا مشكلة تعذر إيجاد حل لها فهو إطار مرجعي لأتباعه.
وبحسب الدكتور، فان العلم قد يقتصر على مجال معين و ظواهر علمية محددةأما الثقافة تشمل المعارف و التصرفات و التراث الاجتماعي الذى يستمد الإنسان منه وجوده و يسعى إلى تنميته.