أغلب مسؤولي المناطق من النخبة المثقفة
بارك المجاهدون الذين شاركوا في إضراب 19 ماي 1956 الحراك الشعبي الذي يشارك فيه الطلبة بقوة من خلال تخصيصهم الثلاثاء يوما في الأسبوع لمساندة المطالب المرفوعة من قبل غالبية الشعب واعتبروا ذلك «ثورة للتغيير وهي استمرار لثورة التحرير».
قال الدكتور لحسن زغيدي، أستاذ التاريخ بجامعة الجزائر في منتدى الذاكرة الذي احتضنته أمس جريدة المجاهد، إن ما يقوم به الطلبة «النخبة» من مظاهرات في إطار الحراك السلمي الحضاري وليس المصطنع، هو استكمال لما قام به سلفهم إبان الثورة التحريرية، مستغربا كيف أن الطلبة في 1956 استطاعوا أن يغيروا مجرى الثورة، في حين «عجز الدكاترة سنة 2019 عن تأطير هذا الحراك «الطلابي» الذي ينظم كل ثلاثاء».
زغيدي: 6308 طالب جزائري سنة 1954
انتقد زغيدي المناهج التربوية التي أفرغت من المحتوى الوطني للتاريخ، مشيرا إلى أن الحركة الوطنية التي كانت تدرس لمدة سنة لطلبة ليسانس التاريخ قلصت إلى سداسي، ما يشكل خطرا على تعليم التاريخ و مستقبل الجزائر، مضيفا أن تدريس تاريخ الثورة في الجامعة توقف عند سنة 1958؟.
وفيما يتعلق بإضراب 19 ماي التاريخي، قال زغيدي إن الطلبة آنذاك التحقوا بالثورة، مشيرا أن هناك من كان مهيكلا في صفوف الحركة الوطنية وهؤلاء انظموا تلقائيا والآخرون انظموا بعد الهجومات التي عرفها الشمال القسنطيني، مشيرا إلى أن عدد الطلبة الجزائريين آنذاك قدر بـ 6308 طالب من أصل 34468 طالب، فيما كان عدد الطالبات 952 بنت.
المجاهد لعيد لشقر: أغلب المسؤولين في جميع المناطق من النخبة
وشكل تدخل المجاهد لعيد لشقر شهادة حية لما جرى في 19 ماي 1956. وهو حدث شارك فيه بعد التحاقه بالثورة، حيث أكد أن انضمام الطلبة إلى النضال التحرري، أعطوا له نفسا جديدا، مفيدا أن أغلب المسؤولين في جميع المناطق كانوا من النخبة المثقفة.
ومن جهته، انتقد المجاهد البرنامج التربوي الذي وصفه بـ»الكارثي»، مشيرا إلى أن كتب التاريخ التي تدرس للتلاميذ تحوي «معلومات خاطئة وغير صحيحة عن الثورة الجزائرية»، معتبرا أن هذا تصرف «عمدي» لغاية في نفس يعقوب، مبديا مساندته للمظاهرات التي يقوم بها الطلبة في إطار الحراك الشعبي الذي تشهده الجزائر منذ 22 فيفري الماضي وتصر على مطالب تغيير النظام السياسي ورحيل رموزه المتورطين في الفساد والمتسببين في الأزمة الراهنة.
