الفوج الكشفي «بلفضل بوزيان «بالسوقر عزيمة شباب يسوّقون للخير
نظم الفوج الكشفي الشهيد بلفضل بوزيان عند مخرج مدينة على الطريق الوطني رقم 23 ولاية تيارت، عملية تضامنية تمثلت في نصب خيام تزامنا مع الشهر الفضيل لإفطار الصائمين من المسافرين عبر الطريق الوطني رقم 23 الذي يربط ولاية تيارت بالجهة الجنوبية إلى الشمالية من الوطن، حيث يعمل شباب ومنخرطو الكشافة الإسلامية كخلية النحل، منذ منتصف النهار، لتحضير الوجبات واعادة تنظيم الخيم من فراش وطاولات.
«الشعب» وقفت على كيفية تحضير الوجبات منذ البداية الى غاية توزيعها على الصائمين ، وفي هذا الاطار أكد مدير المخيم الكشفي الشاب كراك بن يعقوب ان التحضيرات تبدأ منذ الليلة السابقة، حيث تنظف الافرشة التي وضعت لراحة السواق والعابرين الذين ينهكهم التعب جراء السياقة، حيث تحضر لهم أفرشة وأغطية للنوم أثناء الليل بعد السحور أو حتى اثناء النهار.
تبدأ التحضيرات لوجبتي الفطور والسحور صباحا فيشرع أمين المخزن في إخراج المؤونة المتمثلة في الخضر والتوابل و الماء وكل ما يحتاجه الطباخ وهي امرأة متطوعة تقوم بالطهي بمساعدة الشباب المتطوع بمدينة السوقر على بعد قرابة 2 كلم ثم تنقل الوجبات عبر سيارات مؤمنة صحيا، بفضل العديد من الشركاء يساهمون في الإشراف على الوجبات كممثلين عن مديرية الصحة و المراقبة، و أعوان من الحماية المدنية منتدبين طيلة الشهر الفضيل للمساعدة والإشراف على العملية .
مخيّم بكل اللوازم وجهود تطمئن الصائمين عبر الطريق
في المقابل هناك حنفيات في الخلاء هي من إبداعات الشباب الذي فكروا في غرس حنفيات في الهواء الطلق موصولة بأنابيب لصهريج مراقب صحيا لوضوء الصائمين و الاغتسال عند العياء و لنظافة البدن ، كما أن الخيام مزود بالمصابيح الكهربائية موصولة بمحرك كهربائي من النوع العالي ، وأرصفة شيدت بالحجارة الصغيرة المطلية بلون العلم الوطني الأحمر و الأخضر و الأبيض مشكلة ممرات ترشد المسافر إلى الطريق المؤدي الى المخيم و بطرق اجتنابية صغيرة تؤدي الى المصلى الذي نصّبت له خيمة خاصة بها لافتة الى جهة القبلة.
يعرف المخيم تنظيما محكما، حيث ما إن يدخل زائر يسأل من قبل الشباب المرشدين الذين يرتدون بزة خاصة تحمل اسم المخيم، و يتم توجيهه الى مدير المخيم الذي يعمل كقائد لثكنة من خلال التوجيهات والاتصالات، فصوت الهاتف لا يتوقف سواء من طرف المسافرين الذي تعرفوا على رقم الهاتف من صفحة التواصل الاجتماعي التي فتحها الفوج الكشفي.
عملية استقبال المسافرين من عابري السبيل تبدأ منذ السادسة مساء سواء بالتوقف الإرادي من طرف المسافرين الذين يحبذون الاستراحة، أو من طرف الاخرين الذين يتم توقيفهم قبيل ساعة من حلول وقت الافطار، حيث يتم استقبالهم من طرف المشرفين على المخيم الكشفي.
من جهة أخرى، «الشعب» اغتنمت الفرصة للقيام بدردشة مع المسافرين كحكيم ومرافقه الذي جاء من العاصمة قاصدا الاغواط، وتوقف طواعية للافطار، حيث قال انه يعرف المخيم منذ السنة المنصرمة وشكر المشرفين عليه و أثنى على نوع الوجبات .
أما خالد القادم من حاسي مسعود و شاكر من منطقة باتنة، وعائلة متكونة من الأب والأم و طفل قادمين من منطقة المدية و الكثير ممن صادفناهم قدموا تشكراتهم للمدير وأعضاء المخيم الكشفي بلفضل بوزيان، كما ان اعوان الحماية المدنية المتواجدين طيلة 24 ساعة يقومون بتوجيهات للمسافرين وحتى لاعوان الشرطة لكون المخيم متواجد بمفترق الطرق.
خلية نحل تستنفر قواعدها قبل الافطار والرضا غاية تكتمل بعد الامساك
بعد قيام الأذان من قبل احد الشباب المتطوعين يشرع الصائمون في الإفطار على طاولات كبيرة تتسع كل واحدة لعشرة أشخاص وأخذنا لنا مكانا للدردشة مع الصائمين الذين من ضمنهم حتى سكان من مدينة السوقر من ذوي الفاقة والحاجة.
مدير المخيم كراك بن يعقوب لم يشرع في الفطور رفقة طاقمه سوى لحبات من التمر إلى غاية انتهاء الجميع من الافطار وتناول القهوة ، من بين مميزات هذا المخيم تحضير وجبة السحور لمن أراد ان يحملها معه من المسافرين والذين كانت لنا دردشة ايضا مع السائقين حول حوادث المرور وكيفية تجنبها من خلال احترام قواعد المرور، حيث اجمع السواق على توخي الحذر والتوقف عند التعب والاحساس بالنعاس.
شرح لنا محدثنا بعض المواقف الايجابية التي تحدث والثناء والشكر و دعاوى الخير التي يتلقاها المشرفون، نشير ان المخيم يرافقه الجانب الثقافي من خلال معرض لإنتاج شباب المخيم على الهواء الطلق، وهكذا يواصل الشعب الجزائري تضامنه في ظل الامن والامان.