الانزلاقات خلقت تصدعا في جدار لحمته الوطنية، فوغالي:

الحراك الشعبي سابقة في تاريخ وحياة الشعب الجزائري

سجلها : نور الدين لعراجي

 الانتقال الديمقراطي وبلوغ تحقيق تقليدي لجمهورية جديدة
 تفادي الإقصاء بكل أشكاله، بما في ذلك أحزاب الموالاة سابقا

يعود الدكتور باديس فوغالي أستاذ العالي بجامعة قسنطينة الى اولى البدايات من خلال المعطيات المتوفرة والمتواترة مع التساوق الزمني والحدثي للحراك، منذ جمعته الأولى إلى اليوم وما اتضحت من خلاله بعض معالم ما يؤول إليه كانتفاضة شعبية، بحكم المنطق المترتب عن مثل هذه الانتفاضات السلمية الهادئة التي تؤثر التحرك السلمي بكل أبعاده، وتعمل بوعي وطني عميق على تجدر هذا السلوك الذي يتهيأ أنه سابقة في تاريخ وحياة الشعب الجزائري.

يرجح الدكتور فوغالي ان هذا الاخير تشكل من الأحداث السابقة والمآسي التي عرفها هذا الشعب قائلا، انه وعى وعيا عميقا إيجابيا وعرف كيف يستفيد ويأخذ الدروس والعبر من تجاربه السابقة ويتخذ من الانزلاقات التي أوشكت أن تخلق تصدعا في جدار لحمته الوطنية مخرجا لحل مشاكله ومع مواصلة الشارع في حراكه السلمي وتمدده نوعا وعددا من جمعة إلى أخرى دون أن ينجرح ويتأثر في مجراه، ومساره، فإن تحولاته حسب فوغالي في بعض المطالب، تبدو في بعض الأحيان متناقضة ومتداخلة ومتشابكة، لكنها تصب في جوهر واحد وهو الرغبة الشديدة في الانتقال الديمقراطي لتسيير الحياة السياسية وبلوغ تحقيق تقليدي لجمهورية جديدة تنهض على المساواة الاجتماعية وتثبيت العدل وممارسة الحريات الفردية والجماعية بما يكفله الدستور وقوانين الجمهورية.
يرى الكاتب فوغالي باديس أن بعض التناقضات الجزئية تمنح الحراك وقودا لإتمام رسالته التي حركته في البدء نتيجة الترسبات المتنوعة مع المحافظة على الهدوء والسلمية التي تبناها وعيا وممارسة منذ جمعة الثاني والعشرين من فيفري دون انزلاق أو تجاوز لمطالبه الجوهرية المعروفة، وفي ضوء هذا المشهد الذي يبدو لنا أنه ملغم، يصعب تجاوزه والخروج منه إلى أفق العودة إلى الحياة الطبيعية في ظل التغيرات المفصلية التي تعرفها البلاد لاحقا بعد انتخاب رئيس جمهورية تلتف حوله كل الطبقة السياسية وأغلب الشعب الجزائري وذلك نراه قريبا وآتيا
في هذا الصدد يقترح الدكتور باديس جملة من الإجراءات قد تسمح حسبه بتجاوز هذه المرحلة، ملخصا إياها في:
- اولا: مواصلة الحراك تزامنا وتساوقا مع الإجراءات والتدابير التي تشتغل جزئيا من قبل العدالة،إذا لو تنطفئ أوار الحراك وتهدأ النفوس تماما وتعود كل الشرائح التي تبنت تمظهرات الحراك إلى الحياة الطبيعية الساكتة والصامته لن يتحقق ما يصبو إليه الشعب الجزائري بصورة عمودية، فالحراك إذن هو الرفيق الأمثل للإصلاحات التي نراها تتجد تدريجيا.

الحوار يشمل ربوع الوطن مع الاخذ بالاقتراحات والمطالب الجوهرية

ثانيا: تفادي الإقصاء بكل أشكاله،بما في ذلك أحزاب الموالاة سابقا،على أن تشتغل هذا الأحزاب على مستواها الحزبي على مناقشة الأزمة وتقديم الاقتراحات التي تراها مناسبة للجنة الحوار،والوساطة الوطنية أثناء الندوة الوطنية الجامعة من خلال ممثلين منتقين انتقاء يراعي التحولات الجديدة في المشهد السياسي العام.
ثالثا: الإفادة من الحوار الذي يجب أن يشمل كل ربوع الوطن من أقصاه غلى أقصاه وجمع الاقتراحات والمطالب الجوهرية التي تخدم التنمية المحلية بقدم المساواة مع المطالب السياسية الأخرى وإيجاد صيغة تمثيلية للشريحة المحاورة والتي بالتأكيد تضم أهم الحراكيين العارفين بجدوى وأهمية الحوار الوطني الذي يجب أن يتجاوب الحساسيات الجهوية والعرقية....إلخ
رابعا: إعادة النظر في الصيغ والشروط التي تؤطر الاستحقاقات الوطنية والمحلية القادمة بما يسمح تخطي شرط الكوطة ومنح الأولية للقدرات الفنية والفكرية المؤهلة دون التمييز بين الذكر والأنثى ولا بين الشباب والكهول الذين لا يمكن ان يتعتبوا السبعين على أكثر تقدير.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19468

العدد 19468

الأحد 12 ماي 2024
العدد 19467

العدد 19467

الأحد 12 ماي 2024
العدد 19466

العدد 19466

الجمعة 10 ماي 2024