«الشعـب» تستطلـع واقع البريـد بعاصمة الأوراس بباتنـة

رهانات على المهنية والأنسنة ومكاتب لتذليل عقبات التّنقّل

استطلاع / باتنة: حمزة لموشي

 تحسّـن كــبير في الخدمــات ومشاريـع قطاعيــة ممـــيّزة في الأفــق

يشهد قطاع البريد بولاية باتنة تطورا كبيرا في الآونة الأخيرة، بفضل نوعية الخدمات المميزة المقدمة للزبائن، حيث يرتقب ان تدخل 5 مراكز بريدية جديدة حيز الخدمة رسميا قبل نهاية العام الجاري، كأقصى تقدير تدعم بها قطاع البريد بعاصمة الاوراس باتنة، وذلك بكل من حي بوعقال بمدينة باتنة وكذا بلدية وادي الماء، الشمرة والتي بلغت بها الأشغال نسبة معتبرة، في حين انطلقت الأشغال منذ مدة بمكتب بريدي بطريق تازولت وآخر ببلدية المعذر، وذلك حسبما كشف عنه مدير وحدة بريد الجزائر بولاية باتنة، السيد عبد القادر عبد الدائم في تصريح لجريدة «الشعب».
يأتي فتح هذه المكاتب البريدية حسب ذات المتحدث تجسيدا لإستراتجية المديرية العامة للبريد، بهدف التخفيف عن الضغط الكبير على المراكز البريدية الحالية الموجودة بإقليم الولاية والمقدر عددها بـ 142 مركز بريدي، وكذا استجابة للطلبات الكثيرة للمواطنين والزبائن بهاته البلديات ذات الكثافة السكانية الكبيرة، إضافة إلى تحسين الخدمة العمومية المقدمة تنفيذا لتعليمات المسئول الأول عن القطاع بالجزائر عبد الكريم دحماني، والذي حسب مدير وحدة باتنة ما فتئ يوجّه تعليمات بعصرنة الخدمات، والتقرب أكثر من الزبون لكسب ثقته.

خمسة مكاتب بريدية جديدة وترميم 7 أخرى للتّكفّل الجيّد بالزّبائن

وستكون هذه المكاتب يضيف عبد الدائم مزودة بجميع الأجهزة لتقديم خدمات نوعية ليكون باستطاعة زبائن هذه المناطق إجراء مختلف العمليات البريدية من سحب وإيداع للأموال، دون الاضطرار للتوجه إلى المكاتب البريدية الأخرى.
 ومن المنتظر أيضا حسب المدير إعادة الاعتبار لعدة مكاتب بريدية أخرى ترميم مقر القباضة خارج التصنيف بريكة، إضافة إلى مكتبين جديدين ببريكة رصد لهما مبالغ مالية معتبرة والأشغال ستنطلق بها قريبا، ويتعلق الأمر بكل من مكتب حي النصر وحي 300 مسكن، وهي تجمعات سكانية كبيرة.
كما ستستفيد مكاتب الترميم بكل من بومقر، مروانة، تيفران، النوادر والرحوات من عمليات ترميم كبيرة لمقراتها وإعادة الاعتبار لها، حيث ستنطلق بها الأشغال قريبا بعد رص الأغلفة المالية الخاصة بهذه العمليات، إضافة إلى تهيئة الواجهات بمكاتب مروانة، الشمرة، نقاوس ورأس العيون.
هذه المشاريع النوعية في قطاع البريد، عرفت نقلة نوعية منذ تنصيب عبد الدائم على رأس القطاع العام الماضي، والذي بادر إلى اقتراح العديد من المشاريع الخاصة بفتح مكاتب بريدية جديدة وترميم أخرى، وكذا تسجيل احتياجات القطاع من موزعات الأوراق النقدية ومناصب التوظيف التي قوبلت جميعا بالموافقة من طرف المديرية العامة ومسؤولها الأول عبد الكريم دحماني مدير وحدة باتنة، الذي أكّد حرصه شخصيا وبشكل يومي على متابعة مختلف وضيعات القطاع بكل ولايات الوطن على غرار ولاية باتنة.

22 موزّعا آليا جديدا للأوراق النّقدية

وأثمر هذا الاهتمام من المديرية العامة لبريد الجزائر بقطاعها بعاصمة الاوراس باتنة، بتدعّمه بـ 22 موزع بريد آلي جديد للأوراق النقدية ستوجّه لبعض المناطق التي تفتقر لهذه الخدمة،  وكذا تدعيم البلديات ذات الكثافة السكانية بأخرى جديدة في إطار إستراتيجية تهدف أساسا إلى تسهيل معاملات الزبائن في سحب أموالهم.
في هذا الاطار، كشف عبد الدائم عن استفادة القطاع من مجموعة من العمليات التنموية الهامة التي من شأنها تحسين الخدمات العمومية المقدمة على غرار 22 موزع آلي جديد، ستدخل حيز الخدمة قبل نهاية العام الجاري 2019 لتضاف لـ 35 موزع موجود أصلا بالولاية.
وستوجه هذه الموزعات لبعض المناطق ذات الكثافة السكانية الكبيرة كدوائر عين التوتة، التي استفادت من موزعين ودائرة باتنة التي استفادت بدورها من موزعين وأولاد سي سليمان، إمدوكال، مروانة وبولهيلات وذلك لمسايرة التطورات الجديدة خاصة بعد الاستعمال الكبير لزبائن البريد لخدمة البطاقة الذهبية.
كما تمّ العام المنصرم تحويل الموزعات القديمة بعد إصلاحها لبعض المراكز البريدية بالمناطق النائية لضمان إعادة استغلالها بطريقة جيدة خدمة للزبائن بكل إقليم الولاية باتنة، خاصة وأنها تشهد كثافة سكانية كبيرة في السنوات الأخيرة، الأمر الذي يستلزم تكفلا جيدا بالزبائن، وهوما جعل من فتح مراكز بريدية جديدة أولوية حسب ذات المصدر.
وشهد القطاع بفضل إستراتيجية المدير عبد الدائم المبنية على الحوار والتكفل الجدي بانشغالات الزبائن والشركاء والزيارات الميدانية للمراكز البريدية، للوقوف على مدى التزام الموظفين بتعليمات المديرية العامة للبريد، تحسنا كبيرا في الخدمات المقدمة، وذلك من خلال القضاء على الطوابير الكبيرة عند مداخل المراكز، خاصة في أوقات الذروة الخاصة بصرف رواتب المتقاعدين وبعض الأسلاك الأخرى على غرار التربية، الصحة، الأمن والجماعات المحلية، حيث تتكيف مراكز بريد باتنة جيدا مع هذه الأوضاع من خلال تمديد ساعات العمل، والحرص على مراقبة الأجهزة وصيانتها في الوقت المناسب.

 خدمات بريدية مميّزة لمرافقة طموح الزّبائن في خدمة عمومية عصرية

وأشار المدير إلى تحكّم زبائن بريد الجزائر بباتنة في خدمات الفضاء البريدي، ويتعلق الأمر بإمكانية الزبون إجراء العديد من المعاملات عن طريق خدمة الدفع الإلكتروني البريدي في مجال تسديد الفواتير، تحويل الأموال، الشراء والدفع عن بعد عبر شبكة الأنترنيت.
إضافة إلى إقبال الزبائن على خدمة «حوالتك» الخاصة بالتحويل السريع للأموال، والتي تعتبر نوعا جديدا من الخدمات في باقة خدمات الحوالات الالكترونية المرسلة، فهي خدمة تجمع بين السهولة والسرعة والأمان، حسب عبد الدائم كونها تسمح بالإرسال أو الاستلام الفوري للأموال عبر كافة أنحاء القطر الوطنيّ وانطلاقا من أيّ مكتب بريديّ، دون اشتراط فتح حساب بريدي جاري أوحساب بنكي.
وللاستفادة من هذه الخدمة، أوضح مدير الوحدة في تصريح لـ «الشعب»، أنه يتعين على المرسل التقرب من أي مكتب بريدي يختاره، مرفقا بوثيقة إثبات هويته والمبلغ المالي المراد تحويله، والقيام بملء الاستمارة المتوفّرة على مستوى كل المكاتب البريدية، والقابلة كذلك للتحميل انطلاقا من الموقع الإلكتروني لبريد الجزائر، مع الحرص على التدوين الصحيح لرقم الهاتف النقال الخاص به ورقم هاتف المستفيد، ليتلقى مباشرة كل من المرسل والمستفيد رسالة نصية قصيرة تحتوي على رمز «حوالتك» ورقمها السري، ليصبح بعدها بإمكان المستفيد أن يتقدم من أي مكتب بريدي يختاره لسحب المبلغ، وذلك شرط أن يكون مرفقا بوثيقة إثبات هويته، بالإضافة إلى الرمز والرقم السري اللّذين تلقاهما من خلال الرسالة النصية القصيرة.
وكانت مؤسسة بريد الجزائر، قد أطلقت خدمة تتمثل في الإشعارات عبر الرسائل النصية القصيرة ترسل إلى هاتف الزبون عند دخول أموال لحسابه البريدي، وهي الخدمة التي من شأنها أن تسهل كثيرا على زبائن المؤسسة بحيث تعفيهم عن الإطلاع المتكرر على حساباتهم البريدية.
كما كان بريد الجزائر يعلم الزبائن سابقا عبر رسائل نصية قصيرة فقط في حالة تلقي دفتر شيكات أوبطاقة السحب من الموزعات الآلية في حالة تقديم رقم الهاتف عند تقديم الطلب، قبل أن يضيف حاليا خدمة الإشعارات في حالة تلقي أموال.

أنسنة القطاع وتحسين الخدمات..التزام مهني
 
تشهد أغلب المراكز البريدية بعاصمة الاوراس باتنة، منذ مدة، تجاوزا لمشكل غياب السيولة المالية التي كانت تعاني منها خلال السنوات الأخيرة، بفضل الموزعات الآلية التي باتت تتوفر عليها المكاتب البريدية الموزعة، إلى جانب الخدمات النوعية والسريعة التي تقدمها في ظل ارتفاع المكاتب البريدية، البالغ عددها ولائيا أكثر من 142 مكتب والتي ساهمت، بشكل كبير، في القضاء على مشكل الطوابير خاصة في أيام الذروة والخاصة بسحب مختلف عمال وموظفي الأسلاك النظامية والتربوية والصحية وحتى المتقاعدين لأموالهم.
وأفاد عدد من المواطنين التقتهم جريدة «الشعب» خلال زيارة لبعض المراكز البريدية، خلال إجراء هذا الاستطلاع، بأن ولاية باتنة تعرف تحسنا ملحوظا للخدمات التي تقدمها المراكز البريدية، وكذا حسن استقبال المواطنين والتكفل بانشغالاتهم البريدية.
وتحرص وحدة البريد بباتنة على وفرة السيولة المالية عبر المراكز البريدية، لاسيما بعد الزيارات الميدانية والفجائية التي يقوم بها مدير الوحدة عبد القادر عبد الدائم، ولقاءاته بالزبائن بالمراكز البريدية وتفقّده لمدى التزام الموظفين بتعليمات المديرية العامة بخصوص تحسين الخدمات وعصرنتها، حيث تقوم إستراتيجيته على تشخيص النقائص المسجلة، واحتوائها من خلال توفير السيولة المالية وتسقيفها في المناسبات الدينية، وضمان الصيانة اللازمة للموزعات الآلية بغية تفادي الأعطاب، وهوالأمر الذي انعكس بالإيجاب من حيث مستوى الخدمات المقدمة.
وبخصوص وضعية البطاقات الذهبية، أكد المدير تواجد الولاية في المراتب الأولى وطنيا من حيث نسب توزيع البطاقات الذهبية واستعمالها بتسجيل ما نسبته 87 بالمائة، من طرف زبائن بريد الجزائر المقدر عددهم بأكثر من 600 ألف زبون.
 
احترام حق ذوي الاحتياجات الخاصّة في أولوية المعاملات

خلال زيارتنا لمكاتب البريد بباتنة، لفت انتباهنا تزويدها بأروقة ومسالك آمنة خاصة بكافة بذوي الاحتياجات الخاصة لتفادي الانتظار أمام المراكز البريدية، وتجسيدا لقوانين الجمهورية الخاصة بهاته الفئة الحساسة من المجتمع، وهو ما يعكس حسب عبد الدائم المجهودات الحثيثة الجارية حاليا على مستوى بريد باتنة لعصرنة خدمات هذه المؤسسة، حيث بادر مدير الوحدة بإعطاء تعليمات صارمة لموظفي القطاع بضرورة إيلاء أهمية «خاصة» لهاته الفئة، في إطار التضامن معها وتحسين الخدمات المقدمة، ونزولا عند تعليمات المديرية العامة لبريد الجزائر والتجاوب مع التغييرات الجوهرية والنوعية لمواكبة تطورات تكنولوجيا الإعلام والاتصال.
وثمّن بعض ذوي الاحتياجات الخاصة الذين تحدّثنا إليهم بهذا الخصوص لهذه الإجراءات المتخذة لصالحهم بهدف التكفل الجدي والإنساني بهم، حيث أصبح المعاقون يقومون بسحب نقودهم بأنفسهم دون أي مساعدة، إضافة إلى طابع السرية للعملية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024