عدد الوفيات نتيجة المرض بلغت 70 ٪
يعرف سرطان الثدي تطورا سنويا بنسبة تتجاوز 8.5 بالمائة، حيث أن حالة من أصل 5 حالات تصل إلى المرحلة الأخيرة، هذا ما جعل المشاركين في اليوم العلمي التكويني حول :»سرطان الثدي وتجربة الكشف المبكر بالجزائر عرض أول النتائج» يدقون ناقوس الخطر.
لم يخف المتدخلون في هذا اللقاء الذي نظمته جمعية «الأمل» لمركز بيار ماري كوري لمساعدة مرضى السرطان، أمس، بفندق السوفيتال، قلقهم الكبير للتطور الذي عرفه سرطان الثدي في الجزائر ، ما يجعل من الضروري التشخيص المبكر أمرا إجباريا للنساء عموما خاصة اللواتي لديهن عامل الوراثة.
هناك عدة عوامل تساهم في ظهور السرطان بصفة عامة حسب ما ذكر البروفسور زيتوني في مداخلته خلال اللقاء، أهمها تغير نمط الاستهلاك ونقص الحركة بالإضافة إلى عامل التلوث الناتج عن دخان السيارات، غير أن سرطان الثدي هو وحده الذي انتشر وتطور بوتيرة أسرع، جعل الأطباء يدقون ناقوس الخطر، ويشددون على ضرورة الفحص الكلينيكي ثم الكشف المبكر للمرض.
ومن أسباب الإصابة بسرطان الثدي حسب ما ذكر هذا البروفسور تأخر سن الزواج، والإنجاب بعد 25 سنة، بالإضافة إلى استعمال الهرمونات عند بلوغ المرأة سن اليأس (انقطاع الطمث) الذي يبدأ في الغالب بعد 48 سنة، واستعمال موانع الحمل لتنظيم الولادات والتخلي عن الرضاعة الطبيعية، وهذا التغير في عمل الهرمونات يساهم في ظهور المرض.
وأجرى زيتوني مقارنة بين عدد الحالات في الجزائر والسويد، وتوصل إلى أن هذه الأخيرة التي لا يتعدى عدد سكانها 10 ملايين نسمة لديها نفس عدد الحالات تقريبا المسجلة في بلادنا، بالرغم من الفارق في مستوى التطور والتقدم . إلا أن السويد استطاعت من خلال اعتماد التشخيص المبكر المنظم من التخفيض من عدد الوفيات إلى 30 بالمائة، فيما تصل في بلادنا إلى 70 بالمائة.
أوضح لبروفسور زيتوني أن سرطان الثدي بالرغم من خطورته إلا أن العلاج والشفاء منه ممكن، إذا ما تم الكشف عنه مبكرا، مؤكدا على ضرورة الفحص الطبي قبل الكشف المبكر والمنتظم، ويتطلب ذلك استراتيجية وتخطيطا، وكفاءة طبية لتطبيقها في الميدان.
أما البروفسور بن ديب فقد لفت إلى أن حالة من أصل 5 حالات يكون المرض فيها في مرحلة متقدمة، مؤكدا بدوره على ضرورة الكشف المبكر، خاصة لدى النساء اللواتي يتوفر لديهن عامل الوراثة، حيث يتم فحص المرأة بشكل دقيق ومعمق.
...التشخيص المبكر يساهم في خفض نسبة الوفيات إلى 25 ٪
وأبرز البروفسور بن ديب خلال مداخلته أنه في الجزائر يكون فحص المرأة وتشخيصها بدءا من سن 40، فيما يتم تشخيص المرض في البلدان المتقدمة في سن 50، وأوصى الأطباء المشاركين في اللقاء بضرورة إجراء الفحص والكشف على الثديين معا وأن تكون قراءتان لنتائج الكشف.
وأفاد في سياق متصل أن كل تطور الورم يختلف من إمرأة لأخرى، مشيرا إلى أن عدد الوفيات نتيجة هذا المرض يتراوح من 1 إلى 5 في كل 100 ألف حالة، وجدد تأكيده على الفحص والكشف المبكر لأنه يساهم في خفض عدد الوفيات بنسبة 25 بالمائة.
وبالنسبة للبروفسور بوزبيد فقد أكد أن انقطاع الطمث لدى النساء (سن اليأس) لم يثبت علميا أحد عوامل ظهور المرض، بينما يرفع الحمل الذي يأتي بعد 25 سنة إمكانية الإصابة إلى 2.5 بالمائة، كما تعد السمنة عاملا آخر لظهور المرض بنسبة 6.2 بالمائة.
ويذكر أن اللقاء تزامن تنظيمه والذكرى 10 لتأسيس جمعية «الأمل» لمركز بيار ماري كوري لمساعدة مرضى السرطان، مع التذكير أن الجمعية تقوم بحملات توعية وتعبئة بغرض الكشف المبكر لسرطان الثدي كل شهر أكتوبر تحت «عنوان أكتوبر الوردي».
كما أن للجمعية أنشطة أخرى خلال هذا الشهر، تتمثل في تنظيم يوم مفتوح برياض الفتح يوم 12 أكتوبر الجاري، والسباق النسوي ضد سرطان الثدي بمركب 5 جويلية يوم 19 أكتوبر وأخيرا سهرة «الشريط الوردي حصيلة وتكريم» بالسوفيتال يوم 29 أكتوبر الجاري.