ارتفاع خسائر خلايا النحل بوهران

نقص المراعي وظهور طفيليات وأمراض خطيرة

وهران: براهمية مسعودة

 تحذير من دواء مستورد يهدد أسراب النحل

حذّر عدد من النحالين بعاصمة الغرب الجزائري، وهران، من تراجع أعداد النحل، وبصفة خاصة تزايد ظاهرة اختفاء هذه الحشرة المفيدة، وذلك لعدة أسباب، أبرزها نقص المراعي وظهور طفيليات وأمراض خطيرة، أدت إلى مغادرة أسراب الشغالات للخلايا وعدم العودة إليها، ما أثر سلبا على صغار النحل.

أعرب النحالون وأصحاب الخبرات في تربية النحل في تصريح لـ»الشعب» عن الرغبة في الحصول على معطيات شاملة حول ظاهرة وفاة أسراب النحل في الولاية، لتقصي الوضع وتنفيذ إجراءات صحية وتدابير استعجاليه لحصر الأسباب الكامنة وراء وفاتها وتعزيز آليات الحماية والأمان الطبيعية لدى نحل العسل.

  الجفاف وتقلص المراعي  يهددان شعبة النحل

وقد تباينت الآراء حول سبب ذلك، حيث ذهب الكثير من المختصين إلى مشكلة الجفاف ونقص المراعي الطبيعية الخاصة بالنحل المنتج للعسل في مختلف المناطق، فيما ربطها آخرون بانتشار الأمراض والطفيليات ودخول دواء»مقلّد» خاص بالنحل، أدى إلى نفوق أعداد كبيرة من النحل في الولاية.
واشتكى عدد من الناشطين في إقليم «حاسي بونيف» و»بوتليليس» من نقص الأدوية الخاصة بمعالجة أمراض النحل، إلى جانب انعدام البياطرة المختصين في صحة مجمل أنواع الحشرات، وهو ما يجعلهم جاهلين بنوعية المرض وموقعه، حتى يتسنى لهم استخدام الأدوية المضادّة للفطريّات أو الفيروسات بدقّة لأسابيع أو أشهر وأحيانا أكثر من ذلك، وفق تعبيرهم.
وأثار كثير منهم مشكلة نقص المراعي الطبيعية الخاصة بالنحل المنتج للعسل في مختلف مناطق الولاية، الأمر الذي حدا بهم لدق ناقوس الخطر، مطالبين وزارة الزراعة ومحافظة الغابات بالعمل على وضع إستراتيجية لتوسيع المراعي والمحافظة عليها وتشجيع التشجير في مناطق إنتاج العسل.

انقراض دواء (B401)  لعلاج العثة

من جانبه، أكّد زدام الهواري، الأمين العام للغرفة الفلاحية لولاية وهران النقص الحاد المسجّل في عدد البياطرة المختصين في صحة النحل، مقرا في نفس الوقت بوجود نقص في الأدوية وانقراض البعض منها، مثل دواء «B401»، والمعروف أيضا باسم «سيرتان»  لعلاج مرض الفراشة أو دودة الشمع أو العثة، وهي من أخطر الآفات التي تصيب طوائف عسل النحل، وفق نفس المتحدث الذي شدّد على «ضرورة تعزيز صحة الحيوان من منطلق تشخيص الأمراض والأعراض قبل تحديد الدواء».
وبخصوص الدواء القاتل الذي حذّر منه بعض النحالين، قال زدام:» الأدوية تدخل عن طريق الحدود من خلال تنفيذ اتفاقيات في المجال، ولا يمكن أن يدخل دواء أجنبي ليس له فائدة،  فما بالك إن تحوّل الدواء إلى مرض قاتل»، داعيا من جهة أخرى إلى «تقصي الحقائق وتحديد الجهة المسؤولة».
وأوضح نفس المسؤول، أنّ انقراض النحل أو نقصان أعداده، يشكّل خطراً كبيراً على حياة معظم النباتات التي تعتمد بشكل أساسي في تكاثرها على النحل، وذلك لأنّه يلعب دورا مهما في دورة حياة النباتات والزهور، لافتا إلى أنَّ النباتات التي تلقّح بواسطة الحشرات تتمتع بجودة عالية وتكون نسبة حدوث التشوّهات في المحصول الناتج منخفضة، مقارنةً مع النباتات التي تلقّح نفسها بنفسها، وهو ما يُسمّى بالتلقيح الذاتيّ.

ارتفاع عدد النحالين إلى 1500

بدوره، دعا رئيس الفدرالية الولائية لمربي النحل لولاية وهران، حجاج أول طه نجم الدين، محافظة الغابات، إلى السماح أو التصريح للمربين بغرس أنواع محددة من الأشجار والنباتات الزهرية التي يتغذى عليها النحل، لاسيما في ظل ضعف التساقطات المطرية وتقلص المراعي الخاصة بالنحل.   
ويقول حجاج أول طه: إن النحالين بالولاية والجزائر خاصة لا تنقصهم الخبرة ولا المهارة في تربية النحل والإنتاج، فالمشكلة التي يواجهونها في الوقت الراهن، تتمثل في تفاقم الجفاف، وتراجع المساحات الخضراء الخاصة بالرعي، وهو ما يؤثر على صحة النحل من جهة، والإنتاج والإنتاجية من جهة أخرى.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024