اعتبر صالح جراب أحد أوفياء جريدة «الشعب»، أنّ هذه الأخيرة تعد رمزا من رموز الأمة الجزائرية مرجعا علاقته باليومية، التي كانت تحمل شعار «الثورة من الشعب الى الشعب»، وتطبع بـ 12 صفحة، قائلا: «كانت الجريدة فعلا مؤسّسة تتكلّم بلسان الشعب»، تسير الى جانبه وتكشف له الطريق، إنها أطول قامة في هذا الوطن العزيز علينا».
يعود القارئ الوفي للجريدة إلى تاريخ 14 و15 أوت من سنة 1981 بالعدد 5534، حيث نشر بالشعب، في الصفحة 11 منها قصّة الأسبوع بعنوان «القمر يسقط خلف الأسلاك الشّائكة»، بقسم الثقافة، وكان مسؤول الجريدة «محمد بوعروج» ورئيس التحرير «محمد عباس»، ويضيف بالقول: «لا أنسى أن قصة الأسبوع قام بنقدها يومها الأستاذ الدكتور العربي عميش، بعنوان قضايا فنية في قصة القمر يسقط خلف الاسلاك الشائكة، وهذا في العدد 5587، بتاريخ الخميس 15 أكتوبر سنة 1981، بعد أن أصبحت كاتبا».
وقبل هذا التاريخ، فقد كنت قارئا لـ «الشعب» عندما كنت في المدرسة سنة 1966، وكان أبي بائعا في المقهى، وبعد خروجي من المدرسة كافأني بكأس مشروبات ملونة، فكنت أتظاهر بعدم رغبتي في تناوله، ولكني أطلب منه بعض النقود لحاجتي اليها بدعوى أني أصبحت كبيرا، وكنت أتحسّس قبوله من عدمه، فإذا ما تم ذلك، أذهب إلى دكان عمي موسى وأشتري جريدة الشعب، ولكني لا أدري لماذا أشتريها، ومعاملتي معها تتعدى تقليب الصفحات وتهجية بعض الجمل والتطلع في الألوان ثم انتهي منها».
ويقول صالح إنّه لا ينسى أنه كان يلوذ بها في بعض المصطلحات اللغوية التي كانت تنشرها، «وكانت تحترم القارئ الصغير مثل الكبير على حد سواء، إذ سألت رئيس التحرير يوما برسالة خطية، عن معنى كلمة «الجمباز»، فكان الرد كتابيا على صفحة «الشعب الرياضي»، تحت عنوان سؤال وجواب، ولا زلت أشتريها الى اليوم».
وأضاف القارئ الوفي للجريدة، أنّ علاقته بـ «الشعب» ليست وجدانية فحسب بل تتعدى الى تاريخ الوطن والعالم من حولنا»، فهي اليوم جزء من تاريخ الوطن الذي نعتز به، وهي قلعة من قلاع الحرية، ورمز من رموز التعبير المسؤول، فتحيّة لـ «الشعب» لعمّالها ومسؤوليها، من يوم تأسيسها سنة 11 ديسمبر 1962 الى يومنا هذا.
للإشارة، صالح جراب أديب قاص، كاتب أطفال، ناقد أدبي وباحث تاريخي يقيم ببلدية تمالوس غرب مدينة سكيكدة، خرّيج المعهد التكنولوجي للتربية وأستاذ قسم اللغة العربية والآداب، زاول دراسته الابتدائية بتمالوس، ثم التكميلي والثانوي بمعهد وثانوية ابن باديس بقسنطينة، وصدر للكاتب العديد من الأعمال على غرار»البطل زيغود يوسف قيم ومواقف»، «القمر يسقط خلف الأسلاك الشائكة»، «الجذور العارية»، وهي دراسات نقدية في القصة الجزائرية الموجّهة للأطفال.