محيط السقي «سي طاريق» بوهران:

تحذير من استعمال المياه المعالجة في الزراعة

وهران: براهمية مسعودة

حذّر عديد المستفيدين من محيط السقي «سي طاريق» بعيون الترك، غرب وهران من لجوء العديد من المزارعين إلى استخدام المياه العادمة المعالجة بمحطة رأس فلكون في ري المنتجات الزراعية المختلفة، وحتى في التنظيف وغسل الملابس.
أكّد هؤلاء في تصريح لـ «الشعب» على ضرورة مواصلة الحملات التوعوية والتحسيسية لمرافقة الفلاحين وتوجيههم، منوّهين إلى أنّ المياه الصادرة عن هذه المحطة، تستخدم أساسا في ري الأشجار المثمرة والكروم، وذلك باستثناء الخضروات والمنتجات التي تستهلك نيئة، بحسب تحاليل الموارد المائية.


انشغالات مطروحة منذ 5 سنوات

ندّد محدّثونا من جانب آخر بتواصل ظاهرة التسرّب الكبير للمياه المعالجة وانقطاعها المتكرّر، فضلا عن عدم وصولها إلى كامل الأراضي الزراعية، نتيجة الأعطاب التي تعرفها المضّخات الست، وكذا الأنابيب التي تربط المحطة الرئيسية بالأحواض الثلاثة، ومشاكل أخرى في الميدان حالت دون تلبية احتياجات كل الفلاحين، والمقدّر عددهم بـ 62 مستفيدا من هذه المياه.
بدوره، أكّد رئيس جمعية السقائين لولاية وهران، حسان بوعلام، وجود مشاكل بالتطبيق، منذ دخول محيط السقي الفلاحي «سي طاريق» حيز الاستغلال في سنة 2015 على مساحة 450 هكتار، يضيف محدثنا، مرجعا ذلك إلى «عدم تركيب صمام العوامة على مستوى الأحواض الثلاثة».
استنادا إلى نفس المصدر، تكمن وظيفة هذه العوامات ـ والتي تعد من أكثر الأنظمة أهميّة في محطات معالجة المياه ـ في حفظ منسوب المياه في الخزانات والأحواض، حيث وعند الامتلاء ترتفع العوامة، وتغلق بوابة دخول المياه، وعند هبوط منسوب المياه داخل الخزان تهبط العوامة وتفتح بوابة الدخول مرة أخرى وتدخل المياه إلى الخزان.
 من جانب آخر، أوضح بوعلام أنّ نوعية المياه المعالجة بمحطة التصفية رأس فالكون بعيون الترك «غير صالحة لسقي جميع أنواع المنتجات الفلاحية، وذلك إلى غاية ضمان جودة المياه المعالجة (البيولوجية، الكيماوية والفيزيائية)، منوّها في الوقت نفسه إلى أنّ أغلب محطات المعالجة، بالجزائر، بمستوى معالجة منخفض أو متوسط.
أبرز في هذا الصدد، أن المياه المعالجة بهذه المحطة لا يمكن استعمالها لسقي المنتجات الفلاحية التي تستهلك نيئة على غرار الطماطم والجزر والخس والخيار والبطيخ وغيرها، داعيا المزارعين إلى احترام القواعد المنصوص عليها من أجل سلامة المنتوج والبيئة، فضلا عن المجتمع المتواجد في منطقة الري بالمياه المعالجة.
على ضوء ذلك، أكّد نفس المختص على ضرورة الإكثار من حملات الإرشاد الفلاحي لمنع الخطر الصحي، من خلال التطرق إلى مستوى المعالجة ودرجة إبادة مسّببات الأمراض، ومن خلال خلق موانع بين المياه المعالجة وبين الثمار، كما شدّد على أهمية إنجاح هذه التجربة باعتبارها «نموذجا مقترحا بالجزائر لقياس مستوى نجاح مثل هذه المشاريع.».
كما تجدر الإشارة إلى أنّ المياه العادمة المعالجة بهذه المحطة، سمحت بارتفاع المساحات الفلاحية المسقية بالمنطقة من 80 هكتارا إلى أكثر من 450 هكتار، وذلك من أصل 815 هكتار، وهي المساحة الصالحة للزراعة بإقليم البلدية، البالغة مساحتها 1433 هكتار، وما تبقى عبارة عن كثبان رملية وأراضي غابية، وفق المقاطعة الفلاحية لدائرة عين الترك.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025
العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025