دعوة الرئيس عبد المجيد تبون الحراك إلى طاولة الحوار يكسب ثقة الشعب ، يستدعي أن يخرج الحراكيون ممثلين عنهم في القريب العاجل ، حسب تحليل الدكتور سمير قلاع الضروس أستاذ العلوم السياسية و العلاقات الدولية بجامعة احمد بن يحي الونشريسي بتسمسيلت الذي أدلى به لـ«الشعب».
يعتقد الأستاذ قلاع الضروس أن دعوة الرئيس تبون للحوار مع الحراك من شأنها أن تزيل العلاقة المتشنجة بين المواطن و الهيئات و الرئاسة ، لأنه يريد أن يحقق هدفا أساسيا، يتمثل في إعادة كسب ثقة المواطنين، مشيرا إلى أن الرئيس المنتخب يسير عهدة انتقالية ، يؤسس من خلالها أرضية إصلاحات، وفي يديه ملفات ثقيلة تنتظره .
وبحسب المتحدث فان الرئيس تبون سيلجأ إلى وقف معارضة الشارع المتمثلة في الحراك وضع آليات، وقد لفت في سياق الحديث أن الرئيس لم يشر في خطابه للأمة بمناسبة انتخابه على رأس الجمهورية إلى أحزاب المعارضة، لان المعارضة يحددها الشارع – على حد تعبيره -.
وانطلاقا من تحليله، يعتقد الأستاذ قلاع الضروس أن هناك نية من طرف بعض الفاعلين في الحراك للتوجه إلى الحوار، لان عبد المجيد تبون انتخب بصفة شرعية وديمقراطية، وقد مد يده للحراك في أول خطاب له للأمة.
حتى الذين يرفضون فكرة الحوار، وحسب المتحدث فإن هذا المطلب يتحقق بشكل آخر، حيث أن الرئيس تبون يسير عهدة تؤسس لجمهورية جديدة، بتحقيق قطيعة مع النظام البائد، مؤكدا أن الحوار ركن أساسي، وأهم ضمان قدمه تبون لجلب هؤلاء المعارضين هو استمرار الحراك .
ومن جهة أخرى ذكر قلاع الضروس أن الرئيس المنتخب اظهر علاقة «باردة» مع مؤسسة البرلمان التي أنتجت رجال المال و الأعمال و تعفنت فيه الأمور حتى أصبح ينعت ببرلمان «الكادنة « وما يوحي انه سيقوم بحله، وهذا ما سيكون ضمن المخارج السياسية لتجاوز الأزمة .
كما أكد المحلل السياسي قلاع الضروس على ضرورة إنتاج منظومة سياسية، اقتصادية واجتماعية تتماشى ومتطلبات الشعب الجزائري ، و قال انه لا بد أن يذهب الرئيس مباشرة إلى إصلاحات سياسية واقتصادية وإعادة الأموال المنهوبة و المهربة إلى الخزينة العمومية، لان ذلك ما يعيد الثقة إلى المواطن تجاه رئيسه ومؤسسات الدولة.