عددهم في تزايد ويحملون شهادات جامعية

رحلة الألف ميل للحصول على وظيفة ببجاية

بجاية: بن النوي ت

أصبح البحث عن عمل أو وظيفة دائمة هذه الأيام مشكلة عويصة تواجه الشباب البطال من مختلف مناطق ولاية بجاية، وخاصة من ذوي المؤهلات العلمية، ونظرا لتراجع سوق العمل في هذه الولاية وعدم قدرة وكالات التشغيل على إيجاد وظائف ملائمة للعديد من طالبي الشغل، الأمر الذي يفرض عليهم البحث عن أي وظيفة أخرى مهما كانت صعوبتها، ما يدفع بالعديد من البطالين إلى قبول وظائف صعبة لا تتناسب في كثير من الأحيان مستواهم التعليمي.
فالمعاناة هي عنوان يوميات الباحث عن منصب شغل في هذه الولاية الساحلية، فبالرغم من أنها تتوفر على إمكانيات ضخمة في كل المجالات الصناعية، السياحية، الخدمات، كما أنها تتوفر على مصانع ومؤسسات يمكنها أن تكون الرائدة وطنيا في الحد من نسبة البطالة، إلاّ أن الأوضاع السيئة التي آل إليها سوق العمل ببجاية، والبيروقراطية في توزيع المناصب أدى إلى ارتفاع رهيب في معدل البطالة، ما دفع إلى تفشي وظهور سوق العمل الموازي، فالباحث عن العمل بهذه الولاية الغنية يعاني من عدة متاعب حقيقية بسبب عدم وجود مصدر رزق دائم، ونظرا لتدهور أوضاع المعيشة لدى الكثير منهم، ما يضطرهم إلى قبول العمل الموازي عند بعض الخواص في ورشات البناء أو العمل كبائع في المحلات التجارية، أو كنادل في المقاهي والمطاعم، أو العمل في وسائل النقل الخاصة كسائق أو قابض، وغيرها من الأعمال التي تُصنّف في خانة الأعمال المخالفة للقانون، نظرا للاستغلال الواضح الذي يتعرضون له في كثير من المرات من طرف أصحاب الشغل الذين يكلفونهم بجهد أكبر، مقابل أجرة زهيدة ودون تأمين صحي واجتماعي، ما يضطر بالكثير من العمال المضطهدين إلى الاستقالة، والبحث عن وظيفة أخرى، وهناك من يلجأ إلى الأعمال الحرة كالعمل في التجارة على الطرقات، وهي ظاهرة يمكن وصفها بالجديدة على المجتمع البجاوي، إذ انتشرت في السنوات الثلاث الأخيرة ظاهرة بيع الفواكه والخضر على حواف وأرصفة الطرق بالولاية رغم المخاطر والحوادث التي قد تعترضهم، خاصة على طول الطريق الوطني رقم ٢٦، أين يعرض الباعة وأغلبهم من الشباب سلعهم المختلفة التي يقتنونها من أصحاب البساتين أو من أسواق الجملة، ليعيدوا بيعها على المارة وعلى أصحاب السيارات التي تمر عبر هذه الطريق، والذين يتوقفون لشراء ما يتم عرضه، إذ يؤكد أغلب هؤلاء الشباب أنهم وجدوا في هذا النشاط الحر حتى وإن كان مؤقتا، فرصة مناسبة وربحا، أفضل من العمل حسبهم كعبيد عند بعض الخواص، وحتى أن هناك بعض الأطفال والمراهقين من يدخل عالم الشغل، خاصة أيام العطل فتجد من يبيع« الكاوكاو»  والسجائر، وآخرون يجدون في جمع النفايات الحديدية والنحاس فرصة مناسبة لكسب بعض النقود، وغيرها من الأنشطة التي تعتبر خطيرة عليهم، سيما في ظل سكوت الأولياء وعدم التزام الكثير من المستخدمين بالعمل وفق القانون الذي يحدد السن القانونية للعمل، خاصة مع تزايد الطلب على العمل من طرف الشباب والمراهقين، الذين يلجؤون غالبا نحو الإنحراف والدخول إلى عالم الجريمة من أجل تعويض الفراغ، فتجد البعض منهم يتجه الي استهلاك وبيع المخدرات والحبوب المهلوسة والاعتماد على السرقة كمصدر للدخل، هذا ما أدى إلى تنامي معدل الجريمة في السنوات الأخيرة بولاية بجاية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19450

العدد 19450

السبت 20 أفريل 2024
العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024