تصر الجزائر وإيطاليا على أن تسوية سلمية للأزمة الليبية، تبدأ بوقف إطلاق النار وتفادي التدخلات العسكرية الأجنبية واحترام قرار حظر الأسلحة الصادر عن مجلس الأمن الدولي، وتعملان في المقابل، على رفع وتيرة التعاون الثنائي في المجالين الاقتصادي والسياحي.
تبعا للدينامكيتها الدبلوماسية اللافتة، منذ مطلع السنة الجديدة، استقبلت الجزائر، الخميس، وزير الخارجية الايطالي لويجي دي مايو رفقة وفد هام.
واحتلت الأزمة الليبية، صدارة المباحثات الثنائية التي قادها وزير الخارجية صبري بوقدوم رفقة نظيره الايطالي، أين خلص الجانبان إلى استنتاجات «متطابقة إلى حد بعيد» بشأن «الرؤية الأنسب» للحل.
وقال بوقدوم في تصريح للصحافة، بمقر وزارة الخارجية، «هناك تنسيق جيد جدا بين الجزائر وإيطاليا حول الوضع في ليبيا»ّ، مشيرا إلى أن هذا التنسيق يقوم على مبادئ «الحل السياسي السلمي، رفض التدخل العسكري الأجنبي واحترام قرار حظر الأسلحة» إلى البلد الغني بالنفط، الصادر عن مجلس الأمن الدولي.
وشدد بوقدوم على أن الجزائر تصر على احترام هذه المبادئ، في مسار تسوية الأزمة، وتوجه بالشكر لإيطاليا «على إصرارها مع الشركاء الدوليين على دعم الموقف الجزائري».
ولفت رئيس الدبلوماسية الجزائرية، إلى أن المحادثات الثنائية مع الجانب الإيطالي تجاوزت الملف الليبي، وامتدت إلى القضايا الثنائية والدولية، مؤكدا أن «العلاقات البينية جيدة في عديد المجالات، وعلى رأسها الطاقة، التعليم العالي والبحث العلمي والاقتصاد».
من جانبه، وصف وزير الخارجية الايطالي لوجي دي مايو، زيارته للجزائر «بالتاريخية»، مؤكدا أنها كانت على جدول الأعمال منذ الدورة الـ 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي الشأن الليبي، أكد دي مايو، أن بلاده تشاطر الرؤية الجزائرية لحل الأزمة بعيدا عن «الحرب»، قائلا: «هذا هدفنا المشترك»، ولفت إلى انخراط عواصم المنطقة المتوسطية في مسعى الحل السلمي.
وقال دي مايو:» خلال جولتي الأخيرة إلى بروكسل (الاتحاد الأوروبي)، أنقرة والقاهرة، وجدت الجميع متفق على ضرورة وقف إطلاق النار»، مضيفا أن «ما تبقى هو جمع كل الأطراف على طاولة واحد للتحاور والتوصل إلى حل».
وعلى الصعيد الثنائي، أكد الوزير الايطالي أن الجزائر تقوم بدور كبير على «الحدود مع ليبيا بالشكل الذي يعود بالمنفعة على حوض البحر الأبيض المتوسط»، حيث تحول دون تسلل الإرهابيين وتقلل من تحركات عصابات الجريمة المنظمة.
وتملك الجزائر شريطا حدوديا مع ليبيا يفوق 980 كلم، وكل عبارة عن صحراء مفتوحة، ومع ذلك أظهرت قدرة عالية على التحكم في تأمينه، بتصديها الدقيق والمحكم لكل تحركات الجماعات الإرهابية وبارونات تهريب الأسلحة والمخدرات والاتجار بالبشر، على التراب الجزائري.
وأبرز الوزير الإيطالي، الفرص الكبيرة التي تمنحها الجزائر لاستثمار ناجح في التكنولوجيات الحديثة والسياحة، «ويمر ذلك عير تحقيق الاستقرار في المنطقة ومكافحة الإرهاب»، يقول المتحدث.
وتوسعت المحادثات بين الجانبين إلى قضايا إقليمية ودولية على رأسها قضية الصحراء الغربية، والتوتر في الشرق الأوسط بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران.
وتحتل إيطاليا المراتب الأربع الأولى سنويا في حجم المبادلات التجارية والمعاملات الاقتصادية مع الجزائر، وتعتبر شريكا استراتيجيا في مجال الطاقة.