يشهد قطاع الصحة بعاصمة الأوراس على غرار باقي ولايات الوطن تحسّنا معتبرا في نوعية الخدمات الصحية المقدمة،خاصة بمصالح الاستعجالات الطبية وبعض المؤسسات الاستشفائية على غرار عيادات النساء والتوليد وغيرها، وكذا التحاق عدد هام من الطواقم الطبية في مختلف الأسلاك للعمل بهذه المرافق الصحية.
كما ساهمت العديد من المشاريع الهامة التي تدعّمت بها ولاية باتنة خلال العام المنصرم من خلال فتح 4 مؤسسات استشفائية جديدة برأس العيون وأريس وثنية العابد وبريكة ومصلحة للاستعجالات الطبية بمدينة باتنة، يرتقب أن تدخل حيز الخدمة قريبا، في تحسين نوعية الخدمة، غير أن مشاكل الاكتظاظ ونقص الأمن حال دون فاعلية هذه المرافق الصحية، خاصة في الفترات المسائية والليلية وبالتحديد بمنطقة بريكة، وكذا المستشفى الجامعي بن فليس التهامي بمدينة باتنة.
لا يكاد يمر يوم دون أن يتم تسجيل بعض حالات اعتداءات جسدية او حتى ملاسنات حادة تتطور إلى عنف ضد الممرضين أو الأطباء أو تسجيل شجارات ومشاكل بين المرضى ومرافقيهم، وغيرها من التصرفات التي تحول دون تقديم خدمات صحية تليق بمستوى الإمكانيات المادية والبشرية التي جندتها الدولة للتكفل بالمواطنين في هذا القطاع الحساس.
وبعاصمة الاوراس باتنة، فإن وفرة الدواء وانجاز هياكل صحية قاعدية على غرار المستشفيات والعيادات ومصالح استعجالات جديدة، لا يزال رهين العنف والشجارات اليومية وقد قمنا بجولة استطلاعية لبعض هذه المرافق، حيث لاحظنا اكتظاظا كبيرا للمرضى خاصة في الفترات الليلية وارتفاع عدد المصابين بالأنفلونزا الموسمية، والإصابات الخطيرة الناتجة عن عديد الشجارات بأحياء باتنة خاصة بين مدمني الخمر والمهلوسات، والذين ينقلون عنفهم حتى إلى غرف الاستعجالات الطبية ومكاتب الأطباء الذين لا يجدون كما هو حال بمستشفى بريكة سوى الهروب أو انتظار تدخل رجال الشرطة لتقديم الإسعافات للمصابين وباقي المرضى عندما تتحول مصلحة الاستعجالات إلى حلبة صراع باستعمال مختلف الأسلحة البيضاء.
ورغم ذلك، فإن حال ولاية باتنة أحسن بكثير من حال بعض الولايات الجزائرية الأخرى بسبب التطور الكبير الذي تشهده من ناحية الأجهزة الطبية الحديثة المتوفرة وبرنامج مناوبة الأطباء الصارم وتوفر الأمن على غرار الحاصل بمصلحة الاستعجالات الطبية بمستشفى باتنة الجامعي، والذي قطع أشواطا معتبرة في هذا الميدان، إلا أن التوافد الكبير للمرضى على هاته المصلحة يجعل من خدماتها النوعية تظهر وكأنها غائبة أو لا تقدم شيئا حسب بعض المواطنين الذين تحدثنا إليهم بهذا الخصوص، خاصة وان مصلحة الاستعجالات الطبية بمستشفى باتنة تقدم خدمات لأغلب سكان الولاية باتنة بدوائرها 21، وإن حصرنا في أحسن الحالات خدماتها على بلدية باتنة فعدد سكانها يتجاوز النصف مليون ساكن دن الحديث عن البلديات والدوائر المجاورة لها.
ونشير هنا إلى قرب استلام مصلحة جديدة للاستعجالات الطبية بحي بوزروان من المنتظر أن تخفف كثيرا الضغط الهائل على المصلحة المركزية بالمركز الاستشفائي الجامعي، وببريكة جنوب الولاية يناشد منذ مدة طويلة الأطباء والممرضون العاملون بمستشفى محمد بوضياف ببريكة وسليمان عميرات جنوب ولاية باتنة، الجهات المعنية بضرورة التدخل لوقف العنف الممارس ضدهم كل ليلة تقريبا، حسب ما أفاد به البعض منهم، خاصة من طرف المدمنين الذين ينقلون شجاراتهم ومشاكل وصراعاتهم إلى مصالحة الاستعجالات والأدهى والأمر هو مرافقة أصدقائهم وعائلاتهم لهم، فإن قمنا بواجبنا المهني بغض النظر عن المصاب ضحية كان أو متهما فنحن ننظر ـ حسب أحد الأطباء ـ للمصاب كمريض تعرّضنا للعنف من أحد الطرفين بالضرب والسب، وفي أحسن الحالات الإهانة فهم يتعرضون للتهديد بالسلاح الأبيض، ويتعرّضون للسرقة وغيرها من المضايقات التي تقلل من فعالية الخدمة.
وقد اشتكى الفريق الطبي المناوب في قسم الاستعجالات الطبية ببريكة خاصة في المناوبات الليلية، وحتى المكلفون بالأمن والحراسة من تعرضهم المستمر والدائم وأحيانا حتى أثناء تواجد مصالح الأمن للعنف والضغوط من طرف عائلات المرضى والمنحرفين، ورغم صرامة مصالح الأمن في توقيف المنحرفين، إلا أن الوضع يعود لسابقه نظرا لكثرة المتوافدين على المستشفى.
بدورها مصالح الأمن حريصة على التواجد الميداني بكل المؤسسات الاستشفائية بالولاية، خاصة تلك التي تشهد إقبالا كبيرا للمواطنين، بهدف ضمان حماية المواطن وأمن وممتلكات هذه المرافق العمومية، التي أنجت لهدف واحد وهو التكفل بالمريض ومرافقته لغاية تماثله للعلاج.