كان مع فلسطين قولا وعملا

عزالدين بوكردوس شيخ الإعلاميين الجزائريين

بقلم: سري القدوة

لم يبدو موقف الجزائر الداعم للقضية الفلسطينية إلا موقفا أصيلا يعبر عن عمق العلاقات الأخوية بين الشعبين الفلسطيني والجزائري، حيث أن فلسطين هي امتداد طبيعي للجزائر. فالثورة الفلسطينية ولدت من رحم ثورة أبناء الجزائر، فكانت كلمات الرئيس الخالدة هواري بومدين (مع فلسطين ظالمة أو مظلومة) لترى وتشاهد وتسمع كل أبناء الجزائر يرددون علي مسامعك هذه العبارة، كل ما عرف أنك فلسطيني. وتجسد الجزائر رئيسا وحكومة وشعبا هذه المقولة الهامة والمهمة في تاريخ العلاقات الفلسطينية الجزائرية، فتشعر انك تجسد تاريخا مشتركا وواقعا واحدا وهدفا واحدا لشعب واحد لا شعبين.

تلقينا بمشاعر الألم والتأثر الأخوي الكبير نبأ رحيل الاعلامي القدير والكبير عزالدين بوكردوس مدير عام صحيفة الشعب الجزائرية سابقا شيخ الاعلاميين الجزائريين بعد حياة قضاها مدافعا عن وطنه وشعبه الشقيق وقد عرفناه في مسيرته رجل اعلام من الطراز الأول ومجاهدا كبيرا من الأوفياء مستذكرين بالكثير من الإكبار والاعتزاز مناقبه ومواقفه المشرفة في خدمة قضايا شعبه وأمته وفي طليعتها قضية شعبنا الفلسطيني حيث وقف مدافعا عن الحقوق الفلسطينية من اجل انهاء الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
حملت حياة الفقيد المناضل عزالدين بوكردوس محطات هامة في تاريخ فلسطين ولقد كان عندما اجتمع معه ويجمعني به أي لقاء اخوى تكون فلسطين هي الحاضرة مستذكرا حبه لفلسطين وأرضها وشعبها وحرصه على دعمها بكل ما يملك من قوة وإيمان بحتمية الانتصار. فكان مع فلسطين قولا ودعما وعملا وكان قريبا لقلب الرئيس الشهيد ياسر عرفات رحمه الله الذي أجرى معه حوارات عديدة في قلب بيروت وإثناء الحصار ليكون صوت الثورة الفلسطينية وينقل ما يجرى من معارك بطولية خاضتها الثورة الفلسطينية في بيروت ويستمر في عطاءه ودعمه لقوات الثورة الفلسطينية في الجزائر حيث وبمشاركته تم عقدت العديد من المؤتمرات والمجالس والندوات الداعمة للنضال الفلسطيني في فترة اشتد فيها الحصار على شعبنا وثورته..
لقد عرفت فلسطين المناضل عزالدين بوكردوس من خلال ملحق صوت الاسرى الذي كان الفضل له في انجازه عندما تبنى صدروه كملحق مخصص لأسرى الحرية والذي يتناول قضايا الأسرى ويعد ملحق الأسري الذي يصدر اسبوعيا مع جريدة «الشعب» الجزائرية كل يوم أحد هو الأول من نوعه في الصحافة العربية بما فيها الصحافة الفلسطينية حيث أنه التجربة الإعلامية الأولى والناجحة علي مستوي فلسطين والعالم العربي والتي تعنى بقضايا الأسري ومعاناتهم وتكشف حقيقة الممارسات الإسرائيلية بحقهم.
فكان هذا الملحق هو صوت الأسرى القادر على تحقيق طموح شعبنا والعمل علي دعم وتفعيل قضايا الأسرى الفلسطينيين علي المستوي العربي ولا يخفى ما لهذه القضية من أهمية فعندما تخصص جريدة الشعب الجزائرية ملحقا أسبوعيا يصدر ويوزع معها ويشمل تغطية حية ومباشرة لآخر أخبار الأسرى والمستجدات بهذا الخصوص فكانت هذه الخطوة بمثابة إشراقه مضيئة فتحت الابواب للإعلام الجزائري والرأي العام لتعزيز صمود الأسرى أنفسهم وعائلاتهم وأمهاتهم ورفاقهم من المناضلين. فهذا التاريخ لم يكن مجرد صدفة بل تاريخ يمتد عبر الأجيال وان الدعم المعنوي والمادي والروحي والتقني والفني للثورة الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية تواصل عبر المراحل المختلفة وقد جدد الشعب الجزائري في مناسبات عديدة دعمه المطلق للقضية الفلسطينية.
أن هذا الحرص والإيمان بعدالة القضية الفلسطينية والتي يؤكده دوما قادة الجزائر يأتي في مقدمة المواقف العربية الحريصة علي الشعب الفلسطيني ونيله حقوقه الكاملة الغير قابلة للتصرف ومما لا شك فيه بأن الجزائر وفلسطين حريصتين أكثر من أي وقت مضى علي المضي قدما في تعزيز العلاقات الأخوية والشراكة بين الشعبين.
رحمه الله تعالي المناضل والإعلامي الكبير عزالدين بوكردوس وأتقدم الى اسرة الاعلام الجزائري والي جميع العاملين بجريدة الشعب الجزائرية وأسرة الفقيد بالتعازي الحارة رحمه الله واسكنه بواسع جناته. إنا لله وإنا إليه راجعون.
سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19473

العدد 19473

السبت 18 ماي 2024
العدد 19472

العدد 19472

الجمعة 17 ماي 2024
العدد 19471

العدد 19471

الأربعاء 15 ماي 2024
العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024